من القواعد الفقهية إلى القواعد الرياضية "التابع تابع"
وقولنا التابع يعني كما يفصله الفقهاء، أن التابع لا يفرد بحكم يدور معه، بل حكمه حكم متبوعه..
ومن علوم الرياضيات وعلم التفاضل باقية في ذهن أخيكم، علاقة المتحول بالتابع، وتغير قيمة المشتق، بتغير دالة الاشتقاق.
وفي علم السياسة إما أن تكون متبوعا أو متحولا، أو أن تكون تابعا يشتق موقفه من مواقف من حوله..
وأحفظ من علم التفاضل ان قيمة المشتق تتغير بتغير الدالة التي كانوا يرمزون لها بالحرف واي لا أعرف لماذا..
بمعنى أن قيمة التابع تتغير عند المتبوع، وربما حتى يضيق به، أو يقامر عليه.
تغير قيمة الدالة "واي" التي كنا نسميها بالفرنسية "إغرك" محكوم بعوامل عديدة منها ما يتعلق بالمتحول المتبوع وهو الأكثر ، ومنها ما يتعلق بالمشتق التابع، بما يضفيه على نفسه من قيمة.
من أقوال أهل الحكمة "يستقبل المرء بما عليه من ثياب"
شخصيا أعتقد أن المعارضة السورية، بهيئاتها المتعددة، والفصائل السورية بفصائلها المختلفة، والتي قبلت أموال المانحين، بالطريقة التي قبلتها بها، وهذا ليس اعتراضا ولا تثريبا ، وإنما مجرد تنبيه، قبلتْ ان تكون في مقام المشتق، الذي يشتق موقفه من المتحولات حوله بما يعطى من دلالات..
تصور القرار محكوما بإرادة المانح.
تصور المصير عندما يوقف الدعمَ المانح!!
حتى على مستوى مركز دراسات صغير، تصور الحال عندما يتوقف التمويل..
كثيرون يتساءلون: ولماذا جيش الاسلام الذي ظل مرابطا في الغوطة لسنوات لم.. ؟؟
وكأننا نريد فقط أن نثرب على الناس.
وانظر إلى خطام الناقة بيد من كان؟؟ مفيد أن نستفيد من التوصيف!!
عمليا ورياضيا أمام الثورة والمعارضة السورية خياران:
إما أن تقبل الاندماج في معادلة "المتحولين" "سياسيا أقصد" والالتحاق في مداراتها كما تفعل كواكب المجموعة الشمسية مع أمها، ومنها كوكبنا الأرض..
وإما..
وإما وهذا مهمة.. وحتى لا يقال؛ وإما ان تستطيع هيئة أو ثلة من السوريين أن تقفز إلى مدار المتحولين، فتستقل بمدارها، ولعلها يكون لها بعد كواكبها وأقمارها..
مدار المتحول الذي يملك قراره ومقدراته. وهو ما لم يفعله السوريون منذ انطلاق الثورة المباركة، بل كانوا جميعا يتسابقون للاتكاء على وسائد الآخرين. أو ليختالوا بالثوب المستعار، والمعير معيران، أحدهما يقول لهم على رؤوس الناس؛ احذروا على البدلة لا يصيبها شيء، والآخر يقول لهم: ولا يهمك ابو نسب البدلة على حسابك!!
ويتوقف التابع على كلمة تخرج من بين شفتي المتبوع.
تذكرون حكاية أشقائنا العراقيين أيام القاضي الذين كانوا يسمونه -المهداوي- ولا أعرف عن الرجل شيء
أبو عقال ويمين عفو.
ابو عقال وشمال إعدام
ويا حيرة ابي العقال لو كان فطينا!!
بعد كل هذه السنين، أمام السوريين خيار وحيد أن يكون لهم مشروع لا يحكمهم أحد فيه، ولا يستندون على أحد فيه، ولا يطالبون أحدا فيه، بل ولا يعرفهم أحادهم أحد فيه..
بكير قبل أن يصلب العود. ولم يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من دار الأرقم إلا بعد أن كان له أربعون فيهم مثل عمر وحمزة..
وسماها ابن هشام في كتب السيرة: مرحلة المباداة…
و لنا ف تجارب التاريخ عبرة!! فيكون المطلوب فئة من السوريين تملك مشروعها، وتعمل عليه، وتناضل عنه، وتثبت تحت رايته، وترسم آفاقه، وتحدد هدفه ووسائله وأدواته، ولا تستند فيه على أحد،
ولتسقط نظرية الأعمدة المتساندة. وليكن لنا الركن الشديد…
لقد كانت مثلا ورمزا حكاية الرجل الصالح يبني الجدار للغلامين اليتيمين في المدينة.؟!
وسواء كان المشروع مشروع عشرة، او كان قائده قائدَ مائة، فإن مثل هذا المشروع، الغائب، والمنتظر أهم للسوريين من مهدي أصحاب المهدي الذين ينتظرون..
لا يعقل رياضيا أن نشتق حركتنا من حركة متحول، ثم نزعم أننا متمردون عليه. ولن ندور في فلكه.
وفي بلدنا يقولون: عندما يتكلم المجانين يصغي العقلاء!! يقصدون إصغاء روز وتفنيد "المجنون بيحكي والعاقل بيسمع"
وكل هذا لا يمنع أن يستفيد صاحب المشروع من تقلبات المناخ، وأن يوظف ما وسعه الأمر اختلاف الليل والنهار….
أيها الخائضون مع الخائضين…
قد تمادى بكم الأمر وتجاوز، حتى صارت السفينة على اليبس فكفوا..
أيها الصادقون قد جد بكم الأمر فجدوا..
والقوس فيها وتر عرد
لا بد مما ليس منه بد.
يا حادي الركب جرت عن الطريق..
هو واللهِ، وكسرت الهاء تأكيدا، الفجرُ أو البجرُ..
البجر ولا تلتفتت لمن رواها البحر، فلم يعد البحر للسوريين بما جنت أيديهم، خيارا متاحا، بل أغلقت عليهم كل منافذه.
وسوم: العدد 1036