حجم الجريمة !! كوة للأمل ..أو تكريس لليأس!!
تابعت بعض الصور الحيّة، القادمة من دمشق. وحجم الجمهور المحتشد من الأمهات والآباء والبنات والأبناء والأخوات والإخوة، ينتظرون عودة " مغيّبة أو مغيّب قسري" ما زال أولياؤه يتوقعون أن يعود...
دققت سمعي الكليل الذي يحتاج إلى ترجمان، في الأصوات المختلطة: سمعت أما تقول أنتظر ثلاثة أبناء، وأنا هنا منذ ثلاث ليال، سمعت شابا يقول: أنتظر أبي غاب منذ تسع سنوات، تقول أخت: أنتظر أخي، كان معيلنا الوحيد خرج من البيت إلى عمله ولم يعد، قالوا لنا لقد احتجزوه على قاطع عسكري...!!
ويتعالى صوت آخر من بين الحضور، قالوا لنا انتظروا قريبا من سجن صيدنايا، فلما اجتمعنا هناك، قالوا: اذهبوا وانتظروا تحت الجسر، ثم الآن يقولون.....، فهمت من الكلام المختلط أن الاجتماع تحت "جسر..." يترك أثرا دعائيا انطباعيا أكثر...،
تابعت شابا من إحدى القنوات الأسدية يغطي المشهد بتفاعل وتعاطف، ويفعل كل ذلك تحت عباءة "السيد الرئيس" وكأنه وهو الأعلم بما يفعل، يغطي مهرجانا دعائيا لتفاعلات الجمهور، مع عطاءات السيد المبجل، ليس مهما كثيرا.
بالنسبة إليّ، عندما تابعت المشهد ومن أكثر من عدسة، وجدته شاهدا حقيقيا على أمرين اثنين:
على حجم الفاجعة التي حلت في سورية والسوريين...
وشاهدا حقيقيا على ولاء الناس، وعلى أن الذين ما زالوا يعيشون في سورية هم حاضنة لجمهور ثورة قادمة، تتجمع سحبها في الأفق القريب.
وأن الذين ما يزالون يعيشون هناك، في ظل الحائط المهدوم، والشجرة المصادرة، والخوف المقيم، هم أهلنا وشعبنا، تنادي أم في السبعين: منذ ثلاثة أيام ونحن في الشارع، إما أعيدوهم إلينا أو أعيدونا إلى كهوف حزننا..
الأثر الانطباعي الأول يجب أن يكون تلقائيا ومباشرا وقويما، وإنسانيا أيضا...
هل هذه حفلة إطلاق سراح، أو حفلة للعب بمشاعر الناس، وزيادة في تعذيب أولياء المعتقلين..!!
على مستوى الرقم الشفاف الذي لا يكذب: الأرقام التي تم الإفراج عنها لا تمثل 01% واحدا في الألف من مجموع المعتقلين!!
هل ستفتح هذه الحفلة المخيبة للأمل كوة أمل، أو ستكرس المزيد من القناعات...؟؟ معنى يقرؤه الذين يقرؤون..
وسوم: العدد 980