أخيراً جاء النذير : "السعودية" في وضع خطير !
في ما يشبه استغاثة السفينة التي تواجه الخطر " sos " ( أنقذونا ! ) استغاث النظام السعودي بأميركا لتزوده بصواريخ باتريوت الاعتراضية على نحو عاجل بعد هجوم جماعة أنصار الله يوم الثلاثاء بمسيرات وصواريخ باليستية على قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف ، وشركة أرامكو في جدة ، وقاعدة الملك خالد الجوية ، ووزارة الدفاع في الرياض . ونقلت صحيفة " وول ستريت جورنال " عن مسئولين أميركيين أن وزارة الخارجية تنظر في بيع صواريخ باتريوت إلى النظام السعودي مباشرة لتجنب اعتراض الكونجرس . وفي الأخبار أن هذا النظام تواصل مع دول خليجية ، منها قطر ، ودول أوروبية لتغيثه بما ينقذه من محنته التي حشر نفسه في براثنها بتهوره وخطئه القاتل في حساباته حين وهِمَ سهولة الانتصار وسرعته في الحرب التي فجرها في 26 مارس / آذار 2015 ، وأعلن بعد شهر أنه أتمها ، وأنه بدأ " إعادة الأمل " إلى الشعب اليمني ! والحرب الآن في عامها السابع ، وخسائرها المالية تستنزف خزينة النظام ، وضحاياها المدنيون من الشعب اليمني يتساقطون يوميا تحت قصفه الجوي الذي هو كل وسيلته في الحرب . وطوال سنواتها السبع ما رُزِق النظام قدرا من الحكمة يكفي لحثه على إنهاء الحرب التي يتفق كل من يتابعونها على أنه لن ينتصر فيها . وها هو الآن يصل إلى ما لابد من الوصول إليه ، وهو افتضاح عجزه لا عن الانتصار فيها ، بل عن صد احتمال هزيمته في قلب داره . وما فعلته جماعة أنصار الله في هجوم يوم الثلاثاء الواسع المركز على أهداف حيوية حساسة جاء تصديقا لتهديداتها السالفة بقدرتها على قصف الأهداف التي تريدها في أنحاء بلاد الحرمين ، وأنها إذا تطالب بوقف العدوان على الشعب اليمني وفق شروط عادلة متوازنة إنما تطالب به من موقف قوة وثقة لا من موقف ضعف ويأس ، وهو ما أحفق النظام السعودي في فهمه ، فتابع حربه كأنه لا يسمع شيئا ولا يرى شيئا . ولن تنتهي محنته في الحرب بشراء صفقات جديدة من الصواريخ الاعتراضية ، ولا بمزيد من الهجمات على المدنيين في اليمن ، أو على مواقع جماعة أنصار الله العسكرية . وأميركا والدول الأوروبية التي تبيعه الأسلحة في كمال سعادتها لمحنته التي تكسبها المال والنفوذ على قراره السياسي . والحديث عن اعتراض الكونجرس على بيع الأسلحة إليه زائف شكلي ، فكلهم في مختلف مؤسساتهم لا يهمهم إلا المال والأعمال ، والحروب التي يصطنعها الحمقى في الدول الاستبدادية الثرية مصدر سخي سهل للمال والأعمال . وحتى الدول الخليجية التي طلب النظام مساعدتها ستشمت به في سرها خاصة قطر . وهو لم تنقصه الأسلحة يوما في الحرب ، وإنما نقصته الحكمة والتواضع ، والخلق الإسلامي والعربي والإنساني ، ودقة حساب الخطوات ، وتراتبية اتخاذ القرار ، وضوابط تحديد المسئولية في حال الخطأ ، كل مسئول على قدر نصيبه من هذا الخطأ مثلما يحدث في الدول الحقيقية . الحروب ليست نزهات ، ولا نزوات ، وقبل بدئها يجب تحديد أهدافها بدقة صارمة ،ورسم خطواتها ،والحذر من مفاجآتها وتحولاتها غير المتوقعة ، وتوصيف تصور تقريبي لآلية إنهائها ، وما كان شيء في بال النظام السعودي من ذلك . وهو الآن يتجرع مرارة العلقم الذي زرعه ، ولا يكاد يسيغها . والذين يستغيث بهم بين طامع في ماله في أميركا وأوروبا ، وبين شامت به لعداوات قديمة دفينة ، وتخوقات منه لو انتصر في اليمن ، وشعر بقوته ، وهذه حال كل الدول الخليجية في نظرتها للنظام السعودي . وفي النهاية سيكون لزاما جِزاما عليه أن ينتزع شوك رجليه وحيدا مخذولا بعد أن لم يقدر لخطواته مواضعها ، وأقصر وأجدى طريق لانعتاقه من محنته أن يتوجه فورا ومباشرة إلى جماعة أنصار الله ، ويتفاهم معهم على إنهاء الحرب ، وسيجد الحكمة اليمانية في انتظاره . هذا هو الخط المستقيم لإنهائها بعد إزمانها ، والخط المستقيم أقصر الطرق .
وسوم: العدد 959