جيوش نتنياهو: مجموعة السبع بعد حلف الخمسة
خلال خطابه أمام الاجتماع المشترك للكونغرس الأمريكي، اقترح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو توسيع اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها الإمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني، بحيث تشكل «تحالف أبراهيم» ضد إيران، وتفاخر بأن «خمسة جيوش حلّقت في الأجواء لإسقاط الهجمة بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضدّ الدولة اليهودية».
ثلاثة من هذه الجيوش عُرفت على الفور، هي الأمريكي والبريطاني والفرنسي، ولم يكن في الأمر أي جديد بالنظر إلى تاريخ طويل من مساندة هؤلاء «الحلفاء» لدولة الاحتلال، حتى حين ترتكب فظائع الحرب الأشنع وتواصل حرب الإبادة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة وسائر فلسطين، فتقصف المشافي والملاجئ والمدارس والمساجد.
ولأن نتنياهو عاد من الزيارة الأمريكية بما يقترب من تفويض غير معلن، أو هو في الواقع لا يكترث بأي مفهوم للإعلان أو الإخفاء، فإن خطوات التصعيد الأولى تمثلت في استهداف قيادات الصف الأول لدى «حزب الله» و«حماس» واندرج اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية في خطوة أخرى صارخة وصفيقة ضمن سياسة نتنياهو الهادفة إلى إدامة حرب الإبادة في غزة وتوسيعها، تهرباً من استحقاقات سياسية وانتخابية وقضائية قد تتكفل بإحالته إلى سلال مهملات التاريخ.
وإذا لم يكن في سلوك نتنياهو التصعيدي ما يدعو إلى العجب والاستغراب، فإن المصيدة التي نصبها لأقرب حلفائه قادة الجيوش الخمسة لا تضعهم في حرج الانجرار إلى حرب إقليمية متعددة الجبهات دفاعاً عن دولة الاحتلال فقط، بل تجعل منهم شركاء فاعلين في انتشال نتنياهو من المستنقع الذي يواصل الغرق فيه، وتحوّلهم إلى حلفاء له في ألاعيبه السياسية مثل جرائم الحرب التي يواصل ارتكابها.
وبمعزل عن الجيوش الخمسة التي تباهى نتنياهو بما وفّرته من مساندة لدولة الاحتلال، ضدّ هجوم إيراني كان أصلاً قد افتقر إلى عنصر المباغتة وانقلب إلى استعراض محدود مكشوف الأغراض والنطاق، فإن مصيدة نتنياهو الجديدة كفيلة بجرّ المزيد من الدول الحليفة للكيان الصهيوني، سواء انخرطت جيوشها في العمل العسكري الفعلي والميداني، أم اكتفت بإغداق السلاح والمال وأشكال الدعم اللوجستية كافة.
هذا ما يمكن أن يُستنتج من بيان مجموعة السبع، الذي حثّ على «ضبط النفس» و«خفض التصعيد» لأنّ الأحداث الأخيرة «تهدد بإذكاء نيران صراع أوسع نطاقا في المنطقة». ولقد تغافل أصحاب البيان عن حقيقة أولى كبرى تقول إنّ ثلاثة من أعضاء المجموعة كانت ضمن الجيوش الخمسة التي دافعت عن دولة الاحتلال خلال هجمة إيران الأخيرة، وأنها تعتزم تكرار الخطوة والانخراط مجدداً في مساندة الجيش الإسرائيلي. وأما الحقيقة الأخرى الرديفة فهي أن الدول الأخرى المتبقية، كندا واليابان وألمانيا وإيطاليا، ليست أقل انخراطاً في تغطية حرب الإبادة الإسرائيلية أو التواطؤ معها سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً.
وبذلك فإن جيوش نتنياهو بدأت خمسة عند التصدّي للصواريخ والمسيرات الإيرانية أواسط نيسان/ أبريل الماضي، وهي مرشحة لأن تصبح سبعة مع بيان أغنياء العالم الذين لم يبصروا في جرائم دولة الاحتلال أي انتهاك للقانون الدولي، ويلهثون اليوم لمساندة القاتل بعد تجاهل القتيل.
وسوم: العدد 1090