قولي في قولهم في الأثر "خاطبوا الناس على قدر عقولهم"
أو قولهم "خاطبوا الناس بما يعلمون أتحبون أن يكذب الله ورسوله" وكل هذا من الآثار المتضافرة، وإن حُكم على أكثرها بضعف الإسناد. وهي في جملتها ما بين موقوف ومرفوع، ومع ما تقترن به من شواهد مقويات نوجب مراعاة حال المخاطب من العقل والعلم معا...
ولكننا وفي عصر ما يسمى "الديمقراطية" حيث يستوى سهم الأمير بسهم الغفير. وسهم العالم بسهام طلاب حلقته، وسهم الطبيب بسهم الممرضين أو المتدربين تحت يده، في القول بالصواب والخطأ في الشأن العام. حيث الشعار المرفوع دائما "إنسان واحد صوت واحد" وانتبهوا فإن كلمة إنسان تشمل في اللغة العربية الذكر والأنثى. تقول هو إنسان وهي إنسان. ولا تقل إنسانة أبدا فاللفظ ليس من لغة العرب.
وفي هذا العصر الديمقراطي حيث يكون الجميع صانعَ القرار، يحتاج الجميع إلى معرفة الحقائق على بلاطة . حتى لا يغرر بهم الجهل، وتدفعهم قلة الإحاطة، وقصور أدوات الفهم، إلى سوء الاختيار والتقدير، فنصير إلى مثل ما قرره العالم الفرنسي الشهير "غوستاف لوبون" في كتابه الأشهر تاريخيا تحت عنوان "سيكولوجية الجماهير" وكم أفاض في تقريره والتحذير منه، ويظل المتاجرون يتاجرون ...
وأعود لأقرر وأنا أتابع المشهد الوطني السوري بكل ما فيه، من أصوات صادقة في تعبيرها عن قلوب ونيات أصحابها المفعمين بالصدق والإخلاص والحيوية والرغبة في الخير، في حال تغيب أو تغيّب الحقائق عنهم، وهم الأحرص عليها، ويظلون يطالبون بها، فيمتنع الممتنعونـ تحت شعار ما قدمت من وصايا وآثار عن تقديم الحقائق، وعرض المعطيات...
في مشهدنا السوري اليوم جُملا كثير من القواعد والحقائق ينبغي أن يدركها جمهور الثورة صاحب القرار. وكنت منذ نصف قرن أخوض هذه المعركة، لا تغرروا بالناس تحت عنوان خاطبوا الناس على قدر عقولهم، ولكن ارتقوا بعقولهم ، وزيدوا في علومهم، ثم أشركوهم في أمرهم فلا تغيبوهم عنه. وقد أكون أنا وأنت أخي القارئ، من الرهط الذين يظلون يخاطبوننا على قدر عقولنا، فلا ندري ما نقول ولا كيف نقول...
في مشهدنا الذي نحن فيه نحتاج إلى كثير من العقل، وكثير من العلم لندرك المزيد من الواقع. في معجمنا البلدي، تعود الناس أن يقولوا: "درهم من المال يحتاج إلى قنطار من العقل" يقصدون ليحسن الاستثمار فيه. فكم يحتاج القنطار من القرار السياسي الذي مداره على حفظ الدين والنفس والعرض والعقل والمال؟؟
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا وفقها في الدين وفي واقع المسلمين...
وسوم: العدد 1016