سلتنا الوطنية.. من هنا.. ومن هنا ولا شيء من هناك
المجتمع المدني أساس الدولة المدينة…
ومن الثنائيات التي باتت أكثر انتشارا بين أبناء المجتمع السوري هي ثنائية الدولة المدنية- وما يسمونه الدولة الإسلامية..
بالمناسبة أنا من فريق يعتقد أن الدولة الإسلامية هي دولة مدنية. ومرجعي فيما أدعي فقيه بلاد الشام الشيخ مصطفى الزرقا في كتابه المدخل الفقهي العام.
الذي أريد أن أؤكده أن الدولة المدنية إنما تأسس على مجتمع مدني موحد. والمجتمع المدني الموحد يعتبر أبناء الدولة الواحدة لحمة واحدة، ويسقط بالتالي كل العنعات العصبوية...
والمجتمع المدني الموحد يسقط فكرة التشريك. وبئست الشراكة شراكة الشركاء المتشاكسين.
حقيقة أننا أبناء مجتمع واحد، وإن اختلفت رؤانا السياسة أو الفكرية هي التي يجب أن تؤسس وتسود..
رسالة مكملة..
مواطنون يهود أصولهم سورية يعودون إلى دمشق…
إضاءة تاريخية..
ووردت في صياغة الخبر أن اليهود العائدين كانوا مهجرين..
وأنا لا أدافع عن نظام حافظ الأسد، ولكننا عشنا واقعة جلاء اليهود عن سورية في 1992..
كان الخروج بناء على طلبهم، وبوساطة أمريكية قادها الرئيس الأمريكي كارتر، مع حافظ الأسد مباشرة.
تم خروجهم برغبة منهم. كان راعيهم يومها الحاخام ابراهيم حمرة، اليوم. يعودون بزيارة استطلاعية تحت رعاية الحاخام يوسف حمرة..
كانوا جزء من المجتمع السوري وما زالوا، الحقوق حقوق والعقود وفاء.
الرسالة الثانية..
القصف الصهيوني الليل المنصرم على منطقة سعسع جنوب سورية، وإصابة ثلاث دبابات للجيش الوطني السوري، سبحة الشيطان هذه لا يجوز لنا أن نسكت عنها ولا يجوز لها أن تمر..
وقد ظللت أدين مثل هذا القصف على مدى نصف قرن، وكان بعض الناس يلومونني!!
أولا- زعم العدو الصهيوني أن ما تم قصفه هو آليات تابعة لجيش النظام السابق هو أسلوب من أساليب الدجل المقيت. لم يعد لنظام بشار الأسد في سورية ذراع ولا كراع.
ثانيا- يجب أن نتوافق نحن السوريين جميعا على الاستمرار في شجب أي عدوان صهيوني على أرضنا والتنديد به دون كلل، ولا ملل..
ثالثا- على القائمين على الأمر في سورية، مع تقديرنا للظرف الوطني الذي نعيش، أن يولوا هذه العدوانات أهميتها، وأن يستعينوا على لجمها بكل الوسائل الأممية والدولية والإقليمية المتاحة. بالأمس ذكرت دورا لروسيا ولعله يكون مفيدا في هذا السياق.
الرسالة الثالثة:
إن استمرار العقوبات الدولية على قطرنا وشعبنا بات يخبرنا أنها ليست رمانة بل قلوب مليانه.
وطننا مدنف وحالنا نتيجة الانهماك الدولي في تدمير وطننا معروف..
من كان يتحدث عن إعادة الإعمار وعودة اللاجئين؛ فعليه أن يبادر..
الرسالة الرابعة..
الموقف الصيني يحتاج إلى لمسة دبلوماسية ومتابعة. أكدت الحكومة الصينية بالأمس أن الظروف في سورية ليست مهيئة لرفع العقوبات عما سمته هيئة تحرير الشام. هذا الغنج الصيني ليست في مصلحتنا، وله دلالته. وربما نحتاج إلى زيارة لوزير الخارجية، يقدم تقارير مفصلة عن ملف إعادة الإعمار، والدور المنتظر من الصين فيه، وأن يخبر وزير الخارجية الصيني أن "هيئة تحرير الشام" قد تم حلها وأن أبا محمد الجولاني أصبح اسمه أحمد الشرع مع التقدير وحفظ الألقاب..
الرسالة الخامسة والأهم..
هل اللجنة التحضيرية للمؤتمر السوري العام هي التي ستكتب مسودة المشروع الوطني الموعود..
في المؤتمرات الجماهيرية التي يحضرها الألوف أو المئات لا تناقش النصوص، وإنما يتم الموافقة عليها. النصوص تكتب وراء الستارة فتأمل…
الرسالة السادسة:
المعتقلون السوريون في لبنان على الخلفية السياسية يستحقون نظرة من أصحاب الحضرة..
الرسالة السابعة:
المشهد الوطني السوري يحتاج إلى فريق خبرة حقوقي قانوني بمستوى محامي دولة. لإعادة بناء السلطة القضائية المدمرة في سورية. ومعالجة الأوضاع القانونية لملايين المواطنين الذين لحقت بهم الظُلامات.
البنية العدلية والقانونية للدولة الجديدة يجب أن تبنى على أسس راسخة. كان هذا منتظرا منذ الأسبوع الأول، وما زال منتظرا في الأسبوع العاشر..
الثامنة والأخيرة..
أعجبتني مبادرة أهل حوران ودائما أهل حوران سباقون!!، أعجبتني مبادرتهم لإعادة بناء المستشفى الوطني في درعا لخدمة أبناء المنطقة!!
وبوسعنا في هذا المجال أن نسبق فنعلن: حوران قدوة..
اعتزازك بمدينتك أو ببلدتك لا يعني أن تقوم بزيارتها للتلذذ بتناول طبقك المفضل فيها..
ولا لتسمع إن كنت حلبيا وصلة من القدود
وطننا مدنف..
ومؤسسات التعليم والصحة والتدريب تحتاج إلى الأيدي الحانية..
من حق أن يسبق أصحاب الدثور إلى الأجور.
سؤالي أختم به:
كيف ستبسط موائد الإفطار للصائمين في رمضان..
وتذكروا ما كل الجائعين يمكن أن يتحلقوا حول مائدة خيرية تنصب تحت فسطاط.
رحم الله لبيد بن ربيعة العامري إذ نذر في جاهليته أن يطعم ما هبت الصبا.. وحين ضاقت به الحال عصر الإسلام أمده عمر بن الخطاب من بيت المال…
أيها السوريون اتقوا الله أن يبيت بين ظهرانيكم جائعة أو جائع..
سُئل فقيه: امرأة زنت لتأكل وتطعم أطفالها، فهل عليها من حد؟؟
أجاب: الحد على الأغنياء من أهل محلتها!!
وسوم: العدد 1116