الجبهة الديمقراطية في ذكرى النكبة: مناسبة لتأكيد الانتماء للارض باعتبارها عنوان الصراع
المقاومة والوحدة والشراكة.. ثلاثية وطنية مطلوبة لتحقيق الإنتصار وإزالة آثار النكبة
تحل الذكرى (74) من عمر نكبتنا وما زالت آثارها حاضرة في كل تفصيل، على مستوى احتلال وارتكاب الجرائم الى سرقة ونهب الاراضي، إلى استمرار تهجير الملايين من أبناء شعبنا.. تغير الكثير خلال اكثر من سبعة عقود وبقيت قضيتنا الوطنية حية تنبض بقوة الحق والتضحيات التي يسطرها شعبنا الفلسطيني، ولم تستطع اساليب العدو العسكرية والاقتصادية الاعلامية من تغيير بوصلة شعبنا بل لم تزده الا ايمانا بحقه وبحتمية النضال من اجل حقوقه الوطنية.
لم تكن النكبة مجرد محطة من محطات التاريخ التي انقرضت فيه شعوب وازيلت منه دول، بل ما زالت تشكل عنوانا ونموذجا لسياسات النفاق والتكاذب في التعاطي مع قضايا العالم بمواثيقه وعهوده القانونية والانسانية والاخلاقية. كانت النكبة وما زالت عنوانا لمأساة كبرى في التاريخ الحديث ومسيرة الانسانية، لما مثلته من اختلال فادح في موازين الحق والعدالة وحقوق الشعوب عندما انحازت القوى الاستعمارية الكبرى لصالح المشروع الصهيوني ووفرت له شروط البقاء والاستمرار عبر دعمها لكيان عنصري إسرائيلي احتل أرض فلسطين وما زال يمارس ابشع صنوف القهر ضد شعبها..
في هذه المناسبة نجدد التأكيد على ان تعاطف دول العالم وترجمة مواقفها الداعمة والمؤيدة لشعبنا تتأسس على صلابة ووحدة الموقف الفلسطيني وبتوفير الحاضنة السياسية لفعاليات المقاومة الشعبية والتصادم مع تطبيقات المشروع الامريكي الاسرائيلي في فلسطين، ودعم خيار المقاومة بمختلف اشكالها وهو الخيار المجرب والقادر على وضع قضيتنا في مسارها النضالي الصحيح وزج كل عناصر القوة الداخلية في ميدان المواجهة خاصة المقاومة بمختلف اشكالها والوحدة والشراكة الوطنية وباعتبارها ثلاثية وطنية مطلوبة دائما لتحقيق الإنتصار وإزالة آثار النكبة بكافة تداعياتها..
باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان، نؤكد على ان استمرار الانقسام في ظل عديد التحديات التي نواجهها يشكل عبئا شعبنا ويجب على جميع شرفاء واحرار ومناضلي شعبنا مواصلة الجهود من اجل استعادة الوحدة الوطنية على اسس من الشراكة التي تعطي الحق لكل قوى شعبنا وفئاته المشاركة في العملية التحررية وفي صياغة مستقبلنا الوطني.. وعلى هذه الارضية ندعو الى تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي ومخرجات لقاء الامناء العامين لجهة تحديد طبيعة العلاقة مع اسرائيل ووقف كل اشكال التنسيق الامني معها والتعاطي معها باعتبارها دولة محتلة ومن حق شعبنا مقاومتها بكل الاشكال النضالية، وبما يعيد تقديم قضينا الى العالم كقضية وطنية وتحررية..
نحيي هذه الذكرى وشعبنا صامد في ميدان مواجهة المشروع الصهيوني في الضفة الفلسطينية وفي القدس وفي قطاع غزه ومخيمات اللجوء والشتات وفي المهاجر الاجنبية، وندعو الى استراتيجية وطنية فلسطينية على مساحة تواجد كل الشعب داخل فلسطين وخارجها وبما يوحد النضال ضد الاحتلال والاستيطان والجرائم اليومية للاحتلال وضد محاولات تصفية قضية اللاجئين وحق العودة وعنوانها المباشر وكالة الغوث واستهدافاتها المباشرة وايضا توفير الحماية السياسية والاقتصادية لتجمعات اللاجئين في الخارج..
في الذكرى الـ (74) للنكبة، ندعو شعبنا وقواه السياسية والشعبية والمجتمعية الى توحيد فعالياته في ذكرى النكبة وتحويل الذكرى الى مناسبة يستحضر فيها كل الشعب لكل اشكال المقاومة وبما يبعث برسالة الى العالم بأن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا في ارضه، ومهما تكالبت قوى الاستعمار والطغيان في العالم في تبنى الاساطير التاريخية والمزاعم الدينية الصهيونية، فلن يغير من حقيقة ثابتة ومتجذرة في الوجدان الفلسطيني بان فلسطين هي ملك لأهلها، بأرضها وتاريخها ومستقبلها وحضارتها وستبقى معركة شعبنا مع المشروع الصهيوني الإستعماري مفتوحة امام جميع الاجيال لسنوات وسنوات الى ان تتحق طموحات شعبنا في دولة مستقلة سيدة وعاصمتها القدس وعودة جميع اللاجئين..
بيروت في 14 أيار 2022
وسوم: العدد 981