‏بطاقات وصل... "الأولى"

تستبد بي رغبة قوية لتوجيه التجلة والتحية إلينا في جمهورية مصر العربية… والصمت حين يعزّ الكلام ليس قلى يا إخوة العقيدة والدم والتاريخ والحضارة..

‏من ما قبل القبل والشام تميل على جنبيها في مصر أو العراق.. تلك حقائق الديمغرافيا والجيوسياسة التي يجب أن تعلم، في كبرى معاهدنا.

‏كان لنا أخ مصري، رحمه الله تعالى، في مهجرنا الرطب الطويل، فكان إذا حدثنا وحدثناه.. أقول له: بين ما تصف وأصف خمس مائة سنة ضوئية مما يحسب الحاسبون فيزوي، بالأمس قلت لأخ آخر كان يحضرنا بعد أن عاين كما كل الناس ما دار على الناس في مطامير صيدنايا، وقلت: وكان ما دار في مطامير تدمر أشد وأنكى، وأجابني ابن المنيا بفيض دموع….

‏في تاريخنا الحديث صنعنا معا، ومعا تعني معا، نصرَ حطين ونصرَ جالوت، والجمهوريةَ العربية المتحدة.. الجمهورية العربية المتحدة كانت حلما وأملا ورافعة، وليس المقام أن نسأل من أجهضها…!!

‏عشنا طفولتَنا الأولى ونحن في مدارس حلب ننشد كل صباح

‏مصر.. مصـــر.. مصر..

‏يا نساء مصر.. يارجالها

‏اهتفوا لمصر واعملوا لها.

‏وننشد

‏اســــــلَمي يا مصـــر إنني الفــــدا

‏ذي يدي إن مدت الدنيا يدا

‏أبـــدا لـــن تشــــــــــــتكيني أبـــــــــدا

‏إنني أرجــــــو مـــع اليــــــوم غـــدا

‏وننشد

‏عاشت مصر حرة والســــــــــــودان

‏دامت أرض وادي النيـــل أمــــــان

‏اعــملوا تنولوا واهتفوا و قــــــــولوا

‏السودان لمصر ومصر للسودان

أصبّح اليوم على أهلنا في السودان بكل خير، وأعيذهم بلطف اللطيف من كل سوء وضير..

‏إخوّتنا مع مصر كل مصر، ليست علاقات فتقطع، ولا معاهدات فتنقض، ولا اتفاقات، فتلغى!!

‏نحن لمصر ومصر لنا..

‏"أكدع ناس" يقولها لك المصري الشامي وهو يستقبلك بالبسمة والبهجة وحرارة الاستقبال…

‏تقلبت السياسات بالناس كثيرا وطويلا، وخلال سني عمري الذي شارف على الثمانين، تباعدت الأنظمة السياسية وتقاربت، ولكن المودة بين أبناء الشعب الواحد لم تلطمها، موجة من أمواج الخلاف والاختلاف.

‏بل أزيد من الشعر بيتا، وعليه أشهد، لقد ظل العقل السياسي للدولة المصرية، وللمفكر السياسي المصري، غير مَن..، في كل المراحل منذ نزا حافظ الأسد على السلطة يعي، أعني ظل العقل السياسي المصري يعي أن الهرم المجتمعي في سورية "ومصر بلد الأهرامات،" يقف على رأسه، ينظر في أوراقك ضابط الأمن، ويرفع رأسه إليك، ويثبت عينيه في عينيك، ويقول لك: من حلب.. كان الله معاكم، وتحمل نظراته أكثر مما تحمل كلماته…!! فحيا الله القلوب والوجوه

‏وتساءل كثيرون عن سر الخصوصية في في استقبال مصر، وأعود فأقول: كل مصر وكل من في مصر، للسوريين الذين بنوا خيارهم في اختيارهم على ما علموا وتعلموا فما خاب ظنهم. وحنا بعضي على بعضي معي…

‏رسالتان أرسلهما لبعضي..

‏بعضي الذين في الشام بأن لنا في بلاد النيل من يكفي ويغني ويعين قبل أن.. وبعد أن…

‏وأخرى لبعضي الذي في مصر في بولاق والدقي والمنيل وجامعة القاهرة وصوت العرب والاسكندرية والصعيد والمنصورة أيضا..

‏سلموا لنا جميعكم على دار ابن لقمان… فنصرنا اليوم مثل نصرنا في المنصورة بالأمس...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1107