ليلة العيد
محمد عميرة – القدس
ثمة أعياد عبرت وتركت بصمات جمالها في نفوسنا أيام الطفولة رغم المآسي ، تذكرت تلك الأعياد في ليلة العيد هذه ، حيث سافرنا إلى عكا عصر يوم الأحد 13/10/2013 يوم التروية .
بدا لنا هذا العيد شاحبا ومريرا وخاصة على شقيقي وأبنائه وأسرتنا وأقربائنا .
كانت السيارة التي تحملنا عبر شارع (ستة) تطوي الأرض طيا نحو الشّمال ، لكن عواطفنا كانت أسرع منها في التلهف والتوقع بسماع خبر جميل يكشف عن نفوسنا السحابة السوداء التي أظلتنا شهورا عديدة مبتهلين إلى الله بالدعاء لشفاء زوجة شقيقي وعودتها سالمة إلى بيتها لتلتمّ حولها أسرتها .
بعد ساعتين من السفر وصلنا إلى مشفى نهاريا وكان في باحة الإنتظار أهلها وأحباؤها كلهم محزون النفس دامع العين باكي القلب ينتظرون بفارغ الصبر وعلى أحرّ من الجمر بصيصاً من أمل بالشفاء .
استنفدنا كل الوسائل والسبل في العلاج ؛ وخاصة الدعاء إلى الله والذي لم يبقَ إلا هو،ونسأل الله تعالى ألا يخيب أملنا ورجاءنا وأن يستجيب لنا .
بتنا ليلة في قرية المزرعة – وهي القرية العربية الوحيدة على الساحل الشمالي – وعدنا ظهر الإثنين للإطمئنان على زوجة شقيقنا وأخبرنا الطبيب بأنها ستبدأ بالتحسن بعد أسبوعين أو ثلاثة .
لكننا نتوجه إلى الله الذي أنزل الداء وأنزل معه الدواء في هذه الأيام المباركة أن يُنزّل عليها بألطافه الخفية أسباب االشفاء وهو أرحم بنا من أنفسنا .
عدنا على هذا الأمل تاركين قلوبنا خلفنا مع أخينا وعائلته وأنسبائه .
عدنا من نفس الطريق ولفت ناظري على يمين الطريق عبارة (الرفق بالحيوان) على بعض الأحراش الطبيعية فشعرت بالغيرة لما يصيبُ المسلمين اليوم من قتل وحرق وحبس وتهجير وظلم ومآسي ، فللناس حقوق وللحيوانات حقوق في الأديان السماوية ، لكن ليس للمسلمين في هذا الزمان حقوق ربما لكونهم ليسوا من أهل الأرض أو غرباء .
إن عيدنا الكبير لن يكون إلا بعودة الحقوق إلينا تحت راية دولة العدالة والحرية وبعد قبر دول الظلم في بحر الفناء .