أيها المتمتمون بالنكث والتثبيط والتوهين... لا تشغلوا المسلمين عن عدوهم وقد حضر
وأقول عن عدوهم، ولا أقول عن أعدائهم لأنني موقن أن عدونا في غزة وفي فلسطين وفي الشام وفي العراق وفي اليمن وفي كل بقعة من بلاد المسلمين واحد.
فأعفونا من المفاضلات أو المساواءات بين أطراف قفطان الظلم والطغيان والفساد…
وادعوا مع سواء أبناء أمتكم: اللهم صب على الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها القتل والفساد سوط عذاب وكن له بالمرصاد..
وأمرٌ لا عهد لأمة الإسلام به، أن يحضر عدوها، فيقوم خطباء الفتنة والتثبيط والتخذيل بين ظهرانيها.. حتى تشيع وتنتشر أقوالهم، ويجدون بين ظهراني الأمة، سماعين لهم، قوالين بقولهم، منحازين إلى صف عدوها وعدوهم!!
وقد علّم أولُنا آخرَنا، وكبيرُنا صغيرَنا أن أول ما يفعله العاقل إذا نزل العدو الصائل المعتدي في طرف من أطراف الديار أن يهب من قدر على الدفع للدفع بقدر ما يستطيع..لا أن يشغل الناس بلو ولا بلعل ولا بعسى، ولا بالسؤال عن معاني (الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا) وقد ذرّت الفتنة واحتملت، وباض الشر وفرخ…
وهذه الأصوات النافرات الناشزات، ولا أريد أن أدخل هنا، في نية أصحابها. تكاد تكون خطبة على منير في مسجد ضرار..ولا أزيد
وهؤلاء إخواننا المدافعون عن دين وعن وجود وعن أرض وعرض..
أمروا بالاستعداد قدر ما استطاعوا..وإنما التذرع بالاستعداد بما لا يستطاع حجة القاعدين..
وما نحسبهم إلا فعلوا..فأعدوا..
وأمروا أن يجتهدوا في إحسان المدخل والمخرج، وما نظنهم إلا قد قدروا ودبروا..وسألوا مولاهم العون والتسديد، ورتلوا: (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) اللهم ارشدنا وارشدهم، واجعل رشدنا واحدا.
وإذا كنا لا نستطيع نصرتهم بغير دعوة، فلتكن دعوتنا لهم صالحة..
وإذا كنا لا نملك إمدادهم بغير الكلمة فلتكن كلمتنا طيبة..
اللهم إنهم ثاروا دفاعا عن دين وعن عرض وأرض..
فثبت اللهم أقدامهم. وسدد رميهم. وانصرهم على من عاداهم وعداهم
واكفهم شر الخاذلين، ومكر الماكرين، وتربص المتربصين.
نحن في موطن لا يقبل فيه التثريب ولا التخذيل، ولا يجوز فيه اليأس والاستسلام والصمت، فالصمت في مثل الذي يجري حولنا مريب.
اصنع منبرك..
وأعله ما شئت..
وارفع صوتك قدر ما تستطيع واصدع بالحق في نصرة الحق، وليس في نصرة أي شيء غير الحق، ودعوا عنا قيل وقال، ولولا .. ولو: وقد علمنا أن لو تفتح عمل الشيطان.
وسوم: العدد 1062