إيران تضحي بالشيعة في العالم من أجل مشروعها القومي
على هامش معركة القصير
إيران تضحي بالشيعة في العالم
من أجل مشروعها القومي
• يبلغ عدد المسلمين في العالم (حسب إحصائية لإحدى المؤسسات العالمية أجرتها في أواخر عام 2012) مليار وستمائة مليون شخص
• ويبلغ عدد الشيعة بكل فرقهم 154 - 200 مليون شخص أي مايعادل 9 - 12 % من مجموع المسلمين
• تبلغ نسبة الجعفرية الإمامية 85%من مجموع الشيعة في العالم. أي أن نسبة الجعفرية الإمامية إلى أهل السنة والجماعة في العالم لا تزيد عن ( 7 إلى 10 ) %.
• يتركز الشيعة في منطقة الشرق الأوسط: إيران وأذربيجان والعراق وتركيا والبحرين والسعودية والكويت وباكستان وأفغانستان وسوريا ولبنان.. أما باقي الدول فعددهم فيها لا يكاد يشكل نسبة تذكر
****
كشفت القصير لجميع المسلمين في العالم أن الجعفرية الإمامية دخلوا حربا معلنة مع أهل السنة والجماعة.. هذه الحرب لايمكنها أن تستمر إلا بشرطين:
الأول: أن تستعين إيران ( مقر مرجعية الشيعة الجعفرية في العالم) بقوة أخرى تحقق لها عوامل توازن نوعي مقابل الفارق الكبير في العدد البشري الكبير بينهم وبين أهل السنة.. هذه القوة الأخرى لن تكون روسيا وحدها لأن الروس يعرفون أن وقوفهم مع إيران ضد أهل السنة على امتداد العالم سوف تكون له عواقب ليسوا مستعدين لتحملها، خاصة وأنهم مازالوا يتجرعون مرارات الحرب في أفغانستان وما تلاها من تمزق الاتحاد السوفييتي حيث لم تتوقف تبعات هذا التمزق حتى الآن.. ( بالمناسبة : الشيعة في أفغانستان لم يشاركوا في القتال ضد الروس، وإنما كانوا عملاء لهم . ولكنهم قاتلوا أهل السنة بعد أن خرج الروس). فإذا كان الروس غير مهيئين لإحداث قوة توازن في وجه السنة، فإن الاستعانة بأمريكا سيكون أمراً لا مفر منه لطهران ، وبهنا فإن أمريكا التي لايهمها سوى تدمير الكل بالكل، من أجل أن تحافظ على مشاريعها الحيوية في المنطقة ، لن تتوقف عن دعم الشيعة ضد أهل السنّة.. ويكفي أن نتذكر أن أمريكا ترفض السماح بوصول إسلحة متطورة للمعارضة في سوريا، من أجل أن يستمر القتال في سوريا لتدمير كل ما يمكن تدميره .. وبالمقابل يكفي أن نتذكر فضيحة (إيران جيت) حيث قدمت حكومة ريغان أسلحة متطورة لإيران لمواجهة الجيش العراقي.. (كان هذا في الوقت الذي كان الإيرانيون يصفون أمريكا بأنها الشيطان الأكبر). لقد دعمت الولايات المتحدة الإيرانيين ، من أجل تدمير العراق وإيران، وإخضاع حكام البلدين في النهاية لإرادتها، وعندما تمرد صدام حسين على أمريكا، كانت نهايته على أيدي إيران والولايات المتحدة معاً. وهنا لابد من الإشارة إلى أنه على مدى التاريخ كان أهل السنة يتجهون في جهادهم إلى أعدائهم الخارجيين . أما داخل البلاد الإسلامية فكانوا رحماء مع مواطنيهم باعتبارهم من أهل البلاد ، مهما كانت مللهم ونحلهم. في حين كانت حراب الشيعة تتجه دائما نحو صدور أهل السنة تحت ذرائع شتى. وكان هذا العداء لأهل السنة هو أحد أهم العوامل التي ساعدت الأعداء الخارجيين في حروبهم ضد المسلمين ، ومن ذلك حملات الصليبيين ثم المغول في غزوهم للبلاد الإسلامية. . قد يجد الإيرانيون أنفسهم مجبرين على إعلان تعاون مع (الشيطان الأكبر) مثلما أجبروا على الإعلان السافر عن حربهم ضد أهل السنة في القصير... قد يكون تبرير مثل هذا التحالف هو مواجهة الإرهاب الدولي ، العدو المشترك للطرفين!!..
والشرط الثاني: أن تعمل طهران على تحريك أبناء الطائفة الجعفرية الإمامية ، وربما جميع أبناء الطوائف الشيعية الآخرى في جميع أنحاء العالم لنصرة إيران . وأن حدث هذا فقد يفتح أبواب الجحيم على كل ماهو شيعي.. فإذا كان الشيعة في إيران أو العراق أو لبنان أو سوريا يشكلون نسبة بشرية يمكنها المواجهة ، فماذا يفعل الشيعة في أندونيسيا مثلا؟..
القصير أسفرت عن معطيات مباشرة تجاوزت الثورة السورية ووضعت كل شيعي في العالم أمام مخاوف حقيقة لن يكون من السهل عليه تجاهلها:
من هذه المعطيات تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله.. هذه التصريحات يتوقع أن تكون لها آثارها الفورية على الحركات الإسلامية السنية في العالم، وسوف تكون لها بعد ذلك آثارها الواسعة على المستويات الشعبية والفكرية والسياسية والاقتصادية في العالم كله..
ومن هذه المعطيات المظاهرات الشعبية أمام السفارات الإيرانية.. لقد بدأت المظاهرات في ماليزيا ثم لبنان .. وهذه يتوقع أن تزداد اتساعا على امتداد العالم،
ومن هذه المعطيات ارتفاع الصوت الشيعي المعارض للتبعية لإيران.. هذا الصوت قد يجنب أتباع المذهب الجعفري تبعات مشروع الهيمنة الإيراني، إن وجد هذا الصوت أثرا إيجابيا لدى القيادة الإيرانية القادمة.
الأحداث الأخيرة في سوريا أثبتت أن معركة القصير ليست سوى صفحة صغيرة في مواجهة بشار الأسد.. ولكن استحفاقات هذه المعركة قد تكون بداية النهاية لمشروع الهيمنة الإيراني الذي تجرع الشعب الإيراني بسببه الويلات، وقد يتجرع الشيعة بسببه ويلات أشد.