مشكورة وسائل التواصل الاجتماعي... ولكن!!!
هنادي نصر الله
سهرا سويًا يحلان " قضية الشرق الأوسط، مشكورة وسائل التواصل الإجتماعي الحديث؛ التي سهلت لهما اللقاءات اليومية؛ وأسهمت في التخفيف من حدة الإنقطاع وقلة اللقاء بينهما!!
ليس بالضرورةِ أن تعرفه شخصيًا قبل أن تُحاوره " فيسبوكيًا" المهم أنها تُحاوره وأصبح جزءًا منها؛ فلا يستغنيان عن بعضهما يوميًا بل ليليًا..!!
" أعزب أم متزوج" ليس مهم أيضًا .. المهم أن تُفضي إليه ويُفضي إليها.... حتى لو لم يكن بينهما " ميثاقًا غليظًا" ...!!
" يضحك عليها أو تضحك عليه" ... ليس عُقدة .. فكما وجدا بعضهما على الشاشة العنكبوتية سيجدا الآلاف ليتحدثا معهما يوميًا..!!
لهذا كله... دعونا نشكرها شكرًا جزيلا... فمن لا يشكر" وسائل التواصل" إنسانٌ لايعرف بالذوق أو الأخلاق...
رددوا معي... مشكورة" وسائل التواصل الحديث" لأنها تسعى جاهدةً كي تُنعش عملية " الحب المزعوم".. مشكورة لأنها تعمل على قدمٍ وساق على منح زبائنها" ريقًا حلو" فلا نسمع عن محرومة من الحب أو محروم... مشكورة لأنها " مصلح إجتماعي" تُسلي القلب الموجوع والمهموم...!!
مشكورة لأنها أشعلت نار الغيرة للمتزوجين.. اللذين لا يكفون عن توجيه اللوم لاستهتار أحدهما أو كليهما بوقتهما الذهبي؛ فبدلاً من أن يلتقيا ليُنعشا الحب والإنسجام بينهما؛ يتناوبان على الجلوس أمام الحاسوب؛ فإذا ما انتهى الزوج وأشبع رغبته؛ بدأت الزوجةً بنفس النهج..!!
مشكورة وسائل التواصل الإجتماعي لأنها شقت طريقها إلى " خراب البيوت" وكان لها دور ضليع في ارتفاع نسبة " أبغض الحلال" أي الطلاق.... مشكورة لأنها أيقظت أعين الناشئين على تنشيط العلاقات العاطفية منذ نعومة أظافرهم... فهي وسيلة حضارية من لا يملكها ليس متقدمًا حتى لو ادعى مقومات الجاذبية والعصرية والحداثة..!!
أكتب ذلك، بعدما حدثتني " فتيات" عن علاقتهن الفيسبوكية " برجالٍ " أوشكوا أن يُدمروا بيوتهم...!!
بدأ المصيبة أحدهم.. بمرحبا؛ فردت بمرحبتين؛ ثم كيف الحال وما الأخبار... إلى أن وجدا أنفسهما يغرقا في التفاصيل والخصوصيات.. وكما نعلم بأن الشيطان دومًا يكمن في التفاصيل؛ سولت لهما أنفسهما أن يتوعدا؛ فالتقيا... و ... الخ..
أكتب ذلك لأني ذُهلتُ من مستوى التواصل بالصورِ، فمن لا يُوثقُ رحلاته اليومية بنشره للصور؛ هو بحاجةٍ إلى تدريباتٍ عمليةٍ على مواكبة " موضة التواصل" حتى لو ضرب بعرض الحائط أمنه؛ ففي زحمة التواصل ولهيبه، علينا أن نتناسى أننا شعبٌ محتل وأن وسائل التواصل هي إحدى وسائل الإختراق والإسقاط الأمني الناجح لنا من قبل الإحتلال الإسرائيلي..
الحل... سهل..أختصره بالقول" من لا يُوظف نفسه رقيبًا وحسيبًا وقاضيًا على نفسه؛ لن تقوى كل وسائل الرقابةِ على وضع حدٍ لاستهتاره وتماديه في الفاحشة.. فالعِلة ليست " بمواقع التواصل" بل " بآلية استخدامها...!!