هل يجوز للرجل أن يقبل زوجته؟؟ سؤال يطرحه تحت العرندس رجل في السبعين؟؟
وهذه حكاية واقعية كنا نتداولها، ونتوقف عند دلالاتها، ونتأمل مدخلاتها ومخرجاتها..
وقفلة الحكاية أن الشيخ الذي كان يدرس قبيل رمضان حكم: هل تفطر القُبلةُ الصائمَ، ولكي لا تخطئ تعلم أن القُبلة التي بالضم تحتاج إلى ضم، و القِبلة التي بالكسر، تحتاج إلى وضوء قبل التوجه إليها..
كان الشيخ يدرس أحكام القُبلة في رمضان، وهل تفطر الصائم أو لا؟؟ ولو كنت شيخا ، أعني مدرسا على عرندس ، لضبطت الحديث عن القُبلة ببيان حدودها، موقعها الطبوغرافي، وعمقها، وديمومتها، وحرارتها، وليس فقط قبلة شيخ يملك إربه أو شاب لا يملكه فقط...كما في حديث أمنا عائشة: وأيكم يملك إرْبه كما كان رسول الله يملك إرْبه!!
وأعود إلى الحكاية الرواية، وكان الشيخ يدرس أحكام القُبلة في نهار رمضان، وليس في ليله، وجب البيان حتى لا يختلط الأمر على بعضهم، فرفع مريد سبعيني جدـ يعني عنده بنين وبنات، رأسه إلى شيخه الذي ما فارق الجلوس تحت عرندسه قط ، وسأل: هل يجوز للرجل أن يقبل امرأته؟؟
صدمة كهربائية عبرت فوق رأس الشيخ!! ماذا يسمع ؟؟ التفت إلى مريده الأقرب وسأله: ألم تقبل زوجتك حتى الآن ؟؟ قال المريد الملتزم الورع : لا!! قال الشيخ : اترك الدرس حالا .. وقم إلى بيتك ، وقبل زوجتك على الفور ثم عد!!
آلآن يا شيخ ؟؟!! وماذا يفعل المراكبي بالمركب أو بالمجذاف بعد أن جفت البحار والبحيرات والأنهار..
الحكاية أو القصة واقعة، أي ليست مؤلفة ولا متخيلة ولا منمقة، هي ابنة واقع مر يعيشه أبناء هذا المجتمع في غمار وتفاصيل أكثر بؤسا...
كان لنا أخ حميم يحكي الحكاية ويسندها إلى شيخ ومريد من أهل مدينته، ونضحك، ثم نسترجع فنسأل أي حال هذا الذي عاشه هذا الرجل الطيب المسكين حتى اعتقد - مع أنه أنجب بنين وبنات - أنه ليس من حقه أن يقبل زوجته، والمثل كما قلت ليس غاية ما في الأمر من بؤس... بل في الجعبة من أمثال هذا الضحية المزدوجة الكثير.. وتظنون أن الضحية هو فقط!!
حين أرى كثيرا من أحبابي ممن هم حولي يطرحون أسئلة أو اعتراضات أو استنكارات أشد هشاشة من سؤال ذاك السبعيني المسكين "هل يجوز للرجل أن يقبل زوجته ؟؟" ، فيطرحون مثل هذا في الخاص والعام، في العبادة وفي السياسة وفي الاقتصاد وفي الاجتماع...أعلم أن المسئولية لا تقع على كاهل الرجل يجلس تحت العرندس، وإنما تقع على كاهل الرجل يجلس فوقه...!! فهل توافقون؟؟ رويت متنا من كتب الفقه من واجبات الرجل نحو زوجه وأنقلها "ويجب على الرجل أن يصبر على زوجته حتى تقضي نهمتها كما قضى نهمته" فالتفت إليّ مستنكرا: وهل للمرأة نهمة؟؟ يا عيب الشوم!! ويستنكر علي آخر أي قلة حياء هذه!!
وأحفظ من كتب الفقهاء الأولين، والمفسرين المعتبرين متونا ونصوصا أكثر وأكثر من كل الميادين ، صحيح أنها كتبت على ضوء الشمعة أو السراج، ولكنني أطالب اليوم أن تقرأ جهرة على نور الكهرباء وأمام مكبرات الصوت...
هذا الذي نحن فيه ضرب علينا سقفه في كل ناحية جالس على عرندس. كتب إلي صديق بالأمس: أرسل أحدهم كلاما وقال هذا حكم الله في مسألة. قلت له، لو قلت هذا رأيي في المسألة، بدلا من قولك هذا حكم الله فيها، فغضب..!!
معترض ثالث ما رابه من السيد أردوغان شيء غير أنه يصافح النساء الأجنبيات...!!
أيها الجالسون على العرندس رحمة بالناس!!
شخصيا عندما صدرت بعض التوجيهات: في مدارس التحفيظ : يحفّظ النص، ولا يعلّم التفسير، أصغيت وتفهمت، إذ ما أشد خطورة أن يعلم القاصرُ الصغيرَ
أعلم أنني أكتب في حقل ألغام، والموضوع الذي أمثّل له ليس موضوع أحاديث العَتَمَة فقط، بل كثير من أمورنا يجب أن تعالج بأحرف الجهر بعيدا عن قولهم: حثه شخص فسكت..
وما لي لا أسكت وقد...
وسوم: العدد 1003