على من تتلو مزاميرك يا داود!
م. شاهر أحمد نصر
لسان حال الغيورين على بلادي ينادي: الوطن في خطر! وينتظر معجزة لإنقاذ الوطن من هذا الخطر! فما السبيل إلى ذلك؟!
جميع القضايا مهما تكن عويصة، ومهما يكن مستواها: شخصية، أم اجتماعية، أم إقليمية، أم دولية، ستجد لها حلاً، عاجلاً، أمآجلاً...
يبقى السؤال في سبل، وأساليب الوصول إلى الحلّ، والثمن الذي يدفع للوصول إلى الحلّ...
البعض يجد الحلَّ في الثأر، والبعض يرى الحلَّ في الحرب، والبعض يرى الحلَّ بالعناد، ويستعصي الحل...
وثمة من يبحث عن أساليب عقلانية حضارية للحل...
يرتقي الإنسان، وترتقي الإنسانية عندما تعتمد العقل، والأسلوب الحضاري الإنساني وسيلة واحدة لحلِّ مشاكلها...
الحرب تدمر البلاد، والعباد...
لن تكون نتيجة الحرب في صالح البلاد، ولن تكون في صالح أي غيور على صالح الوطن والشعب...
كم هو ضروري الاستفادة من دروس التاريخ البعيد، والقريب القريب...
كم هو ضروري إعمال العقل؛ واستثمار الفرصة، والتضحية، والإعلان عن خطة يقبلها الجميع، ولا تستثني أحداً من المساءلة، وتفسح المجال أمام الجميع للمشاركة في بناء الوطن، للانتقال من حالة الإنغلاق، والفساد، والعنجهية، وإنكار الآخر، والدمار والموت، ولإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان...
الوطن في انتظار مبادرة جريئة شجاعة، تعتمد صوت العقل، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان... مبادرة تقطع نهائياً مع كل ما أوصل البلاد إلى هذه الحالة، وتراعي كل ما يترتب عن ذلك من مسؤوليات...
فهل يوجد على أرض الأبجدية الأولى، ومهد الحضارات من ينقذها من الدمار... أم ترى التاريخ يردد صدى قول الأقدمين: "على من تتلو مزاميرك يا داود؟"