وثائقي فرنسي يسلّط الضوء على مشروع حزب الله وتورّطه بتجارة المخدرات ونيترات المرفأ
بيروت- “القدس العربي”: تسمّر اللبنانيون ليل الأحد أمام شاشة “France 5” لمتابعة وقائع الفيلم الاستقصائي عن حزب الله الذي حمل عنوان “Hezbollah:L’enquete Interdite” أو “حزب الله: التحقيق الممنوع”، الذي يروي كيف بنى حزب الله دولة داخل دولة لبنان، وكيف تسلّل ضباط أمريكيون من إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية DEA إلى عمق حزب الله وحصلوا على معلومات حساسة وأقنعوا قادة كبار في الحزب بالحديث إلى الكاميرات حيث ظهر نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم وأحد المقاتلين من الحزب الذي نشرت له القناة صوراً تجمعه بأمين عام الحزب حسن نصرالله .
وكشف هذا الوثائقي تورط حزب الله بتجارة المخدرات وتبييض الأموال في أمريكا اللاتينية وكيف تمكّنت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية من رصد اتصالات هاتفية مع كولومبيا يتكلم أحدهم فيها باللغة العربية من آل حرب مع الطرف الكولومبي. وتمّ تسليط الضوء على عملية كاساندرا، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وعمل المخابرات الأمريكية لإظهار الروابط بين حزب الله وتجار المخدرات الكولومبيين، وعن كارتل الحزب لتجارة الكوكايين في كولومبيا.
كما سلّط الضوء على قيام آخرين بغسل الأموال في فرنسا وغرب أفريقيا، لشراء الأسلحة في أوروبا الشرقية من خلال مقابلات أجريت مع روبيرت بايير، المسؤول في السي آي ايه الذي تتّبع حزب الله واخترق مصادر تمويله، وديريك مالتز الرئيس السابق لإدارة العملياتِ الأمريكية الخاصة لمكافحة المخدرات.
وركّز الوثائقي الذي يتألف من ثلاثة أجزاء بطول 3 ساعات على انطلاقة حزب الله وتنفيذه عمليات إرهابية ضد السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983، التي سقط فيها عشرات القتلى من المارينز، ثم تنفيذه عملية تفجير بمقر القوات الفرنسية العاملة ضمن القوات المتعددة الجنسيات، وكذلك على خطف الطائرات في مطار بيروت واحتجاز الرهائن، لافتاً إلى دور القيادي العسكري عماد مغنية بالوقوف وراء عمليات التفجير والخطف وصولاً إلى عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
واستضاف الوثائقي عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة ومدير عام قوى الأمن الداخلي سابقاً اللواء أشرف ريفي اللذين تحدثا عن دور الحزب في التهديد وفي تنفيذ الاغتيالات، فيما ربطت مونيكا بورغمان زوجة المعارض الشيعي لقمان سليم بين اغتياله وحديثه عن علاقة حزب الله بنيترات مرفأ بيروت، وهي تهم نفاها الشيخ قاسم مقللاً من أهمية قرينة الاتصالات التي استندت إليها المحكمة الدولية بناء على ما اكتشفه الرائد وسام عيد الذي لقي حتفه أيضاً.
وجاء في الوثائقي أنه في يوم الرابع من آب/أغسطس عام 2020 دُمّرت مدينة بيروت بانفجار مئات الأطنان من نترات الأمونيوم المخزّنة في مرفأ المدينة ما سبّب صدمة وطنية، وتحوّلت الأنظار إلى حزب الله الذي يرفض أي تحقيق مستقل في أسباب الانفجار. غير أن الفيلم لم يكشف معلومات جديدة حول انفجار المرفأ وعلاقة الحزب به كما رُوّج قبل بثّه، وشوهد في الفيلم الصحافي الاستقصائي فراس حاطوم يتحدث عن النيترات.
وانطلق صاحبا العمل المخرج الفرنسي جيروم فريتيل والصحافية الفرنسية من أصل مغربي صوفيا عمارة، من محاولات بعض التحقيقات المستقلة إظهار أن مخزون الأمونيوم يرتبط بحزب الله، حين كان الأخير يجمع الأسلحة لدعم نظام بشار الأسد في سوريا. وقد استغرق العمل على الوثائقي بحسب المخرج والصحافية عامين من التحقيقات في منطقة الشرق الأوسط واوروبا والولايات المتحدة للإضاءة على كيفية استخدام أموال المخدرات من قبل حزب الله للسيطرة على مساحات شاسعة من لبنان كالبنوك والصناعات الكبرى ثم التحكّم بالدولة والافادة من الدولارات الآتية من إيران. ونفت عمارة أن تكون هناك أجندة أو تسييس وراء الوثائقي، وقالت “لسنا طرفاً سياسياً وأعطينا الطرف الآخر حق الرد”.
وبثّ الوثائقي فيديو قديم لنصرالله يقول فيه “إن مشروعنا هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة إنما جزء من الجمهورية الاسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه في الحق الولي الفقيه الإمام الخميني”.
وكان جمهور حزب الله شنّ حملة على الفيلم قبل مشاهدته، وترافق ذلك مع شائعات عن تهديدات أمنية وصلت إلى محطة MTV تحذّرها من عرض الفيلم وعن قيام المجلس الوطني للإعلام بتهديد المحطة بمعاقبتها وصولاً إلى حد إغلاقها إذا عرضت الوثائقي الذي يمس السلم الأهلي ويثير النعرات ويضرّ بصورة المقاومة. ونُقل عن مصدر مطلع على أجواء حزب الله بأنه سيكون له رد إعلامي متكامل على التقارير التي تمّ عرضها.
وسوم: العدد 1018