لماذا يحارب الانقلابيون الإسلام ؟

لماذا يحارب الانقلابيون الإسلام ؟

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

فوجئ محمد التاجي رئيس نيابة قنا الكلية بمتهميْن من بين العشرة المقبوض عليهم من جماعة الإخوان في الغردقة يهتفان: لسنا من الجماعة.. إننا مسيحيان . جاءت أقوال الرجلين أثناء تجديد حبسهما، وقررا أن أحدهما يعمل في بازار والآخر في ورشة للكاوتش، وأضافا أن قوات الشرطة ألقت القبض عليهما ضمن المتهمين بإثارة الشغب في الغردقة، ولم يستمع أحد لكونهما مسيحيين، وبعرضهما علي نيابة قسم ثاني الغردقة قررت حبسهما، أشرف علي التحقيقات المستشار محمد مقابل المحامي العام لنيابات قنا.. !

هذا نموذج من نماذج السعار الذي يحرك الانقلابيين في حربهم الآثمة ضد الإسلام والمسلمين بمصر لدرجة اعتقال غير المسلمين بغضا في الإسلام ، حيث يستعيدون ما كان يفعله زبانية جمال عبد الناصر في الخمسينيات والستينيات ضد الإسلام والشعب المسلم بتفاصيله الإجرامية مع اختلاف بعض الصور والألوان ، ونسي الانقلابيون طبعة 2013 أن النموذج الإرهابي الناصري انتهي بهزيمة فاجعة غير مسبوقة في التاريخ ، مازالت آثارها قائمة حتى اليوم ، ويدفع ثمنها العرب من الخليج إلى المحيط ، ولا ندري إلام سينتهي النموذج الإرهابي الراهن ؟ هل ستكون هزيمة عسكرية أخرى تنقل العدو من حدود سيناء إلى قلب القاهرة المحروسة ؟ أو تدفعهم للوصول إلى حدود السودان والسيطرة على السد العالي ؟ كل شيء ممكن وجائز !

يرى جمال حمدان أن المؤسسة العسكرية الحاكمة لمصر لاتمارس الحل العسكري مع الأعداء الخارجيين عادة ، ولكنها تستخدمه دائما مع الشعب المصري ، فهي تراه شعبا تابعا (لا يريد أن يقول خانعا مستعبدا ذليلا ) ، يفضل التبعية التي تمنحه فضلة الأمان كما يتوهم ، واقع الحال يشير إلى تأكيد ذلك . فبينما كانت المؤسسة العسكرية من خلال أبرز رموزها في الستينات صلاح نصر وشمس بدران وحمزة البسيوني وصفوت الروبي تقود أبشع عملية تعذيب في السجن الحربي لرموز مصر وعلمائها ، وكان شمس بدران يقوم بتغطيس العالم الجليل الشيخ محمد الأودن - رحمه الله - في في قاع المجاري بالسجن ويهدده بأن الله رب العالمين جل جلاله لو نزل إليه لوضعه حيث يضع الأودن ؛ كان اليهود الغزاة يستعدون لحرب مدروسة جيدا حققت لهم مالم يحلموا بتحقيقه في نحو ساعة ونصف ساعة ، فقد دمروا سلاح الطيران المصري وتدفقوا لاحتلال قطاع غزة وسيناء ، وبعدها التفتوا لاجتياح الضفة والقدس وغور الأردن والجولان وبعض المزارع اللبنانية ، ورأى اليهود الغزاة حجم كيانهم الغاصب ينتفخ ليكبر سبع مرات في ستة أيام . لم تحاسب المؤسسة العسكرية المصرية بما تستحق وإن كان الشعب التابع وفق تعبير جمال  حمدان اكتفى بالنكت والضحك عليها بينما المهجرون من مدن القناة كانوا يمثلون دليلا حيا على العار الذي لحق بمصر وتاريخها . والغريب ان معركة العبور التي كانت أساسا رائعا لمواصلة الحل العملي مع العدو تحولت إلى حل سياسي خلف كثيرا من الأوجاع والآلام مازلنا نعيشها حتى الآن . وللأسف فإن من قاموا بالانقلاب الراهن ويضربون الشعب بمنتهى القسوة والوحشية ويحرمونه من حريته وكرامته لا يجدون غضاضة في استلهام الرأي والرؤية من العدو النازي اليهودي . وفود تذهب وأخرى تجيء ، حتى من بنوا دعايتهم على النزعة القومية والعداء للغزاة ذهبوا إلى العدو لنيل مباركته في رحلة الانقلاب الدموي المجرم ( خذ زيارة المدعو حمدين صباحي مثلا ) .

الانقلابيون الدمويون القتلة الذين باركوا جرائمهم الدموية بالأغاني " تسلم الأيادي " واحنا شعب وانتوشعب " ولينا رب وليكم رب "، وجعلوا من أنفسهم شعبا فوق الشعب المصري ، وأصحاب دين  غير دين الإسلام الذي هو دين الشعب المصري ؛ راحوا يحاربون الإسلام بمنتهى القسوة والوحشية ، ففضلا عما يجري في لجنة إعداد الدستور الانقلابي لعلمنة مصر وتجريدها من إسلامها وتقنين الإلحاد والعقائد الفاسدة ومنع المسلمين الذين يمثلون الأغلبية الكاسحة في الوطن من التعبير عن دينهم وممارسة شعائرهم ، يتحرك وزير الأوقاف بأوامر الجلادين ليمنع صلاة الجمعة في المساجد الصغيرة والزوايا ويأمر بطرد خمسة وخمسين ألف خطيب بدعوى أنهم غير أزهريين ، ثم يحرم على كل من تشتم فيه رائحة الإسلام من الاقتراب من الصحف أو الإذاعات أو القنوات التلفزيونية الرسمية والخاصة ، مع إلغاء كثير من البرامج الإسلامية ، ثم يمكّن خونة النصارى في المهجر من التحكم في بعض القنوات التلفزيونية الخاصة التي منعوا فيها الأذان ، وألغوا  كل ما له صلة بالإسلام ، وفي الوقت نفسه تمضي على قدم وساق حملة إرهابية إجرامية لتشويه الإسلام والمسلمين وتحليل سفك دمائهم بيد الأجهزة الأمنية واستصدار الفتاوى من فقهاء البيادة بتسميتهم خوارج  يجب استئصالهم وتصفيتهم بالقتل والسلاح . فقهاء البيادة المنافقون المجرمون جاهزون لإصدار الفتاوى التي تبرر كل قرار انقلابي دموى أو إرهابي وتقدم له دليلا مزيفا وكاذبا تنسبه إلى الكتاب والسنة دون خوف من الله أو خشية .

ها هو أحدهم يسوغ قرار العسكر الانقلابيين الذي  أصدره وزير الأوقاف بأمر الجلادين ، بحظر صلاة الجمعة بالزوايا والمساجد الصغيرة وإقامتها بالمسجد الجامع، ويصفه بأنه قرار حكيم يتطابق ويتوافق مع الشريعة الإسلامية بنسبة مائة في المائة !. ولم يكتف بذلك بل يعلن بمنتهى البساطة  أن الزوايا التي انتشرت بشدة في السنوات الأخيرة (؟؟) قنابل موقوتة للإرهاب والتطرف والعنف الفكري والمفاهيم المغلوطة، مشيرا إلى أن تلك الزوايا هي التي صدرت الجماعات المناوئة لصحيح الإسلام والوطن (؟؟)  وأشاعت الرعب في البلاد، نظرا لكونها لا تخضع لرقابة الأوقاف. وطالب وزارة الأوقاف بمصادرة المنابر الموجودة بالزوايا وتشديد العقوبة على من يقوم باستغلال تلك الزوايا للدعوة .

مفتي البيادة الذي لا يخاف الله يتجاهل أنه لا يوجد نص يمنع الصلاة في الزوايا والمساجد الصغيرة ، ويتجاهل أن انتشار المساجد وتلك الزوايا دليل على حيوية الإسلام في مصر ، وحب الشعب لدينه ، ورغبته في التعبير عن عقيدته وشريعته ، وأن التعبير عن الدين الإسلامي ليس قنابل موقوته للإرهاب والتطرف كما يقول عالم السوء وفقيه البيادة وعابد الفرعون . من الغريب أن يدعو هذا المفتي الفاسد إلى معاقبة من يدعو إلى الله في الزوايا وتشديد العقوبة عليه ، وكنت أتمنى أن يطالب بتشديد العقوبة على من يحارب الدين ، ويشهر به ويعتقل دعاته ويقتلهم بالرصاص الحي ويحرقهم أحياء وأمواتا في المستشفى الميداني ويشطب الإسلام من الدستور والحياة والإعلام ، ولكن أنى له ذلك وهو مشغول بلعق البيادة وتلميعها كي ترضى عنه وتمنحه بعض فتاتها ؟

ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !