المغرب ومفاوضات الخمسة، ورفض نتائج مؤتمر الصومام

المغرب ومفاوضات الخمسة، ورفض نتائج مؤتمر الصومام، وفرحات عباس، ونتائج إضراب 8 أيّام السّلبية ، وعظمة المرأة الجزائرية .. كما يراها لخضر بن طوبال 

في الفصل الأخير من الكتاب "LAKHDAR BENTOBBAL Mémoires de l'intérieur", [1]،  والمعنون بـ: "حرب أو سلم، مسألة سلطة"، عبر صفحات: 349-379، يقول المجاهد لخضر بن طوبال:

كان من المفروض أن يقوم الملك المغربي محمّد الخامس، وبورقيبة بالوساطة لدى المحتلّ الفرنسي لحلّ مشكلة الجزائر. وكنت أتمنى أن تفشل الوساطة، لأنّها لو نجحت لكانت أكبر كارثة للثورة الجزائرية. 349

كنّا نعتبر أنّ المحادثات مع العدو المحتلّ، تعني أنّها ضدّنا، ولإنهاء الثّورة الجزائرية. والثورة لم تكن ناضجة لتحمّل مثل هذه المحاولات. 350

القوّة التي تمتلكها الثورة الجزائرية لاتؤهلها للدخول في المفاوضات مع المحتلّ الفرنسي. 351 

أقول: لخضر بن طوبال -في تقديري- لايعارض المفاوضات مع المحتلّ الفرنسي، لكنّه يعارض المفاوضات من منطلق ضعف، ويريد مفاوضات من منطلق قوّة، ولذلك -في تقديري- انتقد بوضياف، وبن جلول، وفرحات، والجمعية وغيرهم. بالإضافة إلى أنّ الثّورة مازالت محصورة في الجبال، ولم يحتضنها الشعب بعد. والفترة المعنية هي سنة 1956، حين بدأ البعض يطالب بالتفاوض، ولم يتحدّث في هذا الكتاب عن مفاوضات إيفيان، التي لم يصل إليها بعد.

حتّى لو وافق المحتلّ الفرنسي على كلّ مطالب الثّورة الجزائرية سنة 1956، فإنّه لم يكن مفيدا للثّورة، لأنّ الثّورة حينها كانت في الجبال ولم يحتضنها الشعب بعد.

أقول: ينتقد لخضر بن طوبال وبقوّةالقادة الخمسة أصحاب الطائرة الذين قبلوا التفاوض مع المحتلّ الفرنسي.

لم يكن هناك توافق بين بوضياف وبن بلة. 352

أقول: أفهم -الآن- سبب سجن بن بلة لبوضياف.

رفضنا لنتائج الصومام، راجع لـ: الطابع الشخصي للصراعات الداخلية، وأكثر منها يتعلّق بالسّلطة. وهذه النقطة راجعة لوجهة النظر تجاه الحرب والمفاوضات، والتي لم تكن فقط نتيجة البعثة الخارجية. 352

أصحاب الطائرة (أي القادة الخمسة)، سعوا للتفاوض مع المحتلّ قبل أن تصبح الثّورة الجزائرية والمجاهد قوّة.

أقول: يعتبر لخضر بن طوبال سعي الخمسة للتفاوض مع المحتل، هو فرض أمر الواقع باعتبار الثورة والمجاهدين لم يكونوا بالقوّة التي تمكّنهم من مواجهة فرنسا. والغاية من المفاوضات، هو عدم إطالة الحرب وحتّى لايلتفّ حولها الشعب الجزائري، فتفرض بالتّالي المفاوضات على الثّورة والمجاهدين.

كان الغرض من مفاوضات الخمسة: وضع حدّ للمسألة الجزائرية قبل أن تصبح الثّورة الجزائرية قوّة حقيقية مهمة. 353

كنّا نؤمن بمواصلة الثّورة رغم نتائجها وخسارتها، وهذا مفيد للشعب. 354

أقول: لخضر بن طوبال مع مواصلة الثورة ولو كانت نتائجها قاسية، وضدّ المفاوضات -الآن سنة 1956- ولو اعتبرها أصحابها مريحة ومفيدة.

القوّة الجديدة التي تكوّنت في الجبال، مستقلّة تماما عن السّاسة القدامى. ومتكوّنة من رجال ولدوا من القاعدة، وهذا الذي لايعرفه السّاسة. 355 

أقول: يقصد لخضر بن طوبال بالسّاسة الخمسة الذين قبلوا المفاوضات مع المحتلّ.

لم يعرف قادة الولايات بخيبة مؤتمر الصومام إلاّ سنة 1957. ص356 

الأعيان، وكلّ من له تأثير كالزوايا (وأصحاب الدين)، لم يلعبوا غير دور هامشي. وكانوا حلفاء للثّورة بالانتهازية، وحساب مصالحهم. 357  

أقول: ويقصد أيضا الجمعية الذين انضموا إلى الثورة، حين علموا أنّها انتصرت، والنصر سيكون لها. ولخضر بن طوبال لايفرّق بين الجمعية والزوايا.

أقول: يتأسّف لخضر بن طوبال من نتائج مؤتمر الصومام، ويتأسف على إبداء الحماس المفرط تجاه مؤتمر الصومام، ويرى أنّ التركيبة البشرية في المؤتمر وليس في قراراته.

أعضاء CNRA الذين كانوا ثوريين كانوا قلّة، بينما المركزيين، وUDMA، والجمعية كانوا كثرة. وهؤلاء لاعلاقة لهم بالثّورة. 

أقول: يستنكر لخضر بن طوبال على نتائج مؤتمر الصومام، التي جعلت من الثّوريين أقلية، ومن غير الثوريين أكثرية كالجمعية.

سعينا في المحاولة الثّانية لحذف بعض الأسماء التي لم تساهم في تفجير الثّورة الجزائرية، وانضموا إليها ابتداء من سنة 1956. والعجيب أنّ هؤلاء هم الذين طالبوا بمناصب خارج الجزائر، ولم يوجد من طالب بالعودة لولايته باستثناء بن خدة ودحلب، رغم أنّ تفكيرهم لم يكن ثوري. 358 

أقول: يعترف لخضر بن طوبال بالمواقف، وأصحاب المواقف حين يستوجب المقام ذلك، حتّى لو اختلف معهم في مواقف أخرى، وحاسمه كالموقف تجاه الثّورة الجزائرية.

أقول: يفرّق لخضر بن طوبال وباستمرار، وبوضوح بين من يدخل الثّورة لأجل التضحية وسقفه الأعلى هو دخول السجن كحدّ أقصى (كالجمعية، والمصاليين، والشيوعيين، وفرحات عباس)، وبين من يدخل الثّورة الجزائرية لحدّ الموت (كقادة الثّورة الجزائرية الأوائل.

فرحات عباس يفتخر بالاحتلال حتّى في أواخر أيّامه: لم أكن يوما أثق في فلسفة فرحات عباس السلمية التي كان ينادي بها، وهي فلسفة تختلف جذريا عن سلمية غاندي التي تعتبر دين بالنسبة له. وفي الحقيقة لم يكن يدعو للسلمية إنّما إلى تثبيت شرعية فرنسية. وكان دوما مدافعا على القوانين الفرنسية، وكان يقول: لو طبّقت قوانين فرنسا المحتلّة، ماكان للجزائري أن يشكو وضعه. وهذه الفكرة رافقته حتّى سنة 1962، سنة استرجاع السّيادة الوطنية، وحتّى في سنواته الأخيرة حين أعطى انطباعا أنّه تغيّر. والجمهورية التي طالب بها، ليست هي الجمهورية التي تؤدي إلى استرجاع السّيادة الوطنية، بل هي شكل من أشكال النظام الاستدماري، لأنّ هذا هو غايته. ويعتبر أنّه بمجرّد الاحتلال الفرنسي يقبل بالإصلاحات، سنشهد تحسنا لوضعية الشعب الجزائري.

كانت غايتنا من مؤتمر الصومام 1956، أن نحقّق مضمون بيان 1نوفمبر 1954. ص359 

أقول: يريد أن يقول: فشلنا في تحقيق أهداف الثّورة الجزائرية عبر مؤتمر الصومام المقام سنة 1956.

كريم، وأوعمران لم يشاركا في اجتماع 22، إنّما التقينا بهما غدا. 360

تمّ تحضير بنود مؤتمر الصومام قبل الشروع في المؤتمر، ودون علمنا. وبن بلة وعبان وافقا على كلّ النقاط، وكريم ساندهم إلى أقصى حدّ. وبقيت أنا وزيغود يوسف نعارض نتائج المؤتمر دون جدوى. 361

مزهودي: لم يكن له لا الإرادة، ولا القوّة، ولا يستطيع قيادة جيش التحرير، ولا الشعب. كيف إذن يوضع على رأس القيادة. 362

من مبادئ إعلان 1نوفمبر: لايجب محاكمة الخونة الذين خانوا الجزائر قبل 1نوفمبر 1954. ويحاكم من خان الثورة بعد اندلاع الثورة. 362

العمل الثّوري لايكون إلاّ بالثّورة. والشعب الجزائري لم يكن يحمل فكرا ثوريا قبل تفجير الثّورة الجزائرية، ولا حتّى الجنود. ويؤمن باسترجاع الثّورة الجزائرية، لكن لايؤمن بالثّورة. ويؤمن بالثّورة، لكنّه يؤمن بالثّورة التي تحقّق مصالحه. 363

حلّ حزب لايعني أبدا حلّ فكرة. 364 

أقول: ينتقد لخضر بن طوبال الذين تركوا أحزابهم وانضموا إلى الثّورة متأخرين، كالجمعية، والمصاليين، والشيوعيين، وفرحات عباس. أي مازالوا على فكرتهم الرّافضة للعمل الثوري.

أقول: يرى لخضر بن طوبال، أنّ الذين سافروا لمصر كانوا تبعا للقيادة المصرية ولعبد الناصر، وكانت بالتّعبير الجزائري: "تقودهم من الأنف". 364

الذين انضموا للثورة الجزائرية أثناء مؤتمر الصومام 1956، هم سبب أزمة صائفة 1962. ص 364

الجمعية، وأصحاب البيان، ورغم انضمامهم للثّورة بقوا على نفس مبادئهم غير الثورية تجاه المحتلّ الفرنسي. 364

أقول: انضمام غير الثوريين للثّورة الجزائرية، أثّر سلبا على الثّورة الجزائرية.

قال لي زيغود يوسف بعد مؤتمر الصومام: فشلنا في مشروعنا، ولا تعتمد إلاّ على نفسك. 365 

أقول: واضح جدّا غضب زيغود، ولخضر بن طوبال من الأعضاء الجدد غير الثّوريين والمنضمين والمفروضين -بتعبير لخضر بن طوبال- لمؤتمر الصومام.

فرحات عباس لاقيمة له حين يتحدّث أمامي، وأمام أصحاب القرار، والميزان لم يكن نفسه, ولا يملك بما يراهن به. 365

إضراب 8 أيّام ونتائجه على الثّورة الجزائرية:

إضراب 8 أيّام كان بإيعاز من CCE، وليس من عبان وبن مهيدي، التي كانت دعاية فقط. 365

لم نكن راضون عن إضراب 8 أيّام. والإضراب جعل قوّتنا مكشوفة. ونتج عنها قمع رهيب، ولم نكن نملك الأدوات لمواجهته، وعن طريق الاعتقالات والتّعذيب  فكّك الاحتلال كلّ خلايانا ومنظومتنا. ومن يومها لم يعد لنا منظومة قوية حتّى سنة 1962، وضيّعنا أفضل العناصر. ولم نسمع بالإضراب إلاّ قبل 20 يوم. 366

قرار الإضراب من طرف CCE، قضى على قواتنا، وعلى ميزان القوى الذي لم يكن لصالحنا، بدليل كلّ المخازن نفدت لأنّ النّاس لم تعد تتسوّق. ولأوّل مرّة تصل السّوق السّوداء للجبل. ولم يعد باستطاعتنا إطعام النّاس. وتطلب منّا الأمر وقتا وجهدا لإعادة النّظام، لأنّنا إذا أُصبنا في النظام فإنّ الثّورة ستصاب. 367

قتلنا الخونة الحركى الذين كانوا ينشرون اليأس في صفوف الشعب، وقد كنّا مضطرين لفعل ذلك. 368

أقول: يرى لخضر بن طوبال، أنّ القائمين على العاصمة لايفهمون شيئا في الثّورة، ولا يعرفون عنها شيئا. 369

القايد إبراهيم بن يزار، هو القايد الوحيد الذي صعد للجبل، وساعد الثّورة الجزائرية على المستوى الوطني. 371

الجندي المحتلّ يسعى لسرقة ديك المرأة الجزائرية، وتقول له: لن تأخذه ولو قتلتني، ولن تأكله أبدا، ثمّ قتلها، وفي غياب الرجال تدخل النّسوة. وفعلا الجندي المحتلّ لم يأخذ الديك. 375 

أقول: هذه صورة من الصور الكثيرة المتعدّدة لعظمة المرأة الجزائرية.

كريم وبن خدة لايثقان في الشعب، ولذلك دبّ الخلاف إليهما. 376

أقول: من نتائج إضراب 8 ماي 1957، والضغط على الثّورة: مغادرة القيادة في العاصمة نحو الخارج، والتي يراها لخضر بن طوبال من سلبيات قادة الثورة المتمركزين في العاصمة. 377

 من نتائج إضراب 8 أيّام: بلغ التّعذيب منتهاه، والإقرار تحت التّعذيب مسّ المنظمة سلبا وتلاشت، والمعلومات التي تحصّل عليها المحتّل جرّاء التّعذيب كبيرة وخطيرة. 377

ألحّ علي كريم، وبن خدة للسّفر لتونس وأترك مكاني لخليفة لي، ثمّ بعدها للخارج. 377

منذ سنة 1950 لم أعرف الحياة المدنية. وهذه المرّة أعيشها لأوّل مرّة بوصولي إلى تونس سنة 1957. 378

خاتمة: تمّ بعون الله وقدرته الانتهاء من قراءة الكتاب، وترمته، وتلخيصه، والتعقيب عليه، وإبداء رأي، وموقف صاحب هذه الأسطر.

[1] Daho Djerbal "LAKHDAR BENTOBBAL Mémoires de l'intérieur", CHIHAB ÉDITIONS, Octobre, 2021, Alger, ALgérie, Contient 401 Pages.

وسوم: العدد 965