الائتلاف ينتخب بالإجماع .. والإجماع بين الدين والسياسة
الإجماع مصدر من مصادر التشريع الاسلامي وهو يحتل المكانة الثالثة بعد الكتاب والسنة.
والإجماع في أمور الدين عزيز ونادر، ومع إيمان المسلمين به، إلا أنهم اختلفوا في أمر انعقاده. وادعاه في الدين كما يدعيه في السياسة كثيرون.
كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، إذا ذُكر أمامه الأمر أو الحكم، لا يقول: وأجمعوا عليه، بل يكتفي بالقول : لا أعلم فيه مخالفا..
وكم أرهقونا في ادعاء الإجماع في أمور الدين وأحكامه. يصادرون بادعائه على أصحاب العقول عقولهم.
وأجمل ما في مسائل الإجماع الشرعي، أنه ينخرق بقول الواحد. وكان بعض السلف يكرر أنه يعجبه اختلاف أصحاب رسول الله في الفتوى، أو الفتيا، ويرى في هذا الاختلاف سعة ورحمة..
أما الإجماع في السياسة..
فتلك الداهية الدهياء، والفتنة الطخياء، والعثرة التي لا يقال لعاثرها "لعا"
وتذكرني ادعاءات الإجماع بانتخابات واستفتاءات السبع التسعات. شربتُ من كأسها المر سحابة عمري. وها أنا أدير للحياة ظهري، وكان منتهى أملي أن يتقدم علينا متقدم يحظى بثقة واحد وخمسين بالمائة ، واحد وخمسين اختاروا عن قناعة ورضا، وليس عن عصبية وهوى.
وإن أي منتخب تكفيه أغلبية الواحد من معتقدي إمامته أو صيانته..
والإجماعات السياسية خبرناها بالاستفتاءات "الوطنية" وفي مجالس التدليس الصورية!! وها نحن اليوم نعيشها فيما يسمى زورا وبهتانا وغشا وتدليسا وخداعا ومراوغة "المؤسسات الوطنية"
أحقا لم يبق في هذه المؤسسات رجل واحد رشيد، يقول: لا ؛ ليطمئننا فقط أنه ما يزال في تلك المؤسسات من يجرؤ ؟؟ وأن الناخبين في تلك المؤسسات ليسوا عبيد العصا، وأن فيهم كما كان في مجالس بشار الأسد، "من تحدثه نفسه الأمارة بالسوء!!" مع الاعتذار لعبد القادر قدورة.
بئس الناخب والمنخوب..
أيها الأخوة السوريون المطحونون…
أقيموا مجالس العزاء على شهدائكم وعلى دياركم فقد استهدفتكم والله طعنة ظهر نجلاء ..
وأصبحتم والله بين نصلين بشار الاسد من أمامكم ومن أو ما سمعتم وعلمتم من ورائكم!!
ولقد اوقعوا بنا وقعة
" إلى الله منها المشتكى والمعول"
ولو عقلوا لتصدقوا على هذا الشعب المطحون، ولو بصوت واحد يشعل الضوء الأخضر، ويقول: اطمئنوا، فما يزال في هذه المؤسسات من يختلف؟؟ حتى حافظ وبشار الاسد اقتنعوا أن تكون نتائج استفتاءاتهم وانتخاباتهم دون الإجماع بقليل..
ومن تعود البصم يوما هان عليه دوما.
بالدم الأسود أكتب
وإنا لله وإنا إليه راجعون..
وسوم: العدد 983