تعطيل الحكم الشرعي القاضي بمعاقبة محبي شيوع الفواحش في الأمة الإسلامية
تعطيل الحكم الشرعي القاضي بمعاقبة محبي شيوع الفواحش في الأمة الإسلامية شجعهم على التمادي في غيّهم بمساندة ودعم من جهات خارجية مشبوهة
بالرغم من أن معظم البلاد الإسلامية ، ومن ضمنها البلاد العربية تصرح في دساتيرها أن دينه الرسمي هو الإسلام ، فإنها لا تلتزم بتطبيق شرعه حيث تخلط بين تطبيق بعضه وبين شرائع وضعية وذلك تحت ضغط البلاد غير الإسلامية وتحديدا الغربية العلمانية منها.
ومعلوم أن تلك البلاد العلمانية تبث عناصر مستأجرة محسوبة على البلاد الإسلامية لتسويق قيمها العلمانية ، وهي عناصر تحظى بالدعم والمساندة ، ولا تجرؤ السلطات في البلاد الإسلامية على متابعتها أو محاسباتها على ترويج القيم العلمانية .
ومما تروجه تلك العناصر حب إشاعة الفواحش في البلاد الإسلامية كما هو الشأن بالنسبة لدعوات ما يسمى بالحرية الجنسية ، وحرية الجسد أو ما بات يعرف بالعلاقات الجنسية الرضائية والمثلية ، وحرية إجهاض الحمل الناتج عن الزنا ... إلى غير ذلك من الفواحش المستقبحة ، وآخرها ما صرحت به مستهترة تونسية مفاخرة بأنها ستكون أولى أنثى عربية ومسلمة تعدد الأزواج ، وقد قررت السفاح مع مسافحين مع إشهار ذلك .
ومعلوم أن الشرع الإسلامي قد خصص عقوبتين لمحبي إشاعة الفواحش في الأمة المسلمة ،عقوبة دنيوية تتمثل في حد القذف ،وهو ثمانين جلدة ، وعقوبة أخروية لمن لم يتب ، وذلك مصداقا لقوله تعالى :
(( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون)) ، فمن المعلوم أن سبب نزول هذه الآية هو حديث الإفك الذي استهدف عرض وشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث رميت زوجه أم المؤمنين رضي الله عنها ـ حاشاها ـ بما لا يليق بمقامها وقدرها عند الله عز وجل ، ومع أنه سبحانه وتعالى قد برأها مما رميت به بهتانا ، فلا زال سفهاء الشيعة لعنهم الله يكررون هذا البهتان العظيم دون أن ينالهم العذاب الدنيوي كما أمر الله عز وجل .ولا يقتصر الحكم المترتب عن قذف أم المؤمنين عليها بل قد يشمل كل تقذف من المؤمنات إلى يوم القيامة ،لأن ذلك من حب إشاعة الفواحش في الأمة المسلمة ، ولا يصدر ذلك إلا عن منافقين أو كفار أو فاسدي الاعتقاد ومن ذلك ما يروج اليوم تحت شعار حرية الجسد ، وحرية ممارسة السفاح .
وفي غياب متابعة ومحاسبة الدعاة إلى الفواحش المنكرة والشنيعة عملا بشرع الله تعالى، يتمادى من يقومون بذلك في غيهم ، وتحميهم وتدعمهم وتساندهم جهات أجنبية تستهدف الهوية الإسلامية للأمة ، وهم مع ذلك يعتبرون باحثين ،وحقوقيين، ومفكرين، وخبراء ممن يصرحون جهارا نهارا بحب إشاعة الفواحش في الأمة الإسلامية عبر وسائل الإعلام بما فيها الرسمية أحيانا ، وعبر مواقع على الشبكة العنكبوتية، ولا رادع لهم ، ولا حساب، ولا عقاب .
ولقد جاء في كتب تفسيرأن حب إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا يدل على خبث نوايا من يروجون لذلك ، وتلك المحبة عبارة عن استعداد لإبراز ما يحب وقوعه ، ومن كانت هذه طويته، لا يلبث إلا يسيرا حتى يصدر عنه ما هو محبب له أو يسر بصدوره عن غيره ،علما بأن المحبة هي الرغبة الملحة في حصول الشيء المحبوب . وشيوع الفواحش معناه شيوع أخبارها بين الناس، وذلك يحمل النفوس الخبيثة والضعيفة على اقترافها ويكون ذلك بقدر تكرارذكرها وإشاعتها . وتكرار الحديث عن الفواحش الشنيعة يؤدي حتما إلى التطبيع التدريجي معها والاستئناس بها ، وينتهي الأمر إلى ممارستها ، وهو ما يجر المفاسد الخطيرة على الأمة المسلمة، وأخطر المفاسد ما تعلق بالأعراض والأنساب ، والأمة إذا ما أفسدت نواتها الصلبة، وهي الأسرة انهارت برمتها ، وهذا ما تريده البلاد الغربية العلمانية التي توظف وتجند عناصر مدسوسة من بني جلدتنا للنيابة عنها في تدمير وتخريب المجتمعات المسلمة .
ومع أننا نسمع بين الحين والآخرعمن يرفعون دعاوى ضد أنواع مختلفة من الفساد أمام المحاكم إلا أننا لم نسمع أبدا بمن رفع دعاوى ضد محبي إشاعة الفواحش في المؤمنين، وهم عبارة عن أفراد، وعن جمعيات وهيئات .
وسوم: العدد 1012