عن المقارنة المنتشرة في الحرب بين اوكرانيا روسيا والثورة السورية
[1]
في الثورة السورية: الجيش السوري تركيبته طائفية في قيادته، وقف ضد الشعب السوري وثورته -إلا القلة الحرة التي انشقت عنه- وهو شريك المحتلين القتلة.
في أوكرانيا: الجيش وطنيّ يحمي الشعب ويقاتل المحتلين الغزاة.
[2]
في الثورة السورية: بدأ الثوار معركتهم سِلمياً لا يمتلكون أيّ سلاح، وظلوا شهوراً يواجهون الرصاص بصدورهم، وسلاحُهم حناجُرهم فقط.
في أوكرانيا: بدأت معركتها منذ اللحظة الأولى، وهي بكامل سلاحها المجهز بالطائرات والعربات والمدرعات ومنظومات الصواريخ والاتصالات والمضادات وغيرها.
[3]
في الثورة السورية: لم تتحرك المواقف الدولية المنددة بجرائم النظام إلا بعد مدة طويلة، ولم تتضمن خلال عشر سنوات إلا مجرد تصريحات ومواقف دبلوماسية شكلية.
في أوكرانيا: المواقف الدولية سبقت المعركة، ومع أول ساعات المعركة وخلال أيام تجسدت بخطوات قوية في دعم أوكرانيا ومعاقبة روسيا.
[4]
في الثورة السورية: تم إطلاق يد إيران وروسيا والنظام في سوريا، دون أي معاقبة فعلية، رغم إجرامهم الوحشي لسنوات.
في أوكرانيا: من أول ساعات المعركة بدأت العقوبات الدولية تتوالى على روسيا (اقتصادية عسكرية (إغلاق مضائق) - دبلوماسية - حظر رحلات - إعلامية - رياضية - وفي كل المجالات)
[5]
في الثورة السورية: تم منع الدعم العسكري النوعي عن الثوار (مضاد الطيران) وعدم تزويد الثوار بمدرعات ودبابات ومنظومات صواريخ واتصالات متطورة.
وبات اعتماد الثوار على السلاح الخفيف وما قد يستولون عليه من سلاح العدو من بعض السلاح والعربات التي تفتقر للذخيرة ومكشوفة تحت طيران العدو.
في أوكرانيا:
رغم امتلاكها - قبل المعركة- ترسانة سلاح ضخمة تشمل آلاف الدبابات والعربات ومئات الطائرات، وجيشاً ضخماً مجهزاً.
إلا أن الدول الغربية وخلال الأيام الأولى من المعركة تسابقوا في دعمها بأعداد هائلة من الطائرات وصواريخ مضادات الطيران والدروع وكل أنواع الدعم العسكري.
[6]
في الثورة السورية: استخدم العدو كل أنواع الأسلحة المحرمة في كل أنحاء سوريا ضد الثوار والمدنيين ( عنقودي - فراغي- ارتجاجي- فوسفوري - كيميائي) إضافة للبراميل المتفجرة.
في أوكرانيا: حتى الآن هناك تخوف روسي من عواقب استخدام هذه الأسلحة هناك، حتى وإن هدد ببعضها واستعرض.
[7]
في الثورة السورية: أهداف العدو كلها مدنية (أسواق- مشافي- مدارس- مساجد) ولا مكان يتحصن فيه الناس من القصف، فكانت تهدم بيوت وأحياء كاملة فوق رؤوس ساكنيها.
في أوكرانيا: استهداف لمواقع عسكرية، وحتى الأهداف المدنية استهدافه لها أقل، والشعب لديه ملاجئ (وأنفاق المترو) يتحصن فيها.
[8]
في الثورة السورية: تم استخدام أسلحة أخرى كثيرة على الثوار أشد من القصف (الاعتقالات في المسالخ الوحشية للثوار وأقربائهم والمدنيين - الحصار والتجويع- الاعتداء على الحرمات والمقدسات والأعراض و..)
في أوكرانيا: للآن الحرب عسكرية، والعدو فيها لم يتمكن بعد من استخدام الوسائل الأخرى
[9]
في الثورة السورية: تشبث السوريين بأرضهم فكان النازحون بعد سنة كاملة من انطلاق الثورة لا يتجاوزون بضعة آلاف، وبعد سنوات زادت أعدادهم للملايين بعد موجات التهجير القسري، مع تضييق دولي على استقبالهم.
في أوكرانيا: النازحون منذ الأيام الأولى بمئات الآلاف، وترحيب دولي كبير بهم.
[10]
في الثورة السورية: قاتل الثوار لوحدهم جيوشاً كبيرة من دول كثيرة، حزب الله مع ٦٦ ميليشيا إيرانية وروسيا ومرتزقتها وجحافلها والأسد وجيشه وعصابته وشبيحته و...
في أوكرانيا: يواجهون عدواً واحداً معزولاً دولياً، حتى الذين شاركوه في حربه في سوريا لم يؤيدوه في أوكرانيا (إيران).
[النتيجة]
لا مقارنة مطلقاً بين الثوار في سوريا وبين أوكرانيا لا من حيث الظروف، ولا مقومات الصمود، ولا المساحة والإمكانات، ولا المواقف الدولية، ولا حجم وحشية العدو وتدميره للمدن، ولا أي شيء آخر.
الثورة السورية واجهت -بخذلان العالم- ما لم يواجهه أي شعب آخر من حجم الأعداء ووحشيتهم.
لذا فكل من يستدعي الصورة الأوكرانية ليسخف بها من تضحيات ثوارنا وشجاعتهم وبطولتهم فكلامه مردود في وجهه.
ثورتنا أعظم ثورة (كثير من قادتها استشهدوا - نساؤها خنساوات - أطفالها رجال- شبابها جبال) ولا تزال صامدة بعد أحد عشر سنة معارك، فيما دولة كاملة مهددة رغم كل إمكاناتها بعدم الصمود.
كل ما سبق لا ينفي أننا نتمنى بشدة أن تنكسر روسيا في أوكرانيا ونفرح لخسائرها هناك، لأن ذلك سيؤثر على وجودها في سوريا وحمايتها لذيل الكلب، وهو ما ينبغي استثماره إن حصل بعودة المعارك والتحرير.
فنظام الأسد ساقط، وعلى الدول أن تدعم ثوار سوريا بسلاح نوعي لكسر رأس روسيا وإيران في سوريا.
وسوم: العدد 970