ازدواجية التعامل في تركيا بين مهاجرين أوروبيين ومهاجرين سوريين..

أعزائي القراء ..

أدت حرب أوكرانيا إلى تحويل تركيا من وجهة شعبية 

الى ملاذ آمن  تبين لاحقا ً ان تركيا اصبحت الدولة الأكثر اماناً للشعوب الأوروبية  منها للشعب السوري الكليم 

فمنذ التسعينيات، وتركيا هي وجهة رئيسية للمهاجرين من أوكرانيا وروسيا ودول أخرى من الاتحاد السوفيتي السابق. إلا أن الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022 أدى إلى توجه موجة أكبر من المهاجرين من كلا البلدين إلى تركيا. وقد استخدم الفارون من الأزمة مجموعة كبيرة من الوسائل للدخول إلى تركيا والبقاء فيها، ابتداءً من الحصول على "التأشيرات الذهبية" ووصولاً إلى تقديم طلبات الحصول على الحماية. وفي المرحلة القادمة، يمكن أن يُحدِث وجودهم تأثيراً هائلاً على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية المستقبلية بين البلدان الثلاثة.

ووفقاً لوزارة الداخلية التركية و"معهد الإحصاء التركي"، ارتفع التدفق السنوي للسياح الروس بشكلٍ مطردٍ من 1.3 مليون في عام 1996 إلى 7 ملايين في عام 2019، وهو أعلى رقم بين كافة الجنسيات. كذلك، ارتفع عدد الوافدين الأوكرانيين إلى تركيا من 93794 زائراً في عام 1996 إلى 1.5 مليون في عام 2019.

وعلى مدى العقدين الماضيين، بدأ هذا التدفق المتزايد بإعادة تشكيل النسيج الاجتماعي في المدن التركية المقصودة. فأصبحت اللغة الروسية سائدة في مدينة أنطاليا السياحية، مما دفع الكثير من العاملين في قطاع السياحة التركي إلى الالتحاق بمدارس اللغة في روسيا. كما زاد عدد الزيجات بين الأتراك وأفرادٍ من روسيا أو أوكرانيا. ووفقاً لـ"معهد الإحصاء التركي"، شكلت الجنسيتان (الروسية والأوكرانية) مجتمعتين 10.1 في المائة من الأزواج الأجانب وفقاً للجنسية اعتباراً من عام 2016.

وفي الوقت نفسه، أبقت أنقرة أبوابها مفتوحةً أمام التدفق الأكبر للمهاجرين الروس خلال الحرب، من بينهم الأفراد الذين يسعون إلى تفادي العقوبات، أو الهروب من حكومة فلاديمير بوتين، أو نقل حياتهم وأصولهم إلى الخارج. وشمل هؤلاء المهاجرون روساً أثرياء (على سبيل المثال، الأوليغارشيين رومان أبراموفيتش وديمتري كامينشيك) ومعارضين مختلفين، تراوحوا من الصحفيين المشهورين إلى الأفراد المرتبطين بـ"مؤسسة مكافحة الفساد" التابعة لزعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني.

هولاء المهاجرين كانوا في محل ترحيب سواءاً من الحكومة التركية او من المعارضين ، رغم ان الاستفادة الاقتصادية منهم محدودة مقارنة مع السياح العرب الذين لم يلقوا الترحيب المناسب، إلا ان المهاجرين السوريين كانوا الاكثر ضررا من غيرهم وخاصة في السنوات الاخيرة حيث صمتت الحكومة التركية على كثير من الاستفزازات ضدهم لأغراض سياسية ، ورغم ان معظم  السوريين سدوا فراغاً كبيرا في اليد العاملة وبعضهم اصحاب رؤوس اموال ساهموا في البنية الاقتصادية التركية إلا ان ذلك لم يشفع لهم ، فيبدو ان الديكور النسائي الاوكراني والروسي لعب دورا في الترحيب بالمهاجرين الاوروبيين.

حمى العداوة ضد السوريين تزداد  ولم يتبين بعد مصير معظمهم بعد لقاء القيادات التركية مع اصحاب المجازر  في سوريا والذي يحضر له قريباً ، ومهما كانت النتائج فالمكتوب (باين من عنوانه) . على الأتراك ان يعلموا ان السوريين ليسوا متحمسين للبقاء في تركيا إذا كفلت الدول لهم تطبيق القرار 2254   ولكن  المؤسف حتى المسؤولين الأتراك يتكلمون بخجل حول تطبيق هذا القرار .

فياسيد الرئيس اردوغان لايريد السوريون ان يكونوا عقبة امام مشاريعكم السياسية كما لايريدون ان يكون تعاملهم كتعامل شعبكم مع المهاجرين الروس  والأوكرانيين الموصوف بالتميز، ولكن بنفس الوقت يرفضون و بشدة اي اتفاق  بينكم وبين الجزار وعصابته لتحويل السوريين في تركيا  إلى سلعة تجارية تتقاذفوها بينكم وبينهم 

مع تحياتي.

وسوم: العدد 1085