انهيار منظومة القيم الغربية وتبخر شعار حرية التعبير في الدول المتورطة مع الكيان الصهيوني

انهيار منظومة القيم الغربية وتبخر شعار حرية التعبير في الدول المتورطة مع الكيان الصهيوني في جرام حرب الإبادة الجماعية في قطاع عزة والضفة الغربية

بعد إصرار شعوب الدول الغربية في القارة العجوز ، وفي شمال القارة الأمريكية على التنديد بجرائم حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني العنصري  في قطاع غزة والضفة الغربية ، وذلك من خلال مسيرات ومظاهرات مليونية شبه يومية ، انهارت كليا  منظومة القيم الغربية التي طالما فاخرت بها الولايات المتحدة الأمريكية ، وتوابعها في القارة الأوروبية ، وتبخر معها  شعار حرية التعبير حيث عمدت إلى  أشكال وأساليب القمع المختلفة  ، من اعتقالات تعسفية  طالما  كانت تدينها، وتنتقد بسببها  غيره من دول العالم التي كانت تمارسها  لقمع الحريات، وعلى رأسها حرية التعبير .

ولقد صارت أساليب القمع في الولايات المتحدة وتوابعها في أوروبا الغربية التي تمارس ضد الجماهير الغاضبة والمعبرة عن سخطها بأساليب حضارية  تقتصر على رفع شعارات  منددة بالإبادة الجماعية ،و صور لضحاياها ، وأعلام فلسطينية ، ولافتات عليها عبارات تطالب بحرية واستقلال الشعب الفلسطيني ، وحقه في الحرية والحياة الكريمة .

ولقد لجأت الأنظمة الغربية ، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية تليها كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا ، وهذه  كلها متورطة في جرائم حرب الإبادة بشكل مباشر وفاضح  إلى أساليب  ماكرة  لاستفزاز حشود المسيرات  والمظاهرات عن سبق إصرار، والشاهد على ذلك حشد العديد مما تسميه قوات مكافحة الشغب مدججة بعتاد القمع من هراوات، وخزانات مياه بخراطيمها، وأصفاد ، وقنابل مسيلة للدموع ، وخيول ، وآليات ، وكلاب  ... من أجل إعطاء انطباع بأنها تواجه شغبا ،وليس مسيرات ومظاهرات سلمية ذات طابع حضاري ، وهي تريد بذلك طمس معالم غضب شعوبها وتنديدها بجرائم الكيان الصهيوني العنصري  الفظيعة التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء معظمهم أطفال ونساء وشيوخ .

ولقد انزعجت تلك الأنظمة المتورطة مباشرة  مع الكيان الصهيوني فيما يقترفه من فظائع من خلال تزويده بأسلحة الدمار الشامل التي يشهد عليها ما آل إليه عمران قطاع غزة  من خراب ، وبجنود ومرتزقة ، ومخابرات ...، انزعجت  من افتضاح مقولة معاداة السامية  في كل أقطار العالم خصوصا في الولايات المتحدة ، وحليفاتها الأوروبيات ، وهي مقولة ممجوجة  طالما  استغلها ، وتاجر بها الكيان الصهيوني من أجل الحصول على المساعدات السخية  المختلفة التي تقاطرت عليه منذ احتلاله لأرض فلسطين ، وخلال كل الحروب التي خاضها  ضد الجيوش العربية ، وضد المقاومة الفلسطينية ، ولا زالت تتقاطر عليه باستمرار ، وكلها من تمويل جيوب شعوب العالم الغربي التي اكتشفت مؤخرا أنها ضحية ابتزاز كيان صهيوني  ماكر وخبيث بسبب هذه المقولة ، وهو يستخدم أموالها  في جرائم حرب إبادة ، الشيء الذي حرك ضمائرها  المخدرة ، وجعلها تخرج في مسيرات ومظاهرات مليونية من أجل التعبير عن سخطها على أنظمتها المتورطة في هذه الجرائم بشكل مباشر وفاضح من خلال تمويلها للكيان الصهيوني  من أموال ضرائب مفروضة عليها .

وهكذا ضحت الأنظمة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة  بما كانت تفاخر به من قيمها التي توخت عولمتها ، وفرضها على كل دول المعمور عن طريق أساليب التهديد ، والحصار ، والعقوبات الاقتصادية ،  وعلى رأس تلك القيم  الدفاع عن الحريات، وتحديدا حرية التعبير، وحرية الرأي ،مقابل تكريس ما يسمى بمعاداة السامية ، والتلويح بها كتهديد لكل من ينتقد جرائم الكيان الصهيوني في أرض فلسطين التي احتلها بالقوة سنة 1948 ، وتوسع خارج حدودها  في بلاد عربية لا زالت أجزاء منها محتلة ، وكان كل ذلك تحت ذريعة معاداة السامية التي تعد من ضمن الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل على حد تعبير الفيلسوف الفرنسي روجي جاروي في مؤلفه : " الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل " وهو مؤلف صودر في فرنسا وغيرها من بلاد الغرب  باعتبار صاحبه معاديا للسامية  في نظر الكيان الصهيوني ، و في نظر الدول التي تدعمه ، والتي دللته  دلالا لا حدود له حتى جعلته فوق كل الأعراف والقوانين الدولية، لأنه تحت ذريعة معاداة السامية أعطي حق ارتكاب أبشع جرائم الإبادة الجماعية التي يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني مع أنه هو الذي احتضن السامية لقرون بينما كانت هذه السامية مضطهدة في دول القارة العجوز التي استغلت ظرف الحرب العالمية الثانية لتهجيرها إلى دولة فلسطين من أجل التخلص من مكرها وخبثها وهما من أسباب معاداتها في تلك الدول ، ودفع الشعب الفلسطيني ثمن ما اقترفته النازية ضد السامية ، إذا صحت وثبتت الأخبار والروايات ، ولم تكن سوى تمويها على صفقة مشبوهة من أجل خلق  كيان صهيوني و استنباته  في أرض فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني .

فإلى متى ستظل مقولة معاداة السامية بعبعا تُهدد به  كل شعوب العالم من أجل أن يمارس الكيان الصهيوني العنصري جرائمه الفظيعة في أرض ليست أرضه بل    احتلها بالقوة ، وساعدته على احتلالها بريطانيا بالقوة أيضا، وهي يومئذ قوة محتلة  لها، إلى جانب غيرها  من الدول الأوربية  فضلا عن الولايات المتحدة .

ولقد كشفت  مؤخرا  وسائل التواصل الاجتماعي  نقلا عن مصادر مطلعة حقيقة  أصول قادة الكيان الصهيوني منذ اختلاقه واستنباته  في أرض فلسطين ، فمنهم البولوني ، ومنهم الروسي والكرواتي،  ومن كل الجمهوريات السوفياتية سابقا ومن دول كانت خاضعة لها  ... إلى غير ذلك من جنسيات أوروبا الشرقية ، فضلا عن جنسيات أوروبا الغربية . ومعلوم أن  العديد من الشرائح  اليهودية السامية تتبرأ من هؤلاء الصهاينة ، ومن الصهيونية ، ومما يسمى وطنا صهيونيا ، ومن فكرة معاداة السامية، لأنها تعيش في كل أقطار العالم محفوظة الكرامة ،وفي بحبوحة  عيش ، وهي لا تؤمن بالوطن القومي لليهود حسب قناعتها الدينية التي تقضي بأن يعيش اليهود في شتات إلى نهابة العالم ، وهي تعتبر فكرة تكوين وطن قومي  لها مخالفة لتعاليمها الدينية .

وبقي أن نقول لبني يعرب كفاكم سباتا ،  وغفلة ، وانبهارا بقيم الغرب ، وبشعاراته التي تبخرت بسبب طوفان الأقصى ، واعلموا أن لكم يدا  في جرائم  حرب الإبادة  الجماعية  بخذلانكم  وخيانتكم لإخوانكم في فلسطين الذين يبادون أمام أعينكم كل يوم طيلة ثمانية أشهر ، وأنتم تتفرجون عليهم ، وفيكم من يتسلى بمآسيهم ، ويقيم الحفلات الراقصة والماجنة نكاية  وشماتة بهم إرضاء لعدوهم المحتل وتقربا منه ، وتوددا له ، وهو يحتقركم  وإن توددتم له  أو صرتم لها عبيدا ،  ويضمر لكم  الكراهية السوداء والشر المستطير ، فانتظروا،فسوف يأتي دوركم  عما قريب ، وستدفعون ثمن صمتكم على جرائمه ، وثمن خذلانكم وخيانتكم لإخوانكم .

ونقول لزعماء الدول الغربية المتورطين مع الكيان الصهيوني مباشرة  في جرائم حرب الإبادة الجماعية، لقد حزتم عارا وشنارا أبديا ، وسقطت أقنعتكم ،وتبخر كل ما كنتم  تباهون به مما تسمونه قيما إنسانية ، وأنتم في حقيقة أمركم مجرد وحوش كاسرة، وكائنات عنصرية  دموية ، ولقد سجل التاريخ عار تورطكم الشنيع  في جرائم ضد الإنسانية ضحاياها أبراء من أطفال ونساء وعجزة ، ولحقتكم لعنة الله ، والملائكة، والناس أجمعين .  

وسوم: العدد 1082