من لبيك يا يسوع إلى لبيك يا حسين
من لبيك يا يسوع
شعار الحروب الصليبية
إلى لبيك يا حسين
شعار الحروب الفارسية
ومازلت الحروب الصليبية مستمرة
أعزائي القراء.
إذا قرأنا التاريخ بإمعان وإجتزأنا حقبة منه وهي تلك الممتدة بين عام 1095 م. وحتى قرابة 1270 م. وهي حقبة الحروب الصليبية ضد بلاد الشام اولاً ثم ضد مصر لاحقاً.
وقارناها بما يدور اليوم على أرض الشام لوجدنا نوعا من التشابه العجيب وكأن الزمن يكرر نفسه، ولكن بديكورات مختلفة لاتغير من جوهر الحدث.
بإعتقادي ان هذا لم يتم صدفة بل بتخطيط الغاية منه إذلال الشام ومعها أهلها دينا وعروبة وثفافة وحضارة .
مايجري اليوم على أرض الشام هي حروب صليبية حقيقية بل هي اخطر بكثير من سابقاتها والتي جاءتنا من اوروبا.ولكن حروب الأمس وحروب اليوم كلاهما تسترتا برداء الدين وهذا أول بند من بنود التشابه بين الصليبيين والملالي الصفويين.
ولكن علينا أيضا أن نعرف ان لإيران أهدافا إحتلالية (إستعمارية) للعالم قبل وجود أمريكا واليهود، وقبل قيام كثير من هذه الدول التي تسعى في إحتلالها الآن، بل المطالع للتاريخ يعلم علم اليقين أن نوايا إيران الإحتلالية ترجع إلى ما قبل ألفي عام، منذ عهد الإمبرطورية المجوسية الكسروية وإلى الآن.
وحينما نتحدث عن أطماع إيران في الهيمنة على المنطقة العربية، يخرج المسؤولون الإيرانيون،ويعتبرون أن مثل هذا الكلام تشويه للمواقف الجمهورية الإيرانية ويضيفون إلى إسمها بلا حياء (الإسلامية) ضحكاً على اللحى ، ويذهب البعض منهم إلى حد اعتبار أن هذا الكلام ما هو إلا مجرد ترديد للدعاية الصهيونية والأمريكية المعادية لإيران.وهذه هي حجة الطائفيين في كل زمان ومكان.
قال أبو الحسن بني الصدر رئيس جمهورية ايران عقب حركة الخميني : «كان الخميني يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان، وعندما يتم ذلك ، سيستثمر هذا الحزام للسيطرة على النفط في الخليج ( الفارسي) انطلاقاً لبقية العالم الإسلامي.
كان الخميني مقتنعاً بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك بناءا على وعود حجبت عني.
قلت له ( يتابع بني صدر) : إن الأمريكيين يخدعونك، ورغم نصائحي له ونصائح الرئيس عرفات - الذي جاء يحذِّره من نوايا الأمريكيين- فإنه لم يكن يريد الاقتناع ».
واضيف: امر طبيعي انه لم يكن يريد الاقتناع لان هناك فعلا اتفاقا سرياً بين الطرفين يجري تنفيذه اليوم.
أعزائي القراء..
نعود الى قانون التشابه بين الحالة الصليبية والحالة الفارسية وقانون التشابه هو قانون علمي ندرس تطبيقاته حتى في العلوم الهندسية لتسهيل حلول بعض المعادلات المعقدة .
فقد قاد الحملة الصليبية الأولى كاهن لايختلف لا هيئة ولا مضمونا عن الولي الفقيه هو بطرس الناسك عام 1095 م. وكان وجهتها بلاد الشام.
وقاد الحملة الصليبية الرابعة البابا انسونت عام 1198 م.
ثم انظروا الى التشابه الاخر.
فقد قاد الحملة الصليبية الخامسة بقيادة رجل الدين جنادرين برين وكانت باتجاه مصر وكان هدف الحمله الرئيسي عبور البحر الاحمر والإنطلاق الى مكة لهدم الكعبه..تماما كما يفكر اليوم الصفويون عن طريق محاصرة الجزيرة العربية بكل دولها شمالاً عن طريق بلاد الشام وشرقا عن طريق إحتلال الإمارات والبحرين وقطر وجنوباً عن طريق تمكين الحوثيين من التمدد شمالاً في خاصرة المملكة العربية السعودية لهدم الكعبة وتحويلها الى حسينية.
بدأت الحروب الصليبية بحجة الدفاع عن مسيحيي الشرق بجذب العامة والفلاحين والبسطاء من اوروبا ليكونوا وقودها وهم يصرخون لبيك يا يسوع ..لبيك يا صليب..تماما كما يفعل اليوم الصفويون وهم يكدسون في بلاد الشام العوام والدهماء من لبنان والعراق وافغانستان وغيرها وهم يصرخون لبيكي يازينب ..لبيك يا حسين .
تشابه واضح المعالم ولولا الفارق الزمني لقلنا ان الحالتين متطابقتان تماما . ولكن الخطر العظيم هو القادم من اولئك الباطنيين الفرس الذين اخترعوا دينا جديدا لهم ويريدون ان يلبسوه لابناء العروبة والاسلام في بلاد الشام. إضافة الى ان أصحاب الحروب الصليبية الاولى من وراءهم داعمين لهم.
ولكن بالرغم من حجم المؤامرة الكبير .الا ان هناك ثقة كبيرة بالانتصار.
فإذا عدنا لقانون التشابه مرة ثالثة لوجدنا ان الله قد قيض لهذه الامة رجالاً كصلاح الدين الأيوبي وأمثاله فبدأت الحملة المضادة والتي انتهت بازالة مستعمرات الغرب من بلادنا وتحرير بيت المقدس.
في النتيجة تكمن العبرة
المسلمون انتصروا بوحدتهم.وبطاعتهم لمخلصيهم وبإصرارهم وثقتهم بالله وبأنفسهم..
السوريون أحفاد بني امية وجنود صلاح الدين المنتصرون يملكون تلك الذخيرة . ولكنهم مازالوا عن توحدهم غافلين وهذا ماينقصهم اليوم .. فعندما يقرأوا تاريخهم وانتصاراتهم على اصحاب الحملات الصليبية الأوروبية ثم يفعلوه ويطبقوا دروس الماضي ، عندها سيكونوا قادرين على تحقيق إنتصاراتهم على أصحاب الحملة الفارسية وما ذلك على الله بعزيز .
وسوم: العدد 989