الوحشية؟!
حفنة سطور
أ.د. حلمي محمد القاعود
هل بلغت الوحشية ببعض المصريين أن يمارسوا القتل جهارا نهارا ضد من يخالفونهم الرأي أو الاعتقاد بلا رحمة ولا شفقة ؟ المصريون المتحضرون الذين علموا الدنيا السلوك الراقي والتعامل المهذب تصل ببعضهم الوحشية إلى حد القتل بأسلوب همجي غير مسبوق أمام العالم؟ ما الذي يدفع إلى هذا السلوك الهمجي ضد أشقاء وإخوان في الوطن لأن أحدهم له لحية أو لأن الأخرى ترتدي نقابا؟
لو أن ما تقوم به عصابات تزعم الثورية بإيقاف السيارات وإنزال الملتحين والمنقبات وإهانتهم ومنعهم من الانتقال، لكان أمرا محتملا مع بشاعته ووحشيته وقبحه. ولكن أن يقوم مجرمون بقتل الأشخاص بالرصاص الحي أو بالتعذيب البشع فهذا شيء غريب على مصر وحضارتها وتاريخها .
عرضت شاشات التلفزيون صورة دامية مقززة لرجل ملتح تجمع عليه الهمج أمام مكتب الإرشاد بالمقطم ، وقطعوا كل ملابسه عدا سروال قصير ﻳﻮﺍﺭﻱ ﻋﻮﺭﺗﻪ. ﺿﺮﺑﻮﻩ ﺑﻜﻞ أﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ البيضاء, ﺍﻟﺴﻜﺎﻛﻴﻦ، السنج، ثم رضخوا رأسه بالحجارة وقطع الخرسانة المسلحة، وشارك، ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ في ضرب الرجل وتقول واحدة: خلّص عليه بالرصاص، ويستمر المجرمون في قتله تعذيبا, بالضرب وتقطيع الجسد العاري حتى أسلم الروح إلى باريها، ولا يكتفون بذلك بل يسحلونه في مشهد بشع يأباه المصري الحر. لم تتدخل شرطة ولم تظهر على الإطلاق لأنها ماتت إكلينيكيا منذ 25 يناير، وتفرغت للخيانة والغدر والعدوان على من تشتم فيه رائحة الإسلام! مأمور قسم شرطة المقطم كما يقول الصحفي عمرو الديب لم يهتم بالأمر، بل نظر إلى الصحفي بازدراء وتجاهل، ونظر إلى البلطجية ونظروا إليه، وﻣﺎﻫﻲ إلا ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻛان أﺳﻴﺮﺍ في أيديهم، ﻭﻟﻮﻻ بطاقة الجريدة ﻟﺬﻫب إلى المجهول!وللصحفي رواية ممتدة عن سلوك الضابط الذي يحرك البلطجية ومعه مفتش المباحث.
هل يمكن أن نربط هذه الوحشية بوحشية اغتصاب الصحفية البولندية على أيدي خمسة من المجرمين المتوحشين في ميدان التحرير؟ ثم نربط ذلك كله باغتصاب قرابة أربعين امرأة في الميدان ذاته بأبشع ما عرفته الوحشية ؟
البلطجية يعيثون في الأرض فسادا، وحمايتهم تؤذن بخطر عظيم.