تصريح هنري كيسنجر حول الأحداث الكبرى القادمة في الشرق الأوسط !! وتقليد الاجتماعات الطارئة المندثر!!
وكان الناس على مستوى الحياة السياسية عندما يواجهون بعض الأحداث، أو يتلقون بعض الأنباء ؛ يلجؤون إلى ما يسمى اللقاء الاستثنائي، أو الاجتماع الطارئ، واحيانا يوسعون دائرة قرارهم، للاكتناه، أي لإدراك كنه ما حدث أو يحدث أو سيحدث. وأعتقد أن هذا التقليد توقف منذ أن استقر في منطقتنا حكام وقادة رأي وفكر، ملهمون. وفي سورية بشكل خاص، كل رؤية في رأس صاحبها، وكل قرار في جيب متخذه وتم اختزال العشرين مليون برأس فرد أو أفراد!!
ومنذ الأمس إلى صباح اليوم أتمضمض، فأشعر بالمضض، من تصريح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسنجر، الذي أدلى به مساء السبت للموقع الالكتروني لصحيفة "صنداي تايمز البريطانية" حيث حض العجوز متعدد الهويات على ضرورة، لملمة الحرب في أوكرانيا بإرضاء الطرفين، وأن يعاد استقطاب الروس ليقفوا في وجه الصينيين. ويذكر السيد كيسنجر بالأحداث الكبرى القادمة في الشرق الأوسط منوها بأمرين، الأول ضرورة التوافق الأمريكي - الأوربي، على هذه الأحداث الكبرى. ثم إمكانية أن يتم إرضاء كل الغاضبين في السياسة الدولية، من قصعة الشرق الأوسط المستباحة أو المباحة..
قرأت كثيرا من التعليقات التي حاولت أن تتنبأ بحقيقة أو طبيعة "الأحداث الكبرى" التي تترصدنا جميعا، دولا وشعوبا، حكاما ومحكومين، وعلى كل الخلفيات، فوجدت إما أحاديث قائمة على الأماني طورا، وعلى الرجم بالغيب طورا آخر...!!
ما كنه هذه الأحداث الكبرى التي يترصدنا بها العراب العجوز؟؟ ما حقيقة انعكاسها علينا؟؟ هل سيكون لنا يد في اتقائها، أو التخفيف من شرها؟؟
ربما يستطيع بعض المتابعين لأفكار "الكاهن الأكبر" أن يستشفّ، ربما يمكن لأجهزة الاستخبارات من الدول "المأكولة" أو المهددة بالأكل أن تدرك، ربما يقدر بعض الذين أنعم الله عليهم أن يستشفوا..!!
في ثوابت الفهم عن هذا الرجل ثمة أمران: أنه "يهودي صهيوني- أمريكي" وأنه لا يستحيي من انتمائه، وأنه منذ كان، يعمل على خدمة هذا الانتماء. فإذا كان يخبر عن أحداث ستقع في المنطقة، فهي ولا شك في مصلحة المشروع الذي يخدم. وأنه أصبح لا يخشى أن يرفع بعض السجف عنها!!
والأمر الأكيد الثاني وأن هذه الأحداث كما يراد لها أن تخدم المشروع الأول، فإنها بكل تأكيد ستخدم مشتقه الصفوي، بكل أبعاده التي نقدر والتي لا نقدر..!!
والرجل الذي يوصي باسترضاء الروس الذين أعلنوا الحرب على الناتو في أوكرانيا، لن يغفل عن التوصية بإرضاء الصفويين الذين حاربوا إلى جانب بشار الأسد، أي الكيان الصهيوني منذ بداية الثورة على مسلمي المنطقة في العراق.
لسنا في حيز التنابذ، ولا في سياق الشماتة، وسيؤذنينا أن نرى أي أخ من إخوتنا مقهور أو مستلبا أو لا جئا مشردا، وما هكذا تصنع القرارات، ولا هكذا تقاد الأمم والشعوب، ووددنا لو أن ندفع عن هذه الأمة بكل ما نقدر. وأول نداء نبثه في مواجهة هذا الانذار ، أن يتقدم القادة والنخب الذين يحسنون الجمع لا القسمة والطرح!!
وتسريب خبر الأحداث الكبرى التي ستقع علينا، وستحل على ديارنا، يراد منه فقط إرضاء المتخوفين، مع كثير من اللامبالاة بالضحايا المهددين..
ليست المشكلة أنهم لا يبالون بنا، المشكلة أن الكثير منا لا يبالون بأمرهم...
ورحم الله أعرابية قالت مستنكرة على عمر: يتولى أمرنا ثم يغفل عنا!!
وسوم: العدد 985