وسألني أن أبين رأيي في الشيخ سعيد رمضان البوطي
وما سأكتبه معيار عام يصح في الشيخ البوطي وفي غيره من المخالفين..
الشيخ سعيد رمضان البوطي صار إلى ربه، كما سيصر كل منا إلى ربه ، وإن كان أحد منا قادرا على أن يحكم على نفسه، أو لنفسه بجنة أو نار فليفعل بالنسبة لغيره!! سيدنا الذي علمنا أخبرنا أننا لن ندخل الجنة بأعمالنا، إلا أن يتغمدنا الله برحمته ...فكلنا موقوفون لأمر الله
الشيخ سعيد رمضان البوطي له في ميدان التعليم والـتأليف والذب عن الإسلام أيادي لا تنكر، ودور يجب أن يذكر فيشكر ...وربنا يحاسب على الذرة، والحسنة عنده كرما منه بعشر أمثالها. وقد سبق وأخبرنا (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) وليس العكس. إلا أن تكون السيئة كفرا محبطا للأعمال، فيكون أحدنا ممن (ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)
نعوذ بنور وجهك يارب دعونا نقولها بقلب وجل خائف ..
موقف الشيخ سعيد رمضان البوطي من الثورة السورية ومن أبطالها وأحرارها، وما صدر عنه من قبل في فتاوى في كتابه الجهاد، او في مواقف في سياقات الظالمين ، وموقفه العام من محاولة المسلمين السوريين التحرر من الظالم المستبد منكر محض، يرد عليه، وعلى كل من قال بقوله. ومن حق المظلوم إذا طالب بحقه أن يُنصر ومن الظلم والبغي أن يُخذل مهما كانت ذرائع هذا الخذلان، يقول ربنا في نص صريح قطعي في دلالته:
(وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ) آية تعطي الحق للمظلوم بالانتصار مطلقا، وتحمل المسئولية للظالم مطلقا، وأمام هذا النص تسقط كل دعاوى المتذرعين بالحكمة، أو بالحكم على المآلات، فإذا خرج المظلوم مطالبا بحقه وجب على كل من حضره أن ينصره ما استطاع، ولا يجوز بوجه أن يمالأ ظالمه عليه...
فكيف عمّيت هاتين الآيتين عن مثل الشيخ سعيد وأمثاله من الذين ما زالوا يسيرون في ركاب الظالم، ويتلمسون لهم العلل والمعاذير ...
فإن كان الشيخ سعيد قال ما قال في الركون إلى الظالم ، وتسويغ الظلم متأولا وجها ... أو قال ما قال ممالئا للظالمين متوليا له هذا أمر لا يعرفه منه ومن غيره إلا المطلع على السرائر، ونحن لنا منه الظاهر أنه منكر ومستنكر ومدان ومرفوض!!
ولنا ظاهر أمره برفض مواقفه التي ظاهرها الممالأة والركون إلى الظالمين، وإدانتها، والبراءة من هذه المواقف والتحذير منها ومن فقه الممالأة والركون إلى الظالمين كائنا من كان صاحبه والقائل به، ومن صدر عنه ، ونحذر الناس من الإصغاء لفقه المرتابين المشككين ، ولا نتولاهم ولا نتولى فقههم في هذه القضايا أبدا ..
ونقف عند حدود الله فلا نتألى على الله في أحد من خلقه أبدا ، والتألي على الله أن نجزم الحكم على إنسان أنه في جنة أو نار ، وقصارى أمرنا أن نرجو ونشفع.. ونحفظ قول ربنا (وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) ورب كلمة واحدة يقولها رجلان كل واحد منهما يقولها بنية، يدخل أحدهما بها الجنة، ويهوي الآخر بها في النار ...
نعم لقد فجعنا بعض المحسوبين على أهل العلم ومنهم الشيخ سعيد رمضان البوطي مرتين...
الأولى أنهم خذولنا ...
والثانية أنهم فجعونا بأنفسهم، وكان عزيزا علينا عنتهم...
اللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأفعال، وفجر ينايبع الحكمة في قلوبنا وأجرها على ألسنتنا ...
وقد يقول لي قائل: ما كان أغناك عن هذا المدخل الضيق، والله إني لأرجوها كلمة عند مولاي ...
وسيسألني هل تترحم على الشيخ البوطي ؟؟
وأقول : الترحم على كل من مات من المسلمين ليس واجبا فرديا أو عينيا، والترحم على أصحاب المعاصي والبدع ليس حراما، ولكننا أمة نزل في كتابها (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا ..)
إن ألهمتَ الاستغفار فاستغفر ، وإن لم فلا ... ولا تثرب على خيار غيرك..
اللهم ثبتنا بقولك الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
وسوم: العدد 954