الجريمة بشعة وهي باسم الثورة أبشع
وباسم الإسلام أشنع
حول جريمة قتل الطفل محمد قطاع في حلب
زهير سالم*
منذ زمن ليس باليسير والأخبار تتوارد عن حالة من الفوضى تسود مناطق عديدة من الأرض السورية المحررة . حيث يقوم أفراد غير مسئولين بترويع الناس والإساءة إليهم وتنصيب أنفسهم شرطيين وقضاة عليهم . يتابعون خصوصياتهم ويتخذون الأحكام بحقهم ثم ينفذونها دون العودة إلى مرجع قانوني أو قضائي معتبر ...
لقد هزت الجريمة المروعة ، التي ارتكبها منذ يومين من لا خلاق له ولا علم عنده بحق طفل سوري في مدينة حلب ضمير المجتمع السوري ، وذكّرت المواطنين السوريين بنوع الجرائم التي يرتكبها شبيحة بشار الأسد وعصاباته . بل إن الكثير من المواطنين السوريين نظرا لبشاعة الجريمة وهولها ما زالوا لا يصدقون أن هذه الجريمة قد ارتكبت من قبل ثوار ما قامت ثورتهم إلا دفاعا عن العدل والحرية والأمن والأمان ..
إن الجريمة المنكرة مقرونة ببعض جرائم العدوان على حيوات الناس وأجسادهم وأبشارهم وأموالهم توضع جميعها برسم القوى الحقيقية الممثلة للثورة على الأرض . الذين ينبغي أن يتولوا دورا مباشرا في الدفاع عن حقائق الثورة الكبرى في حماية الأمن ومنع الفساد عن حياة الناس . كما أن الجريمة وأخواتها يجب أن توضع أيضا على موائد قيادات المعارضة السياسية من الائتلاف الوطني إلى من دونه للمبادرة للأخذ على أيدي المسيئين مهما كانت دوافعهم . إن لمثل هذه الجرائم مع بشاعتها وفظاعتها الذاتية انعكاساتها المدمرة على مشروع الثورة ولحاملها الوطني . بل إن هذه الجرائم فعل شاذ في سياق محاولة مضنية لإعادة بناء الحياة السورية على قواعد الحق والعدل .
إن الجريمة التي ارتكبت في حلب بقتل الطفل محمد قطاع بشعة ومروعة وهي حين ترتكب باسم ثورة العدل والحرية أيشع ..
ولقد نُقل أن الجريمة قد ارتكبت في زعم مرتكبها دفاعا عن حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا زعم خطيرلا يخرج الجريمة عن وصفها الجرمي الخطير بل يزيدها قباحة أنها ترتكب باسم الإسلام دين السماحة والعدل وباسم الرسول الأعظم الذي وصفه ربه سبحانه وتعالى بقوله ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم ..) فأين غابت رأفة رسول الله ورحمة رسول الله وحرص رسول الله عن هؤلاء الذين زعموا لأنفسهم الحرص على حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومرة أخرى نقول إن الجريمة التي وقعت في مدينة حلب بقتل الطفل محمد بشعة ومنكرة وهي حين ترتكب باسم الإسلام وباسم رسول الله أشد نكارة وأبشع وأنشع ..
تدق هذه الجريمة وأخواتها جرس الخطر فوق رؤوسنا جميعا أولا لصيانة حياة الناس عن الفوضى والفساد وعن عبث العابثين وطيش الطائشين وتسوّد الجاهلين . إن للجرائم البشعة ارتدادات أبشع وأشنع على حامل الثورة الوطنية وعلى مستقبلها ومكانتها في عقولنا وقلوبنا جميعا ..
نستنكر الجريمة ونسميها باسمها جريمة منكرة . ونطالب بالأخذ على أيدي مرتكبيها بإحالتهم إلى قضاء عادل يقول فيهم كلمته لئلا يجترئ مجترئ على حياة الناس وأبشارهم وأموالهم ..
نعزي أسرة الشهيد والديه وإخوانه وجيل الثورة الحر الأبي . ونسأل الله أن يغفر للفقيد وأن يرحمه فما كان محمد ليكون إلا جنديا من جنود محمد رسول الله لو علم المجترئون ..
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية