صحيفة عبرية: غالانت سيجيب… هل بقي على وجود دولة إسرائيل سنة واحدة؟

تصريحات غالانت المتغطرسة أثناء الحرب في قطاع غزة لم يكن لها أي أساس، فبعد احتلال مدينة غزة قال: نحن نسيطر بشكل كامل على المدينة وعلى أنفاقها، وخلال فترة قصيرة ستستسلم حماس. بعد احتلال خان يونس قال إن السنوار يركض وحده في الأنفاق، وأنه فقد السيطرة على رجاله، وأننا سنعتقله خلال بضعة أيام. بتصريحاته هذه، نثر الرماد في عيون الجمهور، هو وهليفي ونتنياهو.

مؤخراً، بدأ غالنت يستيقظ؛ فقد أعلن في لجنة الخارجية والأمن بأن النصر المطلق “هراء”. يبدو أنه بدأ يدرك بأنه إذا اندلعت حرب إقليمية بسبب عدم التوصل إلى صفقة تحرير المخطوفين، ستكون إسرائيل في خطر. لذلك، فقد طلب عقد جلسة للحكومة أو الكابنت من أجل تحذير الجميع. يبدو أن هدف الجلسة هو إلقاء التهمة، ليس فقط عليه بل على كل وزراء الحكومة.

أفترض أن غالانت قد أصبح يدرك بأن الحرب فقدت الهدف، وأننا نغرق في وحل غزة ونفقد الجنود، إما بالقتل أو الإصابة، وبدون احتمالية لتحقيق هدفها الرئيسي، وهو القضاء على حماس.

صحيح أن الدولة تسرع الخطى نحو الهاوية. إذا استمرت حرب الاستنزاف مع حماس وحزب الله، فستنهار إسرائيل خلال سنة تقريبا. العمليات تزداد شدة في المناطق المحتلة وداخل الدولة. جيش الاحتياط يصوت بالأرجل بعد تجنيد متكرر لنفس الجنود؛ لأنه لا يوجد ما يكفي لاستبدالهم بغيرهم، والاقتصاد يتحطم. إسرائيل تظهر في العالم كدولة منبوذة، ما يستدعي المقاطعة الاقتصادية والحظر على التزيد بالسلاح، هذا إلى فقدان المناعة الاجتماعية، والكراهية بين أجزاء الشعب التي تشتعل وتؤدي إلى تحطمه من الداخل.

السنوار وحسن نصر الله يدركان الوضع الصعب في إسرائيل، لذلك فإن ما كان يمكن تحقيقه في السابق من خلال اتفاق على إطلاق سراح المخطوفين ووقف إطلاق النار، أصبح الآن غير ممكن بسبب الشروط الجديدة التي أضافها نتنياهو إلى الاتفاق. قال أعضاء الوفد الإسرائيلي للمفاوضات في الدوحة بأنه لا هامش مناورة لهم للتفاوض؛ لأنهم مقيدون.

أمام الوضع الجديد، بات يتشكل في المنطقة تهديد من إيران وحزب الله لمهاجمة إسرائيل كرد على عمليات اغتيال قادة كبار. الخطوة التي كانت ستشعل الشرق الأوسط، والتي قررها من يشعلون الحرائق، نتنياهو وغالنت وهاليفي، بدون تفكير بتداعيات قرارهم غير المسؤول.   

بدأ السنوار يدرك أن حرب الاستنزاف تعمل في صالحه، وأن الحرب الإقليمية متعددة الساحات هي هكذا بالتأكيد. وهو على خلفية ذلك، يفضل الاستمرار في القتال على عقد الصفقة، ويتشدد في مواقفه. لو لم يضع نتنياهو العصي في الدواليب على طول الطريق، لتوصلت إسرائيل إلى صفقة التبادل قبل أن يتشدد السنوار في طلباته. بيان نتنياهو مؤخراً لعائلات المخطوفين حول الحاجة إلى الحفاظ على “الذخائر الأمنية في القطاع”، هذا خدعة كبيرة، التهم الأوراق وأفشل الصفقة بشكل نهائي، وهو ما سيؤدي إلى كارثة للمخطوفين وعائلاتهم، وأيضاً كارثة للدولة.

كل طرق المستوى السياسي والمستوى الأمني تجر إسرائيل نحو المنحدر. ديكتاتور واحد يتحكم بمصير الدولة، وقطيع أغنام يسير وراءه. قرر نتنياهو الموت مع الفلسطينيين كي لا يفقد الحكم. لقد فقد الصورة الإنسانية، وقيم الأخلاق الأساسية، والمعايير، والقيم والمسؤولية عن أمن إسرائيل. يجب استبداله، وأمثاله، في أسرع وقت ممكن لإنقاذ الدولة. إسرائيل دخلت إلى دوامة وجودية، وفي القريب تصل إلى نقطة اللاعودة. 

وسوم: العدد 1092