أكبر مؤامرة عالمية لتدمير الامة العربية أبطالها ايران -إسرائيل-الولايات المتحدة..ونحن عنها غافلون

 أعزائي القراء ..

المؤامرة كبرى على الامة العربية مستمرة، وقد دخلت مرحلة حاسمة منذ عام 2023 ، ولا اتكلم من فراغ ،فقد كشف الكاتب الاميركي “تريتا بارسي” اجزاء مهمة من العلاقات السرية بين المثلث الاسرائيلي ـ الايراني ـ الاميركي, من خلال كتابه 'التحالف الغادر ـ العلاقات السرية بين اسرائيل وايران والولايات المتحدة الاميركية'.

وقد اماط بارسي الخبير في السياسة الخارجية الاميركية اللثام عن حقيقة الصراع الذي تدعيه هذه الدول الثلاث في قالب بحثي علمي دقيق وكشف عن مفاجأة تتمثل في استعداد ايران مستقبلاً بتقديم اعترافها باسرائيل كدولة شرعية بعد الانتهاء من تنفيذ المؤامرة على الامة العربية .

من هو الكاتب الاميركي تريتا بارسي؟هو  أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة 'جون هوبكينز', ولد في إيران ونشأ في السويد وحصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة 'ستكهولم' لينال فيما بعد شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة 'جون هوبكينز' في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية.

وتأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة والتي يكشف عن بعضها للمرة الأولى, إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات والاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل- إيران ـ اميركا) خلف الكواليس شارحا الآليات وطرق الاتصال والتواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات والخطابات والسجالات الإعلامية الشعبوية والموجهة.

يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين, إيرانيين وأميركيين رفيعي المستوى ومن أصحاب صناع القرار في بلدانهم.

ويعالج 'تريتا بارسي' في هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من إسرائيل-إيران -اميركا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث وتصل من خلال الصفقات السرية والتعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر فيما بينها.

وبمعنى ابسط, يعتقد بارسي أن العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني ـ الأميركي تقوم على المصالح والتنافس الإقليمي والجيو-ستراتيجي وليس على الأيديولوجيا والخطابات والشعارات التعبوية الحماسية الفارغة المضمون .

واستنادا إلى الكتاب, وعلى عكس التفكير السائد, فإن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع ستراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة ويكشف الكثير من التعاملات الإيرانية ـ الإسرائيلية السرية التي تجري خلف الكواليس والتي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أن أحداً من الطرفين (إسرائيل وإيران) لم يستخدم أو يطبق خطاباته النارية, فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس.

 و وفقا لبارسي, فإن إيران الثيوقراطية ليست خصماً للولايات المتحدة وإسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة الرئيس صدام حسبن .فهي تستخدم التصريحات الاستفزازية امام العالم وخاصة العالم العربي ، ولكنها لا تتصرف بناء عليها بأسلوب متهور من شانه أن يزعزع نظامها. فهي تتحرك ضمن هذا المنظور  بحيث 'لا تشكل استفزازاتها الإعلامية كفقاعات الصابون خطرا لا يمكن احتواؤه' عبر الطرق التقليدية الديبلوماسية.

 وإذا ما تجاوزنا المسرحيّات التي تظهر من خلال المهاترات والتراشقات الإعلامية والدعائية الكاذبة  بين إيران وإسرائيل, فاننا سنجد أن ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.

فكلا النظامين الإسرائيلي والإيراني يريا نفسيهما  أنهما متفوقان على العرب ويقول أحد المسؤولين الإسرائيليين في هذا المجال "لبارسي إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله, وهو ليس بالشيء الكبير"في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل اي شيء حيال الأمور وهذه نظرة ايران للعرب ايضاً.

وقد أكدت الوقائع ان اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين ايران واسرائيل في عواصم اوروبية اقترح فيها الايرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة, وقد تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد وكان منها اجتماع 'مؤتمر أثينا' في العام 2003 والذي بدأ أكاديميا وتحول فيما الى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا اكاديميا.

ومن خلال  وثائق ومعلومات سرية جدا وموثقة فيه, أظهرت أن المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أن الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأميركية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين وتنتهي مخاوف الطرفين.

وبينما كان الأميركيون يغزون العراق في نيسان / ابريل 2003 كانت إيران تعمل على إعداد 'اقتراح' متكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد 'صفقة كبيرة' مع الأميركيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأميركي-الإيراني.

وفد تم إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السرية إلى واشنطن. وفيه مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمت الموافقة على 'الصفقة الكبرى' وهو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي - سياستها تجاه إسرائيل, كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أميركية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على 'خارطة طريق' بخصوص ثلاثة مواضيع: 'أسلحة الدمار الشامل' 'الإرهاب والأمن الإقليمي' 'التعاون الاقتصادي'.

وتعتبر هذه الوثيقة  هي مجرد ملخص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقله إلى وزارة الخارجية الأميركية بعد تلقيه من السفارة السويسرية أواخر نيسان / ابريل أوائل ايار / مايو من العام 2003.

باختصار ، ان ماكتبه تريتا بارسي'  في كتابه يعتبر ,  من أهم الدراسات والأبحاث النادرة التي كتبت في هذا المجال لاسيما انه يكشف جزءا مهما من العلاقات السرية بين هذا المثلث الإسرائيلي ـ الإيراني ـ الأميركي.

ولكن ما يتبين لنا اليوم وبعد صدور هذا الكتاب ان تفاهمات جديدة واتفاقيات سرية حديثة أكدت العلاقة السرية بين الثلاثي امريكا- إسرائيل -ايران  للوصول إلى مؤامرة متكاملة بين هذا الثلاثي لتدمير الامة العربية للوصول إلى اهداف إسرائيل بوضع اقدامها على نهري الفرات والنيل ، واستخدام مجموعات قسد الكردية  من قبل التحالف الثلاثي لتقسيم سوريا وتركيا ( وماحدث بتاريخ 23 تشرين الاول / اوكتوبر  بالهجوم على مصنع حربي تركي في انقرة اشارت اصابع الاتهام إلى تخطيط  ايراني بتنفيذ حزب العمال الكردستاني ، وهذا لن يحصل دون موافقة أمريكية اسرائيلية ، ولايهم بعد ذلك استنكار الولايات المتحدة والناتو للحادث  )مما  يدل على تقدم العلاقة السرية بين دول التحالف الثلاث لتمزيق المنطقة وتحويلها إلى أشلاء ، إضافة إلى توريط الفلسطينيين في غزة باتفاق مسبق مع الإسرائيليين حيث وصل ضحايا سكان غزة إلى 50 الف شهيد حتى الان إضافة إلى تدمير غزة  ، ولم يقتصر الاتفاق على خيانة الفلسطينيين بل  تعدت المؤامرة إلى الاستفادة من مليشيات الشيعة العرب كحزب الله لضرب الشعوب العربية ثم التخلص منها  دعماً لإسرائيل كما حصل اليوم في لبنان .

ومازالت الأوضاع تزداد تعقيدا في المنطقة بعد وضوح العلاقة الثلاثية الأمريكية الاسرائيلية الإيرانية مع بقاء كيان نظام هزيل في سوريا  ولكن يعتمد عليه في استكمال المؤامرة على الامة العربية لتدميرها وتقسيمها فيما بينهم وتغيير ديموغرافية سكانها  حتى تصبح بلاد العرب اثرا ً بعد عين .

وهذه نصيحتى الأخيرة للامة العربية باتخاذ خطوات استراتيجية وتوسيع حلفائها ، واعتماد الحكام على الشعوب ورمي الأنظمة الديكتاتورية  وراء ظهورهم ، وتأسيس تنظيمات عسكرية رديفة للجيوش لمقابلة عصابات ايران وطردها من البلاد العربية وانهاء نظام العصابة الأسدية ركيزة التحالف الثلاثي الأمريكي الأيراني الإسرائيلي في المنطقة  . فان لم يفعلوا فان المستقبل سيكون مظلما ً للامة العربية .

وسوم: العدد 1099