الكذبة الكبرى مسجد النقطة في حلب
حتى نصل إلى عنواننا . علينا إخواني أن نمر على بعض الحقائق التي كتبها رجال من الشيعة حول مقتل الحسين رضي الله عنه . ثم نمر على الطرق التجارية الواصلة بين العراق وعاصمة الخلافة الأموية دمشق وهذا أمر هام يدحض مؤامرة الموتورين من شيعة ملالي طهران حول أكذوبة مسجد النقطة في مدينتي حلب ، و روايتهم المضحكة حوله .
أعزائي القراء..
تعتمد عقيدة الصفويين الذين يتبعون دين ملالي طهران على دراسة كل ماهو مثبت في إجتهادات علماء المسلمين السنة ثم قلب هذه الاجتهادات والحقائق والفتاوي رأساً على عقب لبناء عقيدتهم عليها بقصد المخالفة وتكوين دين جديد لهم. وهنا لا أتهم عقلاء الشيعة الذين كانت مواقفهم مماثلة في معظمها لكتب واجتهادات المسلمين السنة ، ولكن الكذب والنفاق تميز به البعض الآخر الذين يسيرون على منهج الخميني ليفرضوا رأيهم على عقلاء المذهب الشيعي ، وعليه كل ما وري عن مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه بكتبهم كان اكذوبة كبرى مؤلفة بكتب هؤلاء لتبرير إنفصالهم عن عقيدة الأكثرية المسلمة و إختراع فقه جديد لهم .ومثال على ذلك ما قاله الشيعي كاظم الإحسائي النجفي عن مقتل سيدنا الحسين :
" إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسين عليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي ولا حجازي ولا هندي ولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا من قبائل شتى".
وقال الحسين رضي الله عنه في دعائه على شيعته:
اللهم إن متعتهم إلى حين .. ففرقهم فرقا .. واجعلهم طرائق قددا .. ولا ترضى الولاة عليهم أبدا .. فإنهم دعونا لينصرونا .. ثم عدوا علينا فقتلونا..
عن كتاب الإرشاد للمفيد صفحة241
وهذه خطبة زين العابدين رضي الله عنه في أجداد الرافضة حيث قال موبخاً شيعته الذين خذلوا أباه وقتلوه قائلا:
"أيها الناس ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه، فتباً لما قدمتم لأنفسكم، وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله على آله وسلم إذ يقول لكم: "قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي".
أكتفي إخواني بهذا القدر لنأتي إلى أكذوبة أخرى تتعلق بنقل رأس الحسين رضي الله عنه إلى دمشق عبر مدينة حلب،بينما يتجاهل المتآمرون من أن الطريق التجاري المعتمد بين كربلاء ودمشق هو خط مستقيم م عبر بادية الشام يستخدم منذ آلاف السنين للتجارة بين الهند وبلاد فارس والعراق و الشام، وهو الطريق الذي تسلكه اليوم عصابات إيران لتوصيل السلاح لحزب الله في لبنان وسوريا ، فالكذبة الكبرى تتلخص في ثلاث كذبات مدمجة .
الكذبة الأولى : لم يثبت وبشكل قطعي قطع رأس الحسين حتى في كتب عقلاء الشيعة.
والكذبة الثانية : من غير المنطقي أن يحمل رأس الحسين رضي الله عنه في طريق غير معتمد أصلاً في تلك الأيام وهو الانتقال شمالاً ثم الانعطاف وفق زاوية قائمة غرباً ثم يستريحوا في حلب ثم يتجهوا جنوباً للوصول إلى دمشق ليضعوا رأس الحسين رضي الله عنه بين يدي يزيد بن معاوية قاطعين طريقا يشكل ثلاث اضلاع مستطيل يعادل اربعة امثال الطريق المعتمد تجارياً وهو الطريق المباشر والمعتمد عبر بادية الشام.
أمًا الكذبة الثالثة : فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وفق علمه وبطريقة تستطيع عباده تفسير بعضاً من علمه ، رغم وجود معجزات لا ننكرها نزلت على أنبياء الله والصالحين لغايات الله اعلم بها .ولكن يبقى خلق الانسان وفق علمه الذي منحه لنا و أورثه لعلماء في الطب ليكون رحمة لنا في معالجة امراضنا ( وعلم الانسان ما لم يعلم ) فسيدنا حمزة رضي الله عنه أستشهد في غزوة أحد وسال دمه ونشف دمه بعد ساعات من استشهاده ، وكذلك استشهد سيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي وجميعهم قام الإسلام الحنيف على أكتافهم بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وجميعهم نشف دمهم بعد ساعات من استشهادهم وكثير من الصحابة وكل البشر يتبعون هذه القاعدة التي خلقنا الله عليها فلماذا يشذ سيدنا الحسين عن العلم الإلهي الذي خلق البشر على اساسه؟
ثم هل يعقل أن يبقى دم سيدنا الحسين مائعاً بعد عدة شهور قضوها على ظهور الدواب ليصلوا حلب و يستريحوا على صخرة ثم تنزف نقطة دم سيدنا الحسين على هذه الصخرة ليقيموا عليها مسجداً سمي بمسجد النقطة .
وأنا ابن حلب أباً عن جد لم أسمع بهذه الرواية إلا بعد ان نجست عصابات الخامنئي مدينة حلب ليحتلوها بكذبة مبنية على دينهم المخترع ولينشروها في حلب ، هذه المدينة العصية عليهم وعلى عقيدتهم الباطلة ، وليؤسسوا في كل قرية او بلدة سورية مزار اً لهم ثم يتجمعوا حوله ليقضموا بلاد الشام قطعة قطعة بالتوافق مع الصهاينة؟
ثم لماذا لم ينزف رأس الحسين رضي الله عنه إلا في حلب ؟ بينما قطعوا مسافة تقدر ب 2200 كم في عدة شهور، لم يحدثوننا عن قطرة واحدة نزفت من رأس سيدنا الحسين؟ بينما المفروض حسب اكذوبتهم أن تنزف على الأقل قطرة كل 10 كم مثلاً ليؤسسوا في طريقهم إلى دمشق 220 مسجد نقطة ؟.
أعزائي القراء…
هذا هو المخطط الكبير الذي يجب أن ندركه جميعاً لتدمير الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها بلاد الشام والعراق واليمن ليقضوا على عقيدتنا وعروبتنا معاً ، وهي مؤامرة كبرى متفق عليها مع الصهاينة كما اتضح مؤخراً بصمتهم التآمري بالغدر بالفلسطينيين في غزة بعد أن كان صوتهم يلعلع في الفضاء دون توقف.
وأخيراً، وحتى يكتمل البحث نتساءل ما هو مسجد النقطة حيث كما أعرفه هو عبارة عن آثار بجانبه بقايا قصر بناه سيف الدولة في الناحية الجنوبية الغربية من حلب على مرتفع اسمه جبل الجوشن ليقضي فيه بعض أيام استراحته من أعداء دولته بمقارعته للروم .
ففي العودة إلى كتاب حلب طراز الذهب في عهد سيف الدولة
د. محمد التونجي حيث كتب:
… يحسُّ القادم من حلب بأنه -وهو يشارفها- يسير صُعدًا كلّما دنا منها، حتى يقف على قمة جبل الجوشن عند مدخلها الجنوبي ، فاختار سيف الدولة هذه القمة ليبني عليها قصره ليشرف من عليائه على المدينة أمامه بما فيها قلعته مقر حكمه السياسي والتي عجز الروم على احتلالها ،
وسمى قصره "قصر الحَلْبة" على اسم الأرض التي بُني عليها. واعتنى ببنائه، وبنى كعادة الملوك والحكام بجانب قصره مسجده الذي اغتصبه عصابات الخامنئي ليبنوا عليه اكاذيبهم بادعائهم بسقوط قطرة دم على صخرة من صخور هذا المسجد ليسموه مسجد الصخرة .
لقد عمم المحتلون من عصابات خامنيء هذه المؤامرة على كل مكان هام في أرض الشام ليضعوا فيها حجر فوق حجر ليسموه مزاراً أو مقاما ً فيحيطونه بسياج ثم يبدأون بقرع صدورهم حوله ، وهذا ما أكده أحد شرفاء الشيعة اللبنانيين وهو الشيخ صبحي الطفيلي الذي كذب كل إدعاءات حزب الله وأسياده في قم وطهران ، وفيديوات الشيخ صبحي الطفيلي منشورة على نطاق واسع ويمكن الإطلاع عليها.
أعزائي القراء..
ما أوردته وبشكل علمي وتاريخي عن إدعاءات عصابات إيران حول مسجد النقطة ، هو نقطة في بحر كذبهم و إدعاءاتهم لتنفيذ مخططهم مع الصهاينة في اقتسام بلادنا العربية لتدمير عقيدة أهلها وعروبتهم ، ومايجري في غزة اليوم هو الجزء من المؤامرة المتعلقة بالصهاينة، فكل منهم ينفذ حصته في المؤامرة المكشوفة علينا ، وإني أهيب بجميع الشعوب العربية أن تقرأ مقالتي هذه ، والتي كثفت فيها بعض الحقائق عن مؤامرة عصابات طهران ودمشق ، ولي عودة أخرى إن شاء الله للتوسع في موضوع المؤامرة الكبرى على امتنا العربية .
مع تحياتي…
وسوم: العدد 1059