نَقِّبوا عن الضمير العالميّ في غزّة وأخواتها

التلوّث الأخلاقي، أشدّ فتكاً من أي تلوّثٍ آخر، والضمير في الغرب الأميركيّ-الأوروبيّ (المتصهين)، ليس مُستتِراً!.. ولا مُنفصلاً!.. ولا مُتّصلاً!.. فهو ضمير خاص ظاهر، مصنوع خِصّيصاً لدعم الصهاينة اليهود!.. ومعلوف في أرقى المداجن، الصهيونية الروح والهويّة.. ثم مذبوح على الشريعة اليهودية الصهيونية!.. والذين يُشبعوننا تنظيراتٍ وأحاديث وخطباً، عن أهمية الرأي العام العالميّ، وذلك الضمير العالميّ الذي جُلّه غربيّ، وجُلّ الغربيّ يهوديّ صهيونيّ!.. على هؤلاء أن يكفّوا عن هذا التوهّم، فالضمير العالميّ، بمقاييس الضمير الحرّ المعروف، الذي خلقه الله عز وجل، للتمييز بين الحق والباطل، أو بين الرذيلة والفضيلة.. بين القاتل والمقتول، أو بين الجلاّد والضحيّة.. ذلك الضمير الإنسانيّ السويّ.. مفقود هناك، في بلاد (العمّ السّامّ)، وما جاورها، أو ساندها، أو مالأها، أو ذلّ لها!.. وما يُسمى بالضمير العالميّ، أو بالرأي العام العالميّ.. ما هو إلا خِرقة بالية، مُفَصّلة خِصّيصاً، لتلميع البسطار الصهيونيّ، بعد نثر ما تيسّر من الحقد الصليبيّ الغربيّ عليها، المدجّج بمزاعم الديمقراطية والحرّية وحقوق الإنسان!..

*     *     *

نتحدّث عن (هراطقة) الغرب والديمقراطية الغربية، وحقوق الإنسان والحيوان والنبات والحجر والصخر!.. فهؤلاء -مع أذنابهم- يتجاهلون أنّ فلسطين والعراق وسورية.. أوطان محتلّة.. وأنّ احتلال الأرض والأوطان أكبر جريمةٍ يمكن أن تُرتَكَب بحق البشر، وأنّ المحتلّ هو أشدّ المجرمين إجراماً وعُدوانيةً ولصوصيّةً وانتهاكاً لحقوق الإنسان.. فالاحتلال هو الجريمة المستمرّة، والانتهاك الدائم الذي يُمارَس في كلّ لحظةٍ، ضدّ كلّ مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، التي يتبجّح بها الغرب (الديمقراطيّ الحرّ)!.. فعُميان البصر والبصيرة، من المنافقين، وعبيد المال.. القابعون تحت نِعال اليهود والصهاينة، لا يَروْن في الاحتلال انتهاكاً لحقوق الطفل، الذي تُمارَس عليه، وعلى أبيه وأمه وأشقّائه وشقيقاته.. كلّ أنواع الوحشية والصلف والعدوان والاضطهاد والجرائم.. وأول ذلك: جريمة الاعتداء على حياته وإنسانيته، واغتيال مستقبله!.. وهؤلاء -مع أذنابهم وعبيدهم- من مالئي الدنيا وشاغلي الناس، لم نسمع لهم صوتاً ولا همساً، بعد بدء العدوان الغاشم على الأبرياء من ضحايا سورية وفلسطين، من الأطفال والنساء والرجال، ولم نسمع لهم صوتاً اليوم، حول ما يُرتَكَب من جرائم صهيونيةٍ وحشيةٍ في غزّة!.. أما الذين ارتفعت أصواتهم منهم، فقد كانت أصواتاً أعجميةً، تُبرّر الجريمة الصهيونية، وتضعها في خانة الدفاع عن النفس!..

*     *     *

متى كانت الخِسّة وقتل الأطفال والمرضى ونُزَلاء المشافي والمصلّين والعجائز.. دفاعاً عن النفس؟!.. متى كان التشفّي والسّاديّة والانتقام من الآمنين الأبرياء.. دفاعاً عن النفس؟!.. متى كان تشريد الناس، وبثّ الذعر بينهم، وقذفهم بين أنياب الجوع والبرد والخوف.. دفاعاً عن النفس؟!..

قاتَلَ الله الظالمين، والمنافقين، والحاقدين.. من الذين يحسبون أنّ الله غافلٌ عما يعمل الظالمون!..

إنه جوهر الضمير العالميّ (الغائب)، المصنوع من فطائر صهيون!..

*     *     *

أيها القوم.. قومنا: إنّ ما يُسمى بـ (الضمير العالميّ)، أو بـ (الرأي العام العالميّ).. هي خُرافة من خرافات الغرب الاستعماريّ الصليبيّ الصهيونيّ.. فلا تَشغلوا أنفسكم، لإفهام أولئك الأغبياء الجبناء، أو تعليمهم (ألف باء) مستلزمات إنسانية الإنسان، الضرورية لاعتبار مخلوقٍ ما، إنساناً من بني البشر!.. فأولئك القوم أغبى من (الخنازير) التي يلتهمونها، وأذلّ من (بني قريظة) و(بني قينقاع)، وأحطّ شأناً من من (ديدان الأرض الرطبة)،.. على الرغم من كلّ هذا الزيف، الذي يَطْلون وجوهَهم وجلودَهم به.. فهو طِلاء خاص، اتخذوه لأنفسهم من أوساخ اليهود والصهاينة.. أفلا تعقلون؟!.. ومَن يرغب أن يستوثق مما نقول، فليرجع إلى تصريحات الكذّاب الصهيونيّ (بايدن)، تلميذ الكذّاب المجرم المـُنحطّ (نتن ياهو)!..

وسوم: العدد 1054