إقامة الحفلات الموسيقية الراقصة والصاخبة بمناسبة المولد النبوي الشريف امتهان له ومساس بمشاعر المسلمين الدينية
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو صوّر حفلا موسيقيا راقصا في بيت من بيوت الله عز وجل بمصر تحت ذريعة الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقبل ذلك تناقلت نفس الوسائل فيديو آخر صوّر حفلا مماثلا في تونس، وهو ما يعكس مدى النوايا المبيتة لامتهان المقدسات الإسلامية لدى أطراف تستهدف الإسلام بشكل مكشوف في هذين البلدين .
أما في تونس فقد امتهنت مناسبة المولد النبوي الشريف من خلال تحويل الاحتفال بها إلى مهرجان موسيقي راقص وماجن على غرار المهرجانات الماجنة التي تقام فيها ، وأما في مصر فقد تعدى الامتهان مناسبة المولد إلى امتهان بيت الله عز وجل أيضا .
وقد يقول قائل إن السلطة في تونس قد قدمت اعتذارا عما حدث فيها من إساءة إلى مناسبة دينية ، كما أن السلطة في مصر أوقفت المسؤولين عن المسجد الذي انتهكت حرمته ، وهو شيء واجب حدوثه لكن كان من المفروض على النظامين في هذين البلدين استباق ما حدث فيهما من امتهان للمقدسات الإسلامية سواء تعلق الأمر بمناسبة مولد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أو تعلق بيت الله عز وجل فضلا عن المساس المتعمد بمشاعر المسلمين ليس في مصر وتونس فقط بل في كل البلاد الإسلامية من خلال قوانين صارمة تمنع ذلك قبل حدوثه ، واعتذارهما لا يعفيهما من المسؤولية عن صيانة المقدسات الإسلامية مناسبات وأماكن .
ولا شك أن الذي شجع من أقاموا مثل هذه الحفلات الماجنة في تونس كما نقله الفيديو المصور هو تجاسر الرئيس المستبد على شطب العبارة التي تنص على أن الإسلام هو الدين الرسمي لتونس، علما بأن هذا الديكتاتور قد وصل إلى كرسي الرئاسة عن طريق اللعبة الديمقراطية ثم انقلب عليها، وعليه ينطبق المثل العربي القائل : " يأكل الغلة ويسب الملة " . ومعلوم أن التيار العلماني المستنسر في تونس ،والمعادي للإسلام قد وجد ضالته في ما قرره الرئيس المستبد من محاولة إبعاد الإسلام عن البلاد ليزداد تجاسرا على المقدسات الإسلامية، فيحول مناسبة المولد الشريف إلى مهرجانا موسيقيا راقصا ماجنا . ونفس الشيء ينطبق على مصر .
ومعلوم أيضا أنه لم يعد خافيا أن ما حدث في تونس هو نفس ما حدث في مصر وفي غيرهما عقب ثورات الربيع العربي التي كشفت النقاب عن تشبث الشعوب العربية بهويتها الإسلامية وبالرهان على الإسلام للتخلص من الاستبداد السياسي وما ترتب عنه من فساد عام طال جميع نواحي الحياة، الشيء الذي أقلق الغرب العلماني فاعتبر ذلك تحديا له ولوصايته على الوطن العربي تحديدا ، فأوعز إلى أنظمة عربية إقليمية تمويل الإجهاز على كل تجربة ديمقراطية فيه من شأنها أن توصل إلى سدة الحكم وصنع القرار أحزابا ذات مرجعية إسلامية ، فكان الانقلاب الدامي في مصر على الشرعية و على الديمقراطية وقد زكاه الغرب العلماني ودعمه ، وغض الطرف عما ارتكبه من مجازر، وكان أيضا الانقلاب على الشرعية في تونس من خلال حل البرلمان ، وطبخ دستور يكرس العودة إلى فترة الاستبداد الذي أنهته ثورة الربيع التونسي .
و معلوم أنه ليس من قبيل الصدقة أن تمتهن المقدسات الإسلامية في مصر وتونس والنظامان فيهما مستبدان بالسلطة ، ويبرران استبدادهما باتهام من يتخذ الإسلام من الأحزاب السياسية مرجعا بالإرهاب ،والتطرف، والظلامية، والكراهية ... إلى غير ذلك من الأوصاف والنعوت القدحية ، وقد تلقفا من الغرب العلماني تسمية ذلك بخطر " الإسلام السياسي" لأن العلمانية لا تقبل بالإسلام لا شريكا ولا منافسا لها لأن قيمه ومبادئه وقيمها ومبادئها على طرفي نقيض ، ولهذا قررت تجريم وإدانة ومحاكمة كل من يدعو إلى قيمه ومبادئه مقابل تشجيع ودعم من يسوق لقيمها ومبادئها والسكوت على ما يرتكبه من فظائع ضد كل من يعاديها .
وأخيرا نقول للذين يشكون أو يترددون في أن الإسلام أصبح مستهدفا بشكل صارخ من طرف العلمانية الغربية وطوابيرها الخامسة في الوطن العربي والإسلامي ،انتظروا مستقبلا المزيد من امتهانه ، ومن المساس بمشاعركم الدينية ، وما حدث في مصر وتونس بمناسبة المولد النبوي الشريف سوى مقدمات لمنتظرهو الأسوأ .
وما لم تتدارك الأمة أمر دينها قبل فوات الأوان ، فإنها ستندم لا محالة على ذلك ،ولات حين مندم .
وسوم: العدد 1001