عناوين يومية لجدول عمل نخب سورية رشيدة !!
ما هي الأمور التي يجب أن يشتغل السوريون الوعاة، على تداولها بالحوار والنقاش، وتوسيع دائرة الاتفاق عليها..؟! هذا سؤال مفتوح، والجواب عليه يبقى بلا حدود، والفوضى التي عليها مجموعاتنا تشكل نوعا من النزيف المحبط، المثير للألم وللشفقة لما آل إليه حالنا!!
والإطار العام لكل هذا الذي يمكن أن يطرح من الأمور هو واقع الحياة العامة في سورية كل سورية المقيمة والمحررة والمهاجرة..
هل نحن متفقون على هذا، على اعتبار كل سورية مع ترتيب الأولويات قضيتنا؟؟
التحديات التي تواجهها،
المطلوب أن نشتغل على تحديد ودراسة المشكلات التي تعترض طريقنا، وتذليل العقبات التي تواجهنا.
نتحدث عن مشكلات وتحديات!!
والفرق بين التحدي والمشكلة، أن التحدي مطلب، يمنحنا فرصة النجاح كما الاخفاق. مثلا انتشار حالة التفلت من المدارس بالنسبة للجيل مشكلة. والتعليم تحدٍ، انتشار البطالة مشكلة والتشغيل تحدٍ. الجوع مشكلة وتوفير الكفاية تحدٍ، انتشار العنوسة بين الشباب، ذكورا وإناثا، مشكلة، وبناء الأسر تحد..
التحدي هو الاستعداد النفسي والعقلي لمواجهة المشكلة، بأدوات علمية عملية مكافئة..ومواجهة التحدي دائما قابلة للنجاح أو للإخفاق.. وفغر الفم امام المشكلة دون التفكير بحل هو اليأس.
إن التحديات التي يجب أن يتوزع عليها رجال الفضاء الوطني الثوري، هي كل التحديات الحياتية اليومية التي يعيشها الناس، بما فيها التحديات الثورية، مثلا تبعية القرار الثوري، وهو أمر واقع لا يماري فيه إلا صاحب مراء، وله أسبابه الموجبة أو الخانقة أو الهاصرة، وليس من السهل التحرر منه، ومع ذلك يجب أن نطرح التحرر منه تحديا يفرض نفسه على الثورة والثوار، وأن نضع البرامج العملية للتحرر الكامل أو التدريجي منه.
لقد سهل على كثير منا في لحظة ما أن يسندوا قرارهم إلى من ظنوه "مواتيا" ثم تغيرت المعطيات، فوجدنا انفسنا نشتغل على غير مشروعنا. ومن أردناه معينا يساندنا فيحطب في حبلنا، أرادنا ان نحطب في حبله..
من القضايا الملحة التي يمكن أن نتعاون بصدق وإخلاص للعمل على بلورة تصور نظري عن عنها، من قبل نخب رشيدة، وسأستعمل لفظ رشيدة مقابل راشدة، لأن الرشيد مبالغة في الراشد.
تحديد ملامح الرؤية في سورية التي يريد السواد العام من السوريين، وجعله رأي الجمهور العام. وخفض أصوات كل الموجات التي تبث الرؤى الحادة، أو النادة أو الشاذة، ومن كل الفرقاء الذين "يبخون" في أذان الناس عن ذلك، مثلا وهذا أردده دائما جماعة الإخوان المسلمين مشكووة مأجورة أصدرت في ٢٠٠٤ مشروعها السياسي لسورية المستقبل، وأصدرت في ٢٠١٢ وثيقة عهد وميثاق، فلا يقبل مثلا أن تقوم مؤسسات أو شخصيات في فضائها أو محسوبة عليها بالبث على موجات تخالف ما ورد في هاتين الوثيقتين الوطنيتين مخالفة حادة، وإن حصل ذلك من شخص أو مجموعة، ينتظر من الجماعة التوضيح للناس، وليس على قاعدة إن سرق فيهم الغني وإن سرق فيهم الضعيف..!!
أعلنت جماعة الاخوان المسلمين العمل على بناء الدولة المدنية مطلبا وهدفا وخط لقاء، وحين يخرج من صميمها أو من طيفها من يشكك في هذا الخط، فهل يحسن الصمت عنه، مجرد سؤال!!
التوحد على شكل سورية المستقبل التي يريد سواد السوريين "قومنا" ، واستعمل لفظة التوحد تجاوزا. وأقصد توسيع دائرة المتفقين على صورة سورية المستقبل، وعلى وسائل رسمها.
بكل صراحة من المؤسف أن هذه الصورة رجراجة في أذهان جمهور ثوري عريض.
من القضايا التي يجب أن نكثر الحوار عليها متابعة المستجدات الكبرى في مواقف الفرقاء الحاضرين على الأرض السورية، بطريقة علمية وموضوعية، وليس على طريقة هذا عم وهذا خال..
واحتساب هذه الموقف في صيرورتها وليس على أساس كينونتها، وفي واقع أصحابها وليس على خلفية نواياهم، واعتبار كل ذلك في حساب القرار..
يؤسفني أن أرى مجموعات عملية، فيها عقول سورية غنية بالفسفور، تشتغل على مناقشة هوية رئيس الوزراء البريطاني، وعلى قول المثل البلدي "لبيس ما في والتكة بأربعة عشر.."
ثم مواجهة الطروحات المزخرفة أو المموهة أو الملغمة والتي يحاول العمل على ترويجها كثير من الفرقاء باسم الثورة وباسم سورية وباسم السوريين..
ثمة قضايا وطنية سياسبة واجتماعية واقتصادية كثيرة ما تزال ملتبسة في أذهان السوريين، وأهمها قضايا البدائل العملية في حال حدث بعض ما يتوقع هنا وهناك…
يؤلمني هذا اللت والعجن الذي يدور في فضاءات بعض السوريين، يشتغلون على "قتل الوقت وما علموا أن الوقت هو الحياة".
وسوم: العدد 1003