منصات طغاة للبيع: الأمم المتحدة و«البيت الأبيض»… ونرجوكم تذكروا «الجامعة العربية»
«تحولت إلى منصة للطغاة»! هذا ما قاله لمحطة «فوكس نيوز» السيناتور الأمريكي مايك لي، وهو يشرح «الأسباب الموجبة» للدفع بقانون «الانسحاب من الأمم المتحدة»!
نعم صحيح، نؤكد على فهم السيناتور، ونضيف «حقا تحولت الأمم المتحدة لمنصة مستقرة للطغاة الأمريكيين».
يفعل الرئيس دونالد ترامب بنا وبالشعوب المقهورة خيرا فعلا إذا أوقف «الهدر المالي» في الإنفاق على منظمات لم يعد لها أي سعر بهدف توفير أموال الضرائب.
لا توجد خدمة يمكن للأمريكي أن يقدمها للبشرية أكبر من «غياب طغاته المؤكد» عن المسارح، التي اخترعها باسم حقوق الأمم والشعوب، حيث لا توجد بعد الآن أي قيمة لا للأمم المتحدة ولا للمنابر التي أعاقت الولايات المتحدة لعقود عملها وجهدها لصالح تحالفات مع الوحش الإسرائيلي المجرم وطغاة العالم الثالث.
للتذكير، كل الوحوش والطغاة في العالم الحديث صنعتهم الماكينة الأمريكية أصلا، والأفضل دوما تحويل مقر الأمم المتحدة في نيويورك إلى سلسلة مطاعم صغيرة لوجبات «كويك ميل» وإن كنا سنفتقد وقفة الزميلة وجد وقفي مراسلة «الجزيرة» النشطة في الموقع ونشفق على الزملاء المراسلين، لأن الاستثمار في بيع البيت الأبيض قد يعني صعوبة بالغة في توفير موقع ملائم للتصوير.
بيع البيت الأبيض
أتصور أيضا بأن السيناتور لي يمكنه ترديد أغنية «كمل جميلك» وهو يبيع أو يؤجر أيضا مقرات البيت الأبيض فهي تنفق الكثير من الضرائب.
وتستقبل أعتى طغاة الحياة، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، وما دام السماسرة هم الحاكمون الآن في واشنطن يمكن التفاوض مع رجل الأعمال الفلسطيني، الذي قدم عرضا جديا لشراء «العقار الأبيض» وتحويله إلى «مول مطاعم» ما دام ترامب يسعى لـ»أخذ ثم بيع بدون شراء قطاع غزة» بالمال العربي وبحراسة «جيش الرب».
نتمنى على الأخوة الزعماء العرب الاستفادة من خبرة الملياردير ألون ماسك، ما غيره، في «النزاهة والإصلاح الإداري» بإغلاق بقالة اسمها «الجامعة العربية»، حيث مؤسسة لا مبرر لنفقاتها، ولم تعد تساوي ثمن الحبر والورق في مكاتبها وتحويلها إلى مطعم متخصص في الفول والطعمية يضمن المزيد من الدخل السياسي للأخوة في مصر مع ضمانتي بأن لا يندم أي مواطن عربي أو يشعر بأي سوء.
الأمريكيون هم من حولوا «الأمم المتحدة» إلى «حديقة طغاة».
والجامعة العربية تحولت إلى منصة لعرض الخيبة تتحكم بها ثنائية الاستبداد والفساد. شخصيا أتوقع أن العالم سيكون أحلى بدون الأمم المتحدة ومقر الجامعة العربية، والبيت الأبيض، ويمكن بناء فنادق سياحية أو مطاعم فلافل في المقرات أكثر فائدة.
إلغاء جهنم
الاستثمار في «الفول والفلافل» منتج أكثر أيضا، لأن قناة «العربية» أعادت تلميع إطلالة عالم شرع كبير، مثل الدكتور علي جمعة، المفتي السابق لجمهورية مصر في اجتهاداته المثيرة.
ليس صحيحا أن ألون ماسك فقط لديه قدرات على القياس والمقارنة.
تذكرت وأنا أقرأ وأعيد المشاهدة مقولة قديمة لعادل أمام: «مين علي جمعة ده؟». طبعا يقصد الفنان شخصا مختلفا.
مقاربة الفتوى، التي أثارت جدلا في أوساط علماء الأمة «عقارية» أيضا، حيث إن ألله عز وجل، قد يلغي «جهنم»، وقد يدخل إلى الجنة نحو 5 مليارات شخص.
أفضل كمتابع للعربية حصرا أن «يتشلوط» في نار جهنم ذاك السفير العربي، الذي يقترح أن «خطة ترامب في تهجير الشعب الفلسطيني هي الحل الوحيد المنطقي».
هنا أيضا تذكرت سعيد صالح وسهير البابلي «تعرف إيه عن المنطق ياد؟».
لست مؤهلا طبعا لمناقشة أصغر عضو في رابطة علماء الإسلام فكلهم أفاضل. لكن «أمة الفلافل» سبق أن عانت لعقود من «شيوخ المولينكس»، كما يصفهم صديقنا القديم الشيخ محمد الحديد.
سألت أحدهم يوما: «سيدنا الشيخ… لماذا لا تتحدثون في شؤون الأمة السياسية مع الناس».
الجواب مهم فقد قال لي: «الحكي في السياسة تياسة وتجاهلها كياسة».
قبلة على رأس القسام
أخطأ الكونترول في فضائية «كان» العبرية، وهو يجلس على طريقة سهرات «وناسة» العربية مع قطيع محللين أثناء بث تسليم بعض الأسرى نقلا عن «الجزيرة».
المذيعة كانت منفعلة وهي تشرح ما يجري، فجأة صمتت الفتاة بعدما اصطادت الكاميرا الأسير الإسرائيلي وهو يقبل رأس أحد رجال القسام.
لاحقا تحول الصمت إلى «تأوهات» من المذيعة عندما قرر الأسير طبع قبلة ثانية على جبين المقاتل الأبعد من رجال القسام.
صاحت إحدى المعلقات: «يا للهول.. إنهم يجبرونه على فعل ذلك»، ثم على نحو مباغت ومن لا مكان قالت المذيعة وكأنها تهرب من الصدمة «انظروا كم هو نحيل؟».
تماما، كما يحصل مع العنب عندما يخفق أحدهم في الحصول عليه فيصفه بـ»الحصرم»!
لعل الأسير بسبب انخفاض وزنه الجسدي قرر الصعود قليلا إلى جبين أقرب جندي قسامي قريب منه، ثم زرع القبلة، الأمر الذي لا يعجب طبعا لا نتنياهو ولا محطة كان العبرية، التي أدركت المشكلة عندما كانت إحدى الكاميرات تنقل أرصفة إسرائيلية تصفق بحماس لما فعله الأسير.
وسوم: العدد 1117