كان زمناً جميلاً... رغم الأخطاء
كان زمناً جميلاً... رغم الأخطاء
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
الرئيس شكري القوتلي.
حدثني قريبٌ لي مازال مقيماً في دمشق القصه التاليه
قال قريبي: في عام ١٩٥٧ كنا مقيمين في حي المزرعه في دمشق, وكان بيت الرئيس شكري القوتلي رحمه الله يبعد عن بيتنا حوالي ١٠٠ م.تقريباً كنا يومها تلاميذ في الإعداديه.. وكعادة الأولاد في أثناء الإجازة الصيفيه نجتمع مع اولاد الحاره بعد العصر حيث تكسر الشمس من حرارتها فنشكل فريقي كرة قدم في الشارع حيث كانت اعداد السيارات قليله فلا تنغص علينا متعتنا ثم نبدأ باللعب وأصواتنا تملأ الشارع ضجيجاً وتصل إلى كل منزل, بما فيها منزل الرئيس شكري القوتلي..كان حرس الرئيس مجنداً واحداً ببندقيه تشيكيه نصف آليه مخزنها يتسع لسبع طلقات فقط ,وما ان نبدأ بالضجيج حتى يصرخ فينا : ولاك ياولاد.. إستحوا على وجكّون الرئيس نايم وحاجه صراخ وعياط روحوا إلعبوا بعيد شوي ...وكان احياناً يرمينا بالحصى كي يبعدنا عن بيت الرئيس...وفي إحدى المرات صادفنا الرئيس شكري القوتلي وهو ينزل من سيارته ويهم بالدخول لمنزله ..فإقترب منا مبتسماً وقال إنتو الشياطين إللي ما عبتخلوني انام..ما بكفيني اعضاء المجلس النيابي وجايين إنتو كمان تكملوا علي . كان يخاطبنا مازحاً ومبتسماَ كأننا اولاده ...ثم يربت على اكتافنا ويدخل منزله..ومن يومها خجلنا على وجهنا ونقلنا ملعبنا الى شارع جانبي بعيداً عن بيت السيد الرئيس.
اعزائي القراء
هذه القصه ليست من عهد سيدنا عمر بن خطاب رضي الله عنه .إنها من زمن عايشناه إنه زمن الحريات الذي مازلت اتذكره ,ذلك الزمن الجميل هو الذي علمنا الجرأه بالحق مع كل من علا شأنه..لأنه الزمن الذي كان فيه الرئيس منتخباً من الشعب السوري. اليوم ومنذ اكثر من ٤٠ سنه تسلط على رقابنا اشباه الرجال. تخجل من سلوكهم الحيوانات المفترسه... ليسوا منا ولسنا منهم.. فقصورهم محميه ضمن دائره قطرها ٣ كم .محصنه بكل صنوف الأسلحه وعصابات منتشرة حولها ومختاره ...شي عصابات إيرانيه ...وشي عصابات عراقيه...وشي عصابات لبنانيه وشي إسمو فرقه رابعه وحرس جمهوري...اعزائي هذه إسمها تحصينات الخوف فالذي يضع كل هذه العصابات حوله يعلم تماما انه لايمت الى هذا الشعب العظيم بصله...ورغم كل ذلك سيدركه الشعب ولوكان في بروج محصنه بإذن الله ...وليرحمك الله ويحسن إليك وجعل الجنه مثواك ياسيادة الرئيس شكري القوتلي.
