إنهم يخطئون خطأ جسيماً!!!
أحلام النصر
إنهم يخطئون خطأ جسيماً ؛ فهم يربون أولادهم على التعايش مع الواقع ، وعلى مسايرة الآخرين ومجاملتهم ، وعلى الاعتقاد بأن مَن يحاول مخالفة الواقع هم قوم يجلبون لنا المشكلات ويستعدون الغرب علينا !!! ..
مع ملاحظة أن ذلك الواقع : واقع ذليل .. فضّل حمقى المسلمين ما فيه من ذل على حياة الإباء والعزة ؛ لأن ثمنها هو الجهاد ! ، وهم ليسوا مستعدين للتخلي عن أسخف شيء من متاع الدنيا ، ولو كان الحصول عليه يستلزم التخلي عن الكرامة والمبادئ ! ..
ومع اعتبار أن أولئك الآخرين مجرمون ظالمون فسقة ! ، يريدون الشر لهم وللآخرين !! ..
ومع ذكر أن مَن يخالف الواقع الذليل : هم أطهر مَن سار على الأرض في عصرنا ولا أزكيهم على الله ! .. قوم صدعوا بأمر الله تعالى ومضوا يحاربون الشر والظلم ، فيأتي هؤلاء الأذلاء المتكاسلون ليتفلسفوا عليهم ، مع أنهم لولا الله ثم لولا المجاهدون : لوصل العدو إليهم وذبحهم ! ..
ومع الانتباه إلى أن المشكلات موجودة من أول لحظة تخلينا فيها عن شريعتنا ورضينا أن نكون أحذية عند أعدائنا ! ؛ فاستدمروا بلادنا طويلاً ، ثم جعلوا من الخونة حكاماً علينا ليسومونا سوء العذاب ويجعلونا نعيش حياة الذل والجهل والفقر والفساد والخراب ، ويمنعونا من العمل والعلم والإبداع والتطور ، وليصيّرونا خدماً نلهث وراء لقمة العيش وقد نبلغها وقد لا نبلغها !! ..
أما الطرافة الأكبر فتكمن في الجزئية الأخيرة القائلة بأن المجاهدين يستعدون الغرب علينا !!! ، مع أن الغرب ما خرج من بلادنا قط !!!! ، ولكن الكسالى يرون جهادَ المعتدي ودفعَ شره : استعداء له علينا ! .. ولعمر الله : ما استعدى الغربَ علينا شيءٌ مثل ذلنا الذي أغراه بالتهامنا كفريسة سهلة لا تقاوم الجلاد ، بل وترحب به أيضاً !! ..
*******
إنما ينبغي أن تربوا أبناءكم على المبادئ الحقة بتجرد كامل ، لا على حياة الذل التي عشتم أنتم فيها ، فلعلهم لا يعيشونها نفسها ! .. وعندما يتشرّب الجيل المبادئ ويؤمن بها حق الإيمان : سيكون قادراً على مواجهة الواقع ، ومقارعة الفاسدين ، ومحاججة الدجالين ! .. ارحموا أبناءكم إن لم ترحموا أنفسكم ! .. وكفانا ذلاًّ فقد والله ملَّ الذل من ذلنا ! .. والله المستعان .