كُتاب عرب يعبدون البقرة بالوراثة

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

يأبى كثير من الكتاب العرب " إلا من رحم ربي وقليل ما هم " إلا أن يستمروا في غيبوبتهم شقاقا ونفاقا ، يبيعون ضمائرهم  من غير أن يقفوا مع أنفسهم وقفة حق أمام محكمة الضمير البشري ، برمجتهم المصالح الضيقة والأنانية المفرطة ، كبرمجة الآلة الحاسبة التي لا تفكير ولا فعل لها ، إلا من خلال الهيمنة عليها وإرادة الغير ، وقد غيبوا عقولهم بالكامل ، ولم يفكروا ، بل لم يتأثروا ولو للحظة واحدة ، وهم ينظرون إلى تلك الدماء والأشلاء ، والحرق والتجريف والتدمير، والاعتقالات والإهانات التي تجري في مصر ، وكأنهم يشاهدون فيلما سينمائيا ، ماتت ضمائرهم وهم يرون مشاهد قتل النساء والأطفال والشيوخ والأبرياء ، سيطرة عليهم غيبوبة العقل ، فلا تفكير ولا إنصاف ، وغيبوبة الروح فلا حياة ولا ضمير ولا شعور ، وغيبوبة القلب وكأن القتل في مصر هو بحق قطيع من أضاحي عيد الأضحى ،  وجهلوا معاني شرف الخصومة ، وشمتوا وطاروا فرحا ، أعرفهم جيدا ولي معهم صولات وجولات من النقاش ، واتهموني بأني إخواني تارة ، وتارة أخرى ردوا على كتاباتي بالشتم ؛ ليثبتوا من جديد عقم تفكيرهم لكل من عارضهم ، بدلا من مقارعة البرهان بالبرهان والحقيقة بالحقيقة ، وعندما كنت أضعهم في زاوية ضيقة من النقاش ، ثاروا وزمجروا ، وتوعدوا وهددوا ، وأظهروا مخالبهم وأنيابهم التي طالما كانوا يغطونها بوجوههم الكالحة ، التي كانت تبدي للسطحيين أنها وجوه جميلة ، وهي تخفي من ورائها كل معاني الحقد والعدوانية ، يقولون : لا بد من اجتثاث الإخوان المسلمين ، ولا بد من قتلهم ، ولا بد من تعليقهم على أعواد المشانق ؛ لأنهم عملاء أمريكا ورجال المرحلة الجديدة من أجل ترتيب أوراق المنطقة لصالح أمريكا وإسرائيل " وفق قولهم " ، وعندما سقط الإخوان من الحكم قلت لهم : أين ما كنتم تدعون إفكاً وظلما !؟ " قاتلهم الله " .

كانوا يجيدون بمهارة كيل الاتهامات ، ويمتازون بدهاء الماكرين بلغة الشتم والتخوين ، وكأنهم وأتباعهم هم الذين حموا البلاد والعباد ، وأعادوا مجد الأمة من جديد ، وحققوا أهداف شعبنا الفلسطيني ، لم ألمس منهم وعيا ، ولم أجد لديهم دينا ولا ضميرا ولا أخلاقا ، فهم كالنبات الأخضر طعمه مر وشكله جميل ، يجيد تسلق الجدران بمهارة ، وتعيش بداخله الحشرات ، ويتشدقون بالوطنية ويدّعون الانفتاح والحداثة والوعي والتطور ، وهم ذئاب بأشكال بشرية ، فو الله لم أظلمهم بهذه النعوت ، بل هذه هي صفاتهم الحقيقية ، صفات يعرفها كل من تعامل معهم من المخلصين الذين يرفضون بيع ضمائرهم وإلغاء تفكيرهم وذواتهم ، تراهم يجيدون فلسفة التنظير الملوَّن ، ويتفنَّنون في التعليل والتحليل ، هم أرباب الكذب وتزييف الحقائق ، وهم آلهة الفشل والدماء ،   وهم عبيد السُّكارى المخمورين من رجال الملاهي الليلية واللصوص والعملاء ، وهم الذين يرقصون أمام القادة ، يتفننون بكل أشكال النفاق والكذب ؛ من أجل مصالحهم ، هم الطابور الخامس ، هم المتسترون والمنافقون ، هم أشد على شعبنا من الاحتلال ، وما تباكيهم على الوطن إلا لأنهم فقدوا امتيازاتهم ، وصاروا كمَّا مهملا ، لذلك فهم في كمد وحسرة ولَّدت فيهم الحقد على كل شيء ، فلم يعد يرون إلا القبيح المعشش في عقولهم  والمُعبر عن قبح قلوبهم السوداء ، فلا تعنيهم وطنية ولا وطنا ولا شعبا ولا هوية ، هم مع فتح فتحاويون ومع حماس حمساويون ، ومع اليهود يهود ...

كنت ألتقي بالكثير منهم من خلال الندوات والمنتديات والزيارات ، وطالما سألتهم السؤال الآتي " ما القيمة التي يجنيها شعبنا من خلال هذه اللقاءات وانتم تدَّعون أنكم نُخب الشعب ، وما الهدف والغاية منها ؟ " وتيقنت أن القيمة والهدف والغاية ليست أكثر من نسج مزيدا من العلاقات ، وأن يشهد الحاضرون بأن فلان مفكر وكاتب ومحلل ، وأنهم يريدون الاستمتاع بالوقت فقط ، وأن رغبة حب الظهور متأصلة في ذواتهم ، ينفخون بطونهم ، ويهزون أردافهم وأكتافهم ، ويكونون سعداء سعادة لا نظير لها عند الإطراء عليهم ، والويل لمن ينتقدهم ، بل كل منهم يطعن بظهر زميله في غيابه ، ويتهمه بأبشع وأحط النعوت ، وعندما يلتقي به يكيل له المدح والثناء ...

هؤلاء الكُتّاب " إلا من رحم ربي وقليل ما هم " يميلون حيث مالت بهم الأيام ، دينهم وديدنهم المزاح والضحك والسخرية وحديث الجنس ، فتسمع ضحكاتهم من بعد عشرات الأمتار ، يعشقون النساء كما يعشق نبات عباد الشمس نور الشمس ...

طلبت منهم كثيرا أن يكونوا منصفين ، وأن يُحكِّموا عقولهم ، وألا يكن أحدهم كالإمعة ، وأن يبتعدوا عن التعصب الذي تنفيه الحقائق ، ولكن إجاباتهم كانت دائما " عنزة ولو طارت " ، يعبدون تنظيماتهم وقادتهم من دون الله ، شممت منهم روائح الحقد الأعمى ، والتجرد من القيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية ... هذه هي أخلاق العبيد الذين لا ينتصرون ، ولا يتذوقون ولا يستوعبون معنى الحرية مطلقا ، يصفقون للسيسي على مذابحه وقتله للأبرياء ،

فماذا سنقول عن الأحذية أكثر من أنها أحذية ! ...

وأود التأكيد هنا على أنني لست إخوانياً ولكنهم إخواني ، ولست من التيار الإسلامي ، بل من التيار الوطني ، مستقل بكل ما يعني مفهوم الاستقلالية السياسية ، ومن أنصار الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ومن نشطاء المجتمع المدني ، ولا يعني أنني مستقل ألا أدافع عن قضية المظلومين ، أو أن أقف على الحياد ، كما يرى أشباه المثقفين والمراهقين السياسيين ، فالمستقل غير محايد ، وليس تحت عباءة أحد ، بل هو ينحاز للحق المدني ، ويدفع ثمن ذلك ولا ظهير له إن صدق ، ولا يرضى عنه أحد أبدا ، ولا يستجدي رضى أحد ؛ لأنه ينتقد كل شيء من أجل المصلحة العامة ، بأسلوب علمي ، يدعمه الدليل والحدث ، والحقيقة والرقم ، غير منتفع من أحد أبدا ، ولا يطمح لشيء مطلقا إلا لقول الحقيقة ، والدفاع عن الحق المدني العام على جميع أصعدته... فقلم المستقل لا ينتصر للظالم ، ويصدع من أجل إنصاف المقهورين والمعذبين في الأرض ، هكذا كنت وسأظل بإذن الله تعالى ، واقفا إلى جانب المضطهدين ، ولا تشرفني صداقة كاتب يجعل من قلمه معول هدم لا أداة بناء ، من أولئك الممسوخين والمهزومين الذين يؤيدون الانقلاب الدموي الفاشي ، علما بأنني انتقدت الإخوان أثناء حكمهم ، وعارضت بعضا من سياستهم وهذا أمر حيوي ، والآن أقف بجانب الحقيقة ، بجانب الدماء ، بجانب الحق المستباح ، أقف مع تلك الظاهرة الإنسانية النبيلة ، في التعبير السلمي ، ظاهرة أبهرت العالم في وقفتها وقوتها وتماسكها ، يشهد كل من اقترب منهم أنهم من أرقى وأشرف ظاهرة بشرية في العصر الحديث ، افترشوا الأرض مع أطفالهم حوالي شهرين في الميادين ، متحدِّين الجوع والعطش ، ودرجة حرارة الشمس ، ومتحدين الحرب النفسية القذرة ، صمدوا وثبتوا رغبة في تحقيق أهدافهم النبيلة السامية ، يؤدون صلواتهم ، ويغضون أبصارهم ، ويتراحمون فيما بينهم ، ويكفُّون الأذى ، ويحترم كل منهم الآخر ، يتعاطفون ويتوادّون ؛ رغبة في الآخرة ؛ ومن أجل كرامة شعبهم ، بينما ميادين أنصار الانقلاب هي ميادين التحرش الجنسي ، وتعاطي المخدرات ، وشرب الخمور ، والرقص والطبول  ...

إنها كلمة الحق التي لا بد منها ، فالذي لا يؤيد الإخوان ليس بالضرورة أن يؤيد السيسي ، والكل يعلم أن الإخوان أخطأوا ، ولكن بالمقابل أنجزوا انجازا يُحسب لهم ، خاصة وانه إنجاز في مدة وجيزة ، رغم عمليات إجهاضهم ومحاولات إفشالهم ، من بعد أن ورثوا إرثا ثقيلا على جميع الأصعدة ؛ بسبب ممارسات الحكم السابق ، وتلك الأخطاء التي وقع بها الإخوان سرعان ما أن تتلاشى في بحر التضحيات والجهود المضنية التي بذلوها خدمة لبلدهم وأمتهم ، ولا يمكن مقارنة أخطائهم بتلك الجرائم البشعة التي ارتكبها الانقلابيون ، والتي أعطت العالم مزيدا من قبح وجوههم ، عندما ينقلبون على رئيس شرعي تم انتخابه ديمقراطيا ، وعندما يتنكرون لخمسة استحقاقات ديمقراطية ، بل ينبغي إعطاء الإخوان فرصتهم القانونية في إدارة الدولة ، فإما أن يعيد الشعب انتخابهم ، وإما أن يسقطهم ، كما يحدث في الدول المتقدمة عند تداول السلطة ، فذلك خير من شلالات الدماء ، ولكنها المؤامرة التي باتت واضحة المعالم والأركان ...

أولئك الكُتَّاب " إلا من رحم ربي وقليل ما هم " يتهمون الإسلاميين بالظلامية ، والجمود ، والجهل ، والتخلف ، والتحجر ، والانغلاق ، وأنهم فقط هم النورانيون والمثقفون ، والحداثيون والتقدميون والمنفتحون ، ويبدو أن نورانيتهم ما هي إلا بارات الخمر ، وملاهي الليل ، وبيوت الدعارة ، وتجارة المخدرات ، وثقافتهم ثقافة إقصاء الآخر ، وثقافة الإباحية ، وتشجيع الزنا والسحاق واللواط ، وحداثيتهم الاعتراف بإسرائيل تحت مسمى الأمر الواقع والموضوعية ، واعتبارها جارة وصديقة ، ولا مانع لديهم من أن تنسج إسرائيل الجارة الصديقة شبكة من الخونة الذين يمدونها بالمعلومات أولا بأول ، فهم القومجيون ، والعربنجيون ، والعونطجيون ، والدوونجيون ، والعاهرون ، والمارقون ، والساقطون ، جميعهم من المطبلين والمصفقين ، والراقصين على خشبات كل المسارح ، الذين حصدت بسببهم الجماهير الويل ، والمرارة ، والحرمان ، والألم ، فهم أعجز من أن يحققوا لشعوبهم العزة والكرامة والمجد ولو ليوم واحد فقط ، بل سرقوا أموال شعبهم ، ونهبوا مقدرات وطنهم ، ولا نسمع منهم إلا جعجعة التنظير الأجوف ، ونعيق الشعارات الكاذبة ، ونهيق العبارات الرنانة كرنين النحاس الصدئ ، باسم الحداثة والتنوير، والتقدمية ، والحرية  ، والعلمانية ، واتهامهم للإسلاميين بكل تلك النعوت ما هو إلا ظلما وعدوانا ، خوفا على رقابهم ، وحفاظا على امتيازاتهم وسرقاتهم ، وخشية أن يقادوا إلى أعواد المشانق ، ويطلقون على الإسلاميين لفظ خراف أو خرفان ؛ ليجسدوا حقيقة حقدهم ، ومكنون مكرهم ، بل فاشيتهم ووحشيتهم وخِسَّتهم ، وقد شاهدنا ذلك جليا من خلال عمليات القتل والتنكيل ، ضد أولئك الأحرار الذين يصفونهم بالخراف – قطع الله ألسنتهم - ، وسيأتي يوم قريب بإذن الله ، يعلمون فيه أنهم النعاج ، وأن الأحرار هم الأسود الذين لم بفرطوا ، ولم يتنازلوا ، ولم يتهاونوا ، ولم يهادنوا ، ولم يبيعوا ، كما فعل أولئك النعاج ولا يزالون ... هم الذين يرفعون لواءالقومية العربية ، ولا يقتلون إلا شعبهم العربي ، بغباء سياسي منقطع النظير، ليشكلوا بأيديهم مزيدا من الانتحار الوطني ، والخيانة العظمى .. فكيف يستقيم فكرهم القومي والوطني والتحرري والإنساني واللبرالي و.... الخ من كل تلك الخزعبلات والأكاذيب ، التي حملها وتحدث بها من قبلهم كل الساقطين ، مع تلك الدماء التي تسيل على أيديهم !؟.

وهم يدركون أنهم عاجزون وفاشلون ولصوص ، يمتهنون الكذب والتضليل ، ويجيدون الترقيع والتجويع ، تساندهم قوى البطش والظلم والعدوان ، التي لا يهمها إلا مصالحها ، ويسيرون في الفلك الصهيو أمريكي ، لا يستطيعون أن يزيغوا عنه قيد أنملة ، ليس ذلك كلاما مرسلا ، فلمصلحة مَن يؤيد الكُتاب ذلك ؟ ولمصلحة من يفرحون ويرقصون على الدماء والأشلاء ؟ ، ونسي هؤلاء العُمي أن مصر تعيش اليوم مفترقا هو الأخطر في التاريخ المعاصر ، وربما هو أسوأ من مفترق هزيمة حرب 1967 ، ليس فقط على صعيد الوضع السياسي فحسب ، بل على صعيد الأوضاع الإنسانية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والأمنية ، والدينية ، فقد بات المخطط واضحا من خلال آليات التنفيذ والوقائع على الأرض ، ومن خلال تصريحات قادة الانقلاب أنفسهم ، والتي تنسجم تماما مع تصريحات قادة الاحتلال الإسرائيلي العسكريين والسياسيين ، والإعلاميين والأكاديميين والدينيين .

أيها الكُتّاب المأجورين والمنتفعين ، ماذا فعل بكم الشعب المصري لكي تشمتوا به ، بينما كنتم بُكم عمي صُم في عهد مبارك بكل مساوئه وعذاباته ، قطعا لأنكم لصوص مثلهم .

ونسيتم أن إرادة الشعب المصري ستقهر الرصاص ، وستواجه الجلاد والدبابات بسلميتهم ، وبصدورهم العارية بإذن الله ، حتى يتم قهر الانقلابيين ، وعودة الشرعية المغتصبة إلى أصحابها ، ولن تذهب دماء الشهداء هدرا ، ولم يعرف التاريخ المعاصر أشد بشاعة ووحشية وتنكيلا على أيدي رجال كامب ديفد وتلاميذ السادات ومبارك وعمر سليمان ، وأصدقاء بن آل عيزر وشارون ، من سماسرة موت العبارات ، والأبنية المنهارة ، وحوادث القطارات ، ومروجي العملة المزورة ، ومرض الإيدز ، وشبكات التجسس لصالح إسرائيل ، وبيع المبيدات المسرطنة ، والبيض الفاسد ، وبائعي ثروات الوطن من العملاء الخائنين الجواسيس والمخبرين ، أولئك الذين حرقوا جثث الشهداء ثم تبولوا عليها وفق كثير من الشهادات ، ومارسوا ضد الأبرياء العزل ممارسات تفوق أبشع كوابيس الخيال الإنساني ، وأكثر فظاعة من جرائم الصهاينة ضد شعبنا الفلسطيني ، في دير ياسين وقبية ، وجنين وصبرا وشتيلا .

يا معشر الكُتَّاب من أولئك الأبواق المبرمجة آلياً ، يا رجال الشامبانيا وشارع الفاكهاني وشاليهات الليل على بحر غزة ، لقد ذهب عصر ظلام الأوكار التي كانت تتقاسم المال والسلطة ، ليتم تقسيم الوطن على مائدة الخمر، على أيدي  حثالة من اللصوص وشُذَّاذ الآفاق ، وعملاء أمريكا وإسرائيل ، من تجار الوطن والأراضي ، الذين يعتبرون أنفسهم نخبا وطلائع الشعب ، ذرفتم جميعا الدموع ، لا من أجل الفقراء الذين ينامون على أسطح الأبنية وفي المقابر ، ولا من أجل أطفال الشوارع والأسر المشردة ، ولا من أجل مناصرة طبقة المستضعفين أمام بطش الظلم ، ولا من أجل ارتهان مقدرات الوطن وأراضيه لصالح أمريكا ودولة بني صهيون ، ولا من أجل انتهاك السيادة الوطنية والكرامة العربية ،  بل من أجل الدولارات والامتيازات ، والعرى والبكيني ، وسيجارة الحشيش ، ومن أجل خلوات الشقق ، تثورون كما يثور الثور كلما رأى اللون الأحمر ، يساندكم معشر الكًتّاب والمفكرين " إلا من رحم ربي "  مشايخ العسكر والسلطان ، الذين أغراهم وأغراكم ذهب المعز الذي يمنح ويمنع ، ألا لعن الله فتنة السلطة والسلطان . أولئك الذين يسكرون بنخب الدم ، بكؤوس جماجم الذين أفتوا بقتلهم حرقا وخنقا وتعذيبا ، دعاؤهم مثل دعاء أبي لهب الذي قال فيه : اللهم انصر من هو على الحق ، وثقافتهم ثقافة حورس الذي ينقذ مصر بعد ضياع اوزوريس ، يسبحون للات والعُزَّى ، ويطيعون أمر كل كذاب مريد وجبار عنيد ، فهم كالحمر الوحشية التي تحمل على ظهورها أسفارا ، لا يعرفون طعم الحرية ، ويعشقون العبودية ، حتى لو حُرق الوطن ، وحتى لو تعرض لاحتلال صهيوني غير مباشر، كما يجري حاليا بشكل واضح على أرض الكنانة لكل ذي لُب وبصيرة .. لن تنفعكم عبادة البقرة المقدسة التي عبدتموها بالوراثة ، ولن تتعلموا منها إلا الغباء الذي رضعتموه من ثديها ، مهما بلغت بكم الرتب والمراتب والرواتب .

أتوقع أن يرجمني السفهاء من القوم ، فهم لا يفاجئوني بذلك ، لأنهم هم هكذا ، هبوط في الوعي ، وفقر في الثقافة ، وجمود في التفكير ، وعقم في الوطنية ... ارجموني بما شئتم أيها الحمقى ... فأنا أكتب ما أشاء لا كما يُشاء لي .