سياسة الشلة الحاكمة في الولايات المتحدة بمنطقتنا وعلاقتها بإدارة الرئيس اوباما
من المعلوم أن الرئيس بايدن كان نائبا ً للرئيس اوباما إبان فترة حكمه ، وهو اليوم يعمل على إعادة تغليب كفة ما يمكن تسميته "التوجه الأوبامي" إلى السياسة الأمريكية، لا سيما في السياسة الخارجية في منطقتنا ، حسبما ما يراه مراقبون.
ومن المعلوم ايضا ان زوج الابنة الكبرى لجون كيري الذي احتفظ بمنصب وزير الخارجية في عهد ولاية أوباما هو ايراني ، وكان نجم حفل الزواج آبن وزير خارجية إيران السابق جواد ظريف.
وجون كيري عاد إلى الإدارة الحالية بمنصب رفيع أيضاً يتعلق بمسؤوليته عن المناخ.
كما أن الرئيس بايدن أعتمد أنتوني بلينكن وزيراً للخارجية. ويُعد بلينكن من الوجوه الهامة التي تولت رسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة خلال فترة رئاسة أوباما، إذ شغل منصب مساعد مستشار الأمن القومي لأوباما،
وفي السياق نفسه عين بايدن جايك ساليفان لمنصب مستشار الأمن القومي وهو الذي لعب دوراً بارزاً خلال المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران قبل إبرام الاتفاق النووي عام 2015، وهو الاتفاق الذي انسحب منه ترمب بعد 3 أعوام، ودأب على وصفه بأنه أسوأ اتفاق منحاز لايران أبرمته واشنطن.
أعزائي القراء…
مما أوردته من أسماء لمسؤولين يعطي دلالة على أن سياسة بايدن هي إستمرار لسياسة اوباما في منطقتنا .وهذه السياسة تتلخص باستمرار كره هذه الادارة للامة العربية باكثريتها المسلمة والانحياز المراوغ لايران مهما بلغ حجم الدعاية الإعلامية المضللة التي تحاول اثبات عكس ذلك ،
وحتى لايكون كلامنا غير مدعم بالوثائق ، تعالوا نتعرف على الدليل .
فقد كشف بن رودس، وهو مسؤول شغل منصب مستشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عن أسرار العلاقات الحميمة بين أوباما وإيران، مقابل كره شديد للعرب. وأوضح أن الرئيس الأمريكي السابق كان «يعشق إيران وحضارتها إلى حد العمى»، وقدم تنازلات كبيرة وخضع لابتزاز طهران مقابل التوصل إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب.
هذا ما اورده رودس في كتابه: «العالم كما هو» حيث فضح فيه الكثير من سياسيات الإدارة الأمريكية السابقة، وأن أوباما بدأ يتواصل مع إيران منذ 2010 من أجل الاتفاق النووي، وقد عرضت عليه طهران أن توقف نشاطها النووي لمدة 10 سنوات مقابل رفع العقوبات وإطلاق يديها، عبر ميليشياتها المختلفة، للسيطرة على المشرق العربي، وهو ما بحصل حتى اليوم في العراق وسوريا ولبنان ، إضافة إلى محاولتها اليائسة في اليمن عبر ميليشيات الحوثيين. ويقول المستشار الرئاسي السابق إن رفع العقوبات بعد التوصل إلى الاتفاق النووي، أفاد الخزينة الإيرانية بنحو 400 مليار من واردات النفط، حولت منها طهران نحو 100 مليار لدعم تمددها في سوريا والعراق واليمن ولبنان وإفريقيا والمغرب العربي.
ويسرد الكتاب فصولاً عن خفايا سياسة أوباما مع إيران بشأن سوريا والعراق ودعم الجماعات الإرهابية. ويؤكد رودس أن أوباما كان يعرف أن إيران هي من يحرك «داعش»، لكن الرئيس الأمريكي كان هدفه أن يتم التوصل إلى الاتفاق النووي بأي ثمن وهو ما تم في 2015. وعلى صلة بهذا الأمر، يتحدث بن رودس، الذي اجتمع سراً مع المسؤولين الإيرانيين أكثر من 20 مرة في مسقط بشأن النووي، إنه عندما حدثت ضربة النظام السوري الكيمياوية في الغوطة عام 2013، واعترف بأن أوباما استعمل الخط الأحمر ليس للرد على الضربة، مثلما هدد في ذلك الوقت، بل لاستخدام تهديده كورقة ضغط على إيران، التي كانت تهدد في الوقت ذاته واشنطن بالانسحاب من المفاوضات النووية، وأرسلت رسالة إلى أوباما مضمونها أنها ستنسحب من المفاوضات إذا نفذت القوات الأمريكية ضربة ضد النظام السوري، وهو ما حصل فعلا وألغيت الضربة وتم لاحقاً الاتفاق. ويذكر بن رودس أنه بعد توقيع الاتفاق النووي أوعز أوباما إلى مساعديه ألا يذكروا أمامه ملف سوريا إطلاقاً، وأضاف بعبارة حاسمة «تم إنجاز المهمة» (our mission accomplished).
وفي الشأن العراقي وتحديداً في انتخابات 2010، يذكر بن رودس في كتابه، أن إيران حذرت أوباما من أنها لن تستمر في المفاوضات السرية مع واشنطن؛ إذا أصبح زعيم القائمة «العراقية» إياد علاوي رئيساً للوزراء، وطلبت من أوباما التدخل والضغط على السعودية والأردن وتركيا من اجل أن يكون نور المالكي (المقرب من طهران) هو رئيس الوزراء بدلاً من علاوي، وهو ما تم فعلاً وسط دهشة المراقبين وبخلاف نتائج الاقتراع. ويقول رودس إن المالكي هو من فتح السجون عمداً ليهرب عملاء إيران من «القاعدة»، وأولئك هم الذين أسسوا تنظيم «داعش»، كما يكشف أن المالكي أمر الجيش بالهروب من الموصل عمداً وترك عتاداً عسكرياً وأموالاً طائلة في البنك المركزي في الموصل، وبالفعل فقد دخل أكثر من 600 عنصر من «داعش» إلى الموصل في 2014، ليبدأ مسلسل «داعش» الإرهابي، بينما تظل إيران تحرك الأمور عن بعد.
مما ورد اعلاه يتبين ان سياسة اوباما والتي نجح على اساسها في تولي الحكم بتوجيه من الصهيونية والماسونية العالمية مازالت هي السائدة في منطقتنا حتى اليوم في عهد الرئيس بايدن.
وسوم: العدد 1001