حول منح الإخوة الفلسطينيين المقيمين في سورية الجنسية السورية!!
تابعت في الأخبار أن مواطنين سوريين، يعقدون لقاء في دمشق، للمطالبة بمنح الإخوة الفلسطينيين المقيمين على الأرض السورية الجنسية السورية. ومن غير اتهام لأحد، أوضح ...
هذه القضية مفتوحة منذ أن نزل إخواننا الفلسطينيين بيننا،والقول فيها محكوم بأكثر من اعتبار.
والاعتبار الأول أن الإخوة الفلسطينيين بيننا هم في أرضهم وفي ديارهم، ومن قبل كان بيننا أسر كثيرة أصولها من المدن الفلسطينية، وبعضهم كانوا قادة ونجباء وعلماء، مثل الغزي والصفدي والخليلي والقدسي والمقدسي أيضا واليافي والعكاوي والحيفاوي وعددوا ما شئتم.. وما حدث بعد النكبة لم يكن جديدا ببعده الديمغرافي الإنساني، وإنما كان مرفوضا بأبعاده السياسية، فليفهم هذا فإنه مهم، لكل من يريد أن يقارب الموضوع....
وكانت قرارات الحكومات الوطنية السورية المتعاقبة تنص على أن يعامل الفلسطيني في سورية في كل ميادين الحياة العامة والرسمية معاملة المواطن السوري.
بل أدركت زمنا كانت التوجيهات الإدارية غير المكتوبة، للوزارات والإدارات العامة، أن يعطى الأخ الفلسطيني أولوية على السوري في ميادين العمل والفرص المتعددة - لاعتبارات أخوية - وكان سائر أبناء جيلي يدركون هذا ولا يضيقون به، بل يقرون بما يوحي به معناه.
مَنحُ الإخوة الفلسطينين المقيمين في سورية الجنسيةَ السورية كان - وما زال - ينظر إليه من بعد آخر. فالهوية الفلسطينية منذ النكبة باتت تعيش معركة وجودية، تستهدفها، ويحاول الذين يقودون هذا الصراع من الطرف الآخر، تذويب هذه الهوية - كانت غولدامائير تنكر وجود الشعب الفلسطيني أصلا- ومن هنا فقد كان القرار الوطني السوري منذ الخمسينات، الاستمساك بالهوية الفلسطينية، والحفاظ عليها، والدفاع عنها، وتذكير الأخوة المخرجين من ديارهم بفعل نكبة 1948.. أنهم فلسطينون، وأن مفاتيح الديار يجب أن تبقى بأيديهم. وأقدر أن هذاالمطلب ما دام قائما، وسيظل سببا صالحا للتأكيد على الهوية المستهدفة.
لعلكم تحفظون قصيدة الداعية الراحل يوسف العظم:
فلسطيني.. فلسطيني.. فلسطيني فلسطيني
ولكـــــن في طريــــق الله .. والإيمـــــان والديـــــن
لا تنفع النيات الحسنة دائما .. احذروا المطبات...
وسوم: العدد 1062