حركة بورصة بيع وشراء الامة العربية لن تتوقف إلا باستلام الوطنيين الشرفاء امور بلادهم
أعزائي القراء ..
في أعوام الخمسينات كانت امريكا المنتصرة بالحرب العالمية الثانية تكنس المنطقة العربية من النفوذ البريطاني لتحل محله، ولكن كان عليها ان ترضي السوفييت ببعض المكتسبات كونها كانت منتصرة ايضاً ونفوذها يتزايد في العالم ،
في عام 1952 قامت الثورة المصرية وبدات بتكنيس النفوذ البريطاني وخاصة حول قناة السويس وكلنا يذكر حرب السويس ووقوف الرئيس الأمريكي أيزنهاور ضد بريطانيا وفرنسا في هذه الحرب ،وكان السوفييت ينتظرون مكافاة من امريكا حسب الوعود السرية بينهما ، فكان الاتفاق السري باعطائهم نفوذاً اقتصادياً وعسكريا في منطقتنا العربية مع التزام واضح بالمحافظة على الكيان الاسرائيلي وإبعاد الحكم الديموقراطي عن بلادنا .
الرئيس عبد الناصر كان يريد تعزيز نفوذه في مصر اولاً وكان بناء السد العالي في ذلك الوقت حديث العالم ، اجريت الدراسات الاقتصادية والفنية وارسلت هذه الدراسة إلى البنك الدولي للحصول على القرض ، وافق البنك الدولي على القرض والذي تتحكم فيه امريكا ، ولكن وكما اسلفت كانت امريكا تود ارضاء السوفييت بمكاسب اقتصادية، فضغطت على البنك الدولي بالامتناع عن تزويد مصر بالقرض لبناء السد.
وهنا كانت الانعطافة نحو السوفييت ، لا اقول انها من تخطيط عبد الناصر ولكن كانت تخطيطاً امريكياً سوفيتياً لدفع مصر نحو السوفييت لبناء السد العالي والذي كان مطلبا حيوياً للرئيس عبد الناصر، واستجر هذا التقارب تزويد مصر بالسلاح ولحقت سوريا بمصر ثم لحقت العراق بهما ، وهي الحصة الاقتصادية للاتحاد السوفيتي، اما السلاح والبعثات السوفيتية فقد ملأت ثكنات مصر وسوريا والعراق ، وتحت المراقبة المشددة .
اعزائي القراء
تقاد احياناً الدول إلى توجهات خيانية ، فتجبر على سلوك طريق يؤدي لمصلحة الدول الكبرى وإسرائيل والمثال أعلاه يؤكد ذلك ، فالسلاح الذي زوّده السوفييت لهذه الدول انتهى في حرب التهريج عام ١٩٦٧ بالكامل خلال ايام وبدأت هذه الدول شحادة السلاح من جديد.
واليوم ، احتل العميل السيسي مصر بطلب أمريكي إسرائيلي، وبدأ مشوار حكمه ببناء القاهرة الجديدة كلفت المليارات من الدولارات، واعطته الدول الغربية والخليجية المال بسخاء ولكنّ بفائدة ، واليوم يعجز هذا المتطفل على الحكم بدفع ديونه وهو امام حل وحيد وهو تجويع شعبه بالكامل لدفع جزء من فوائد ديونه ، ان استطاع ،
وقيسوا على ذلك الجزار اسد
فدولنا العربية محجوزة في بورصة البيع والشراء طالما الوطنيين والشرفاء بعيدين عن حكم بلادهم ، وبذلك ستبقى بلادنا في سوق النخاسة تباع كالعبيد.
وسوم: العدد 1079