من الحب إلى السياسة
تعاملت النخب العربية الغاضبة من الطائفية الإيرانية المقيتة التي مثلتها ولا تزال تمثلها حكومة الملالي، بأذرعها المختلفة؛ بسخرية سوداء مريرة، سخرية مريرة من الرضوخ الإيراني، والإذعان الإيراني، ثم من الرد الكوميدي الإيراني، الذي سمته أكثر النخب العربية "الكوميديا السوداء" أو إذا شئتم "الكوميديا المبكية"...
لا أحد من النخب العربية الصادقة أو الوفية للهوية، حزن أو تأثر على سليماني يوم قتل سليماني، ولا على زاهدي يوم تمت تصفية زاهدي، ولا أحد ينوي أن يفعل ذلك مهما تعاظم البلاء.
وفي كل التعبيرات التي كانت تعلن الشماتة، وتستجلب مزيدا من النقمة على منظومة العملاء القتلة من قيادات الحرس الطائفي المرجوم، ظلت بطانات من الحزن المكتوم تغلف الموقف في اللاوعي المزوي. كثير من المعلقين العرب كان في ضمائرهم كلام لم ينطقوا به: كنا نريد أن يتم هذا بأيدينا لا بيد بنيامين.
الرد الإيراني الكوميدي أول أمس استحق كما ذكرت الأنباء إدانة واستنكارا من أكثر من ربع دول العالم وفي مقدمتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأمينها العام، والولايات المتحدة، والدول الخمس دائمة العضوية، ومن لم يدن منهم دعا إلى ضبط النفس وعشرات الدول الأخرى، كلها اعتبرت ما فعلته إيران عدوانا وتصعيدا وتهديدا للسلام العالمي ومن هذه الدول: أمريكا - بريطانيا- فرنسة- سويسرا- روسية- الصين- اليابان- ألمانيا- هولندا- النرويج- الدنمارك-فنزويلا- البرازيل- الأورغواي- الأرجنتين- المكسيك- الهند- وباكستان- واندونيسيا...
في متابعتي المتواضعة وجدت الوجوم قد غلب على الموقف الرسمي العربي...
أما الموقف الشعبي العربي، فهو لم يجد رد الفعل الإيراني، مستنكرا أو مدانا، ولم يطالب إيران بمزيد من ضبط النفس!! وإنما وجد رد الفعل الإيراني مضحكا مبكيا في وقت معا...
وتوافقت النخب العربية من غير اتفاق، على أن تضحك وأن تستعلن بالضحك إلى حد القهقهة والانقلاب على القفا. يقول بعضهم: إن كل أموات الإيرانيين لا يستحقون البكا..
ويرفعون رؤوسهم إلى الولي الفقيه: يداك أوكتا وفوك نفخ. ويضيفون: وعلى نفسها جنت براقش. وكل هذا ولما يأت صاحب العجل بعد.
وسوم: العدد 1076