الحالة الشاذة جداً لطاغية سوريا
أعزائي القراء..
هذه الحالة الشاذة دعتني إلى مطالعة آراء كبار علماء النفس في تحليل حالة هذا الطاغية ، فوقع في يدي تقرير يشرح الحالة النفسية الشاذة له .تعالوا معاً نطالع وبنظرة تحليلية الحالة النفسية الشاذة للطاغية بشار الأسد.
يعتقد الباحث في علم النفس التحليلي " مانفريد كيت دو فري"، أن الدافع للمرء لأنْ يصبح قائداً هو الرغبة في التعويض عن فراغ عاطفي سابق. كما يعتقد أن القائد الناجح هو الذي يتمتع بثلاث صفات:
- رؤية واضحة ملهمة وتتلاقى مع آمال الجماهير
- ذكاء عاطفي يلهم الجماهير عبر التواصل معها
- ثقة بالذات تمكنه من التعامل الذكي مع الذين يؤمنون بقيادته.وهذه الصفات لايفهمها الطغاة اصحاب المجازر .
إن الشعور الخادع بالجبروت المترافق مع القوة كفيل بإغراء ضعاف النفوس والمصابين بهلوثة سياسية ، ويكون لهذا الشعور تأثير هدام خاصة لدى أولئك الذين سبق لهم المعاناة من الإحساس بالدونية والاحباط في مراحل مبكرة من تكوين الشخصية، ويشكِّل الوصول إلى السلطة لدى هؤلاء تحقيقًا وإثباتًا لذواتهم وهذا ما ينطبق تماما على هذا الطاغية .
يقوم الطاغية وبدون وعي بالعمل على خلق بيئة مريضة تركز على عظمته وإنجازاته الفارغة بشكل مبالغ فيه للتعويض عن شعوره المبكر بالدونية والنقص، ولكن هذا سرعان ما يصبح غير كافٍ، مما يدفع الطاغية وبشكل لا واعٍ أيضا للسعي إلى تعديل هذه البيئة للحصول على إشباع أكبر لشهواته، مستعملا سلطاته المتعاظمة محيطاً نفسه بشخصيات وضيعة لا تعرف سوى الرضوخ والتسبيح بحمد الطاغية. ضمن بيئة كهذه يصبح الطاغية ذا سلطة مطلقة وتتضاءل بذلك قدرته على احساس بمعاناة اخرين والتعاطف معهم؛ معتقدا بنفسيته المريضة انه مركز كل اهتمام.
توجد نظرية واحدة تفسر كيف يتحول شخص ما إلى طاغية، ولكن يبدو أن هناك إجماعا بين العلماء على أن الطغاة هم أشخاص «معتلون نفسيا» بسبب اثار السلبية للسلطة المطلقة التي تجعل صفات معينة كالنرجسية والارتياب والسادية تخرج إلى حالة الممارسة الفعلية.
من وجهة نظر نفسية مرضية فإنه من الواضح أن الطاغية بشار اسد مخلوق مخادع وذو عقلية مرضية شمولية تؤمن بنظرية «انا كل شيء أو لا شيء في السياسة"، مما يعني أنه من غير المحتمل أن يقبل بعملية نقل أو حتى مشاركة للسلطة ولو بشكل صوري ( وهذا يدل على رفض اي اقتراح ولو كان بمستوى منخفض بالنسبة للشعب على سبيل التجربة ، مما يجعل أي مفاوضات معه مضيعة للوقت). فلا يمكن لشخص مصاب بمرض عصبي انفعالي لدرجة خطيرة شلت قدرته على المناورة والتفكير بالبدائل عند الضرورة، ولكن عجرفته وولعه بالمعايير الفارغة يدفعانه لمحاولة تحقيق أهدافه بصرف النظر عن التكاليف، حتى لو تسبب بمعاناة كبيرة للآخرين. ونظرًا لوجود خلل في تطوره العاطفي فإن ردود فعله غالبًا ما تكون حادة وقاسية وشاذة عندما يشعر بضغوط عاطفية تتطلب منه إبداء شيء من الندم أو الاعتراف بالخطأ أو التعاطف مع الضحايا، وهذا ما بدا واضحًا في ردوده على أسئلة باربرا والترز بخصوص حمزة الخطيب وإبراهيم القاشوش، حيث وببساطة شديدة اعتبرها هفوات أجهزة أمن ليس الا وهي مجرد أخطاء يمكن تداركها، وهذا دليل على خلل كبير في تركيبته النفسية والاخلاقية سببه مرتبطا بنشأته العائلية" وهذا سر لايعرفه سوى والدته واقرب المقربين له " اضافة الى نظرة الاخرين الدونية له . كما يبدو هذا الخلل واضحًا في عدم قدرته على التصرف بما يتناسب مع الحدث، فهو يقهقه ويلقي النكات حين ينبغي له أن يكون جادًا مثل خطابه البائس بعد أحداث درعا وزيارته لحلب بعد الزلزال وتنظيره السخيف في اجتماعات القمة العربية.
ومثل أغلب الطغاة ، فإن نظرة تحليلية في خطاب هذا الطاغية تدل على أنه يحاول استعمال مفردات جذلة ذات دلالات دينية أو علمية احياناً ، ولكنها جوفاء لا تخدع إلا الدهماء والبسطاء ولا تدل إلا على خوائه العاطفي والاخلاقي، وتبدو نتيجة هذا واضحة في الطبقة التي تحيط به؛ إذ لا يوجد ضمنها أي شخص ذات قيمة فكرية أو علمية أو أخلاقية، فحتى مستشاروه وموظفوه الدبلوماسيون يفتقرون للحد ادنى من اللباقة والادب والثقافة والاخلاقية .
أعزائي القراء..
أعتقد أن بشار اسد قد وصل إلى مرحلة متقدمة من الاعتلال النفسي في وقت أقصر نسبيًا من الوقت الذي احتاج إليه طغاة آخرون كالعقيد معمر القذافي، وذلك بسبب اختلاف الصفات الشخصية وظروف النشأة العائلية، لذلك فإنه يجب علينا كسوريين، أن ندرك أن صراعنا مع هذا الطاغية هو صراع لايتوقف وان كان مكلفاً, وعلينا إبداع آليات جديدة غير تقليدية للصمود والاستمرار وإعادة تنظيم المعارضة العسكرية والسياسية وان كانت المفاوضات السياسية لاتجدي مع هذا المعتل ، وتجديد أدوات تحركنا لضمان استثمار كل المواهب والطاقات وعدم اصرار على تجربة نظريات سياسية فقط ثبت انها لاتنجح مع هذا الطاغية.
وسوم: العدد 1020