تذبذب أقوال زعماء الغرب .. والعم سام ..تجاه الثورة السورية ..
تذبذب أقوال زعماء الغرب ..
والعم سام ..تجاه الثورة السورية ..
د. موفق مصطفى السباعي
رفض العالم الغربي ... والشرقي .. والعربي .. والإسلامي ..التدخل في سورية لإنقاذ أهلها من القتل ..متذرعا بذرائع واهية .. هي أوهن من بيت العنكبوت .. وبأعذار هي أقبح من الذنب نفسه..
إنها أدوار تمثيلية سخيفة غبية مكشوفة مفضوحة ... يتبادلونها بينهم ظانين أنها تنطلي على الشعب السوري العريق ... المشهود له أنه في قمة الذكاء والفطنة والوعي بين شعوب الأرض قاطبة .. وظانين أنهم يستطيعون أن يخدعوه ... ويلعبوا عليه لعبتهم القذرة .. العفنة .. التي فاحت رائحتها الكريهة .. المقززة في سماء الأرض كلها ...
ولكن لماذا يلعبون هذه اللعبة السمجة ... مع أرقى شعب ... وأفضل شعب ... وأقدم شعب ... وعلى أرض هي خير الأرضين ؟؟؟!!!
إن الطفل الصغير في سورية أصبح يعرف الجواب ...
إنهم يخافون من هذا الشعب العملاق .. الذي بهرهم ببطولاته .. وأدهشهم بتضحياته .. وأطار عقولهم بشجاعته الفائقة .. وشاهدوا بأعينهم أطفاله وقد أصبحوا رجالا أكثر من الرجال .. فيريدون أن يكسروا شوكته ، ويذلونه ويهينونه ...ظناً منهم أنهم سيحطمونه ... ويضعفونه ...وتبقى حبيبتهم اسرائيل في أمان وسلام .
وما علموا أن هذه التصرفات الحمقاء ... الرعناء ...من ساسة الدول العالمية ... وخاصة قائدة العالم – كما يقولون – أمريكا ستجعلهم يدفعون ثمنا غاليا ... وسيندمون كثيرا ... أيما ندم ... بل سيعضوا على أصابعهم حسرة ولوعة ... وسيقولون : ياليتنا أسرعنا لإنقاذ الشعب السوري ولو ببعض الضربات الخفيفة ... وخلصناه من المجرم الفاتك ... السفاح بشار ... واحتويناه لمصلحتنا ... وأشعرناه بالمن والفضل منا عليه .. فحينئذ يستحي منا وينفذ ما نريده منه على مبدأ ( أطعم الفم تستحي العين ) ... ويحافظ على الهدنة مع حبيبتنا اسرائيل ...
ولكن الله العلي العظيم يأبى أن يكون للكافرين المجرمين ... أي مِنَة ... وأي فضل ... على أهل الشام الصابرين الصامدين ...
إنه جل جلاله ...يريد الخلاص من المجرم بشار... على أيدي أهل الشام أنفسهم ، وبمساعدته هو فحسب ... وبدون أي تدخل خارجي بشري مهين ذليل ...
ولهذا يندفع أهل الشام إلى تشكيل عشرات بل مئات الكتائب الجهادية بقوة ...وبإلهام من الله ، وتأييد ، ودعم منه سبحانه ...
وهذا ما سيؤدي إلى تشكيل جيش عرمرم ، قد يزيد تعداده عن المليون ، لأنه طالما تحدث انشقاقات يوميا – بل أسميها تحرراً من الجيش الأسدي – وينضم عدد غير قليل من المتطوعين إلى الجيش الحر ... فبحسبة بسيطة نجد أن الجيش الأسدي يتناقص عدده مع الأيام ، والجيش الحر يزداد عدده ... وروح القتال تضعف عند الجيش الأسدي – لأنهم مرتزقة يقاتلون في سبيل المال والدنيا ... بينما روح القتال تعلو وتقوى لدى الجيش الحر ، لأنه يقاتل في سبيل هدف سامي ، وهو الحرية والكرامة والدفاع عن الشعب ...
وماذا ستكون نتيجة هذا الخذلان العالمي للشعب السوري ؟؟؟
سيزداد عدد المجاهدين أكثر ... وأكثر .. وستتعمق روح القتال ... والجهاد ... والفداء ... وحب التضحية ...وستتجذر في نفوسهم رغبة الثأر ... والإنتقام من الذين ظلموهم وقتلوا أهلهم وأقرباءهم ، ومن الذين خذلوهم ...وستصبح عندهم عادة ... بل ستصبح متعة ولذة ...ورياضة ، لن يتخلوا عنها حتى بعد تحرير الأرض من عصابات الأسد ...
وحينئذ سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون ...ومدى الخسارة التي ستلحق بهم ...
حينئذ لن يكتف هذا الجيش الحر ... المشحون بالمآسي ... والعذابات ... والآلام ... والذكريات المريرة ...عند حدود تحرير سورية فحسب ... بل سينطلق إلى تحرير أرض الشام كلها ، ومعها العراق ، من رجس عصابات الشيعة الصفوية المجوسية ... والباطنية والعبيدية ...
وبعد تطهير أرض الشام والعراق من كل أثر للمجرمين – أيا كانوا – سينطلق هذا الجيش الحر الفاتح ... الجرار ... العرمرم – المكون من آلاف من الكتائب والألوية والفرق - إلى تحرير الأقصى وما حوله ... وسيحيط به من كل مكان من الشمال والجنوب والشرق ... والموت الزؤام يأتي بني اسرائيل من كل مكان ... ولا نجاة لهم ... ولو جاءهم العالم بأساطيله وجيوشه ...
بعض الناس ... قصيروا النظر سيقولون : هذه أحلام اليقظة ... هذه أحلام وردية ... خيالية ...
ولكنها ستكون حقيقة ...واقعية ...بإذن الله ...وإني أراها رأي العين ...
وقد قالوا قبل انطلاق الثورة نفس هذا الكلام ..
الشعب السوري قد مات ، ولايمكن أن يتحرك ، أو ينتفض أو يثور ...إنه شعب هذيل .. خانع .. ذليل .. وقلت لهم قبل انطلاق الثورة بأكثر من شهر ، وبالتحديد في شهر شباط 2011 حينما جرت أول محاولة دعوة للتظاهر ولم تنجح ، ولم يستجب لها أحد – قلت لهم : ولكن المرة الثانية ستنجح بإذن الله ... والشعب السوري سيثبت أنه عريق .. وأصيل .. وشجاع .. ولكنهم لم يصدقوا .. حتى وقعت الواقعة .. وزلزلت الأرض تحت أقدام بشار...