دلالات دمج القمتين العربية والإسلامية.. الأشد خطرا

أولا- أن العرب لم يعودوا يرون في القضية الفلسطينية، قضية ذات خصوصية عربية. وأنهم الأولى بها وأهلها؛ حسب المعطيين الديمغرافي والجغرافي.

ثانيا- أن العرب لا يرون في العدو الإيراني الصفوي، بأبعاده المذهبية والقومية والوظيفية، بوصفه مدمرا للعراق والشام واليمن، ومتطلعا إلى المزيد؛ عدوا لا يقل خطرا عن العدو الصهيوني؛ فيما فعل، ولا فيما يمكن أن يفعل!!

ثالثا- يتجاهل العربي الذي اقترح دمج القمتين، أن ما فعله الصفوي بكافة أجنحته، وأهمها الصفوي الإيراني، لا يقل همجية وعنفا وخطورة وتداعيات، عما يفعله الصهيوني في أهلنا في غزة.

إن العقل السياسي الذي ظن أن بإمكانه أن يهرب إلى التطبيع ليواجه المشروع الصفوي متعدد الأبعاد، هو العقل نفسه الذين يحاول اليوم أن يتكئ على الصفوي والأسدي، للتصدي- ولو زعما- للعدو الصهيوني الذي يتباهى بدون حياء في قتل الأطفال، وتخريب المساجد والمستشفيات!!

رابعا- إن الدمج بين القمتين مع وجود مثل رئيسي وبشار الأسد وعراق الحشد الشعبي، ولبنان حزب الله…كل أولئك يؤكد أن الهدف من الدعوة إلى القمة مجرد عمل إعلامي، تسميه شعوبنا- رفع العتب- وستكون القمة مجرد سوق عكاظ لإلقاء البيانات، وتسجيل المواقف التي لا تغني ولا تسمن من.

وعندما يحدثنا قرآننا عن العدو يقول لنا (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) وهؤلاء الذين ذكرتُ هم العدو مع لفيفهم الصهيوني الذي يجاريهم في توحشهم وعدوانهم.

إن الذين دمروا العراق وسورية واليمن وشردوا أهليهم، والذين ما زالوا منذ ٧٥ عاما يدمرون فلسطين، تقتيلا وتشريدا هم العدو؛ ولن تركن أمتنا، ولن تركن شعوبنا؛ إلى أحد من الذين أجرموا، ولا إلى أحد من الذين ظلموا، (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ..) ولباب الآية قوله تعالى (ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ)

أتطلبون النصر عند إبراهيم رئيسي، أو عند بشار الأسد!! وهل مثل هذا يمكن أن يصدر عن من به "مسكة"

في كل هذه الحرب المفتوحة منذ ما يقرب من أربعين يوما على أطفال غزة وعمرانها؛ هل رأيتم الأمريكي يلهج، بغير العشرات من المحتجزين!!

عن حلف الصاد أتحدث، وكيف وقد عرّس وباض وفرّخ في صحن دارنا، وملك علينا أمرنا وقرارنا..

اللهم اجعل ولايتنا فيمن أطاعك واتقاك واتبع رضاك.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1058