ما هي أهداف الصهيونية؟ وهل ستتحقق؟
ما هي أهداف الصهيونية؟ وهل ستتحقق؟
عبد الواحد البصري / أوروبا
عند اغتصاب الأراضي الفلسطينية لتكوين دولة لليهود وهي الدولة الأشبه بمولود الأنابيب وبالتلقيح الصناعي وأن ولادتها لا تُشبه ولادة بقية دول العالم وهي الولادة الطبيعية الحاصلة من رحم التاريخ إلا اللهم ولادة الولايات المتحدة.
من الذين أيدوا هذا الاغتصاب كانوا يتصورون أن أطماع اليهود ستنتهي عند هذا الكيان، ومن الذين ناهضوه تصوروا أن أطماع اليهود سوف لا تتوقف إلا بالاستيلاء على كل الأراضي الفلسطينية، وبعض كبار المثقفين من العرب والبلدان الأخرى ذكروا أن أحلام اليهود هي أن تمتد دولتهم من الفرات إلى النيل، وخلال القرن الماضي أصبحنا نشعر أن أطماع اليهود أكثر من ذلك بكثير؛ وهو السيطرة على كل الأراضي من الخليج العربي إلى سواحل المحيط الأطلسي الشرقية، وهذا كان وفق قراءاتنا المتواضعة نحن الذين لم نتطلع على بواطن أهداف الصهيونية وطموحاتها، وكل ما كنا نتوصل إليه من أسباب ذلك التوسع في حجم تلك الأطماع نعزوه لأسباب اقتصادية يروم اليهود من وراءها السيطرة على اقتصاد تلك المنطقة وهذه الغاية ليست هي الغاية العظمى من وراء ذلك لأن اليهود في يومنا هذا مسيطرون على كل اقتصاد العالم وأن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم قبل عدة سنوات، ولا يزال تاثيرها على كثير من بلدان العالم، لم تؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي بتاتاً بل بالعكس رافق تلك الأزمة العالمية إنتعاشاً للاقتصاد الإسرائيلي..!!
إذاً لماذا هذه الأطماع التي كسبت من وراءها عداوة الشعوب!؟
حسب عقيدة اليهود الدينية يعتقدون أنهم "شعب الله المختار" وتؤيد هذا الاعتقاد كل ما جرى من تبديل وإضافات في الإنجيل، وحسب عقيدة الصهيونية القومية أنهم "الشعب المختار" وتؤيدهم، لمصالح سياسية صرفة، كل الدوائر الاستعمارية، ولأجل تحقيق هذه الغاية لا بد من جعل كل الشعوب تؤمن بذلك وتُقر بأنها أقل مستوى من اليهود في كل أمورها الدنيوية والإذعان لهم بالقيادة مثلهم كقطيع الأغنام، وقد أعدوا العُدة للوصول إلى هذا الهدف: وهو قيادة البشرية أولاً بانتزاع عقائدهم الدينية ومُثلهم الأخلاقية والترويج لكل أنواع الإنحطاط الخُلقي؛ من قمار وجنس ورشوة... ويُحقنون غير اليهود بحقن تجعل أحاسيس الإنسان الحيوانية ما تحت حزامه تنمو على حساب أحاسيسه الإنسانية فوق ذلك الحزام إلى درجة انعدامها... وهذا ما نُشاهده الآن في العراق بعد دخول الـ (موساد) خلف قوات الاحتلال لهذه الغاية وبهذه الوسيلة لا يحتاجون لحكم دول العالم عن طريق أشخاص يهود لأن ذلك مستحيل ولكن يحكمون العالم عن طريق متصهينين لشعوب فقدت كل قيمها الأخلاقية وأنها تكتفي بأراضي فلسطين لإدارة العالم المنحل الذي لا حول له ولا قوة لأن فلسطين فيها من الخيرات ما يزيد عن حاجة اليهود في كل العالم وفيها الموقع الجغرافي الذي يقع في منتصف دول العالم والسواحل البحرية والمناخ اللطيف ما يكفي أن يتحقق لليهودي أسعد أحلامه وطموحاته، وعندهم القوة العسكرية الكافية لدحر كل الدول العربية مجتمعة تحت حكامها العملاء..!!
السؤال المهم هل ستُحقق الصهيونية طموحها؟
الجواب، وحسب معرفتي البسيطة ولا أخجل أن أقول، إن أهدافهم البعيدة تكاد تكون معدومة فأقول إن الصهيونية لا تستطيع أن تُحقق طموحها أبداً وذلك لأنهم أغبياء وليسوا عقلاء كمسمى "حكماء صهيون" وأن اليهود بسطاء بالرغم من إدعاء الحِنكة والعلم والذكاء الذي يوصف به اليهودي، والحقيقة إذا تساوت فرصة أي إنسان حتى في مجاهل أفريقيا مع اليهودي فإن الجميع يتساوون في الإنجاز والنتيجة واحدة، ولكن إعطاء اليهودي الفرصة التي لا تُعطى لغيره وجيوش من الدعاية والتحيّز فهذا أمر آخر... ونحن العرب من أعطاهم هذه الأهمية مثلنا في ذلك كمثل من يصنع من الصخر تمثالاً فيعبده...
والآن أقول لماذا الصهاينة أغبياء؟
إن عرض أراضي فلسطين العربية سكناً لليهود ولإنشاء دولتهم جاء حسب (وعد بلفور) البريطاني ولمصلحة بريطانياالاستعمارية، وبغض النظر عن مصلحة اليهود ومضرة العرب والإنكليز يعلمون جيداً من هم العرب ولكن قبل اليهود بذلك وقبلوا الإستيلاء على أرض لها أصحاب ولها تاريخ ولها حضارة فليس من السهولة إلغاء حقوق شعب بهذه المقومات ومن ورائه أمة تستنكر الظلم على غيرها فكيف يكون حالها إذا هي تعرضت للظلم!؟ وبالرغم من الرفاه الاقتصادي والقوة العسكرية لدولته فإن اليهودي يُعاني الخوف وعدم الاطمئنان!
لقد عُرض على اليهود أرض أخرى في جنوب أفريقيا... ولو قبلوا بها لاستطاعوا تحقيق كل طموحاتهم بالسيطرة على العالم أجمع لأن في تلك الأرض لا يواجهون المصاعب التي واجهوها على أرض فلسطين لأن تلك الأرض غير مملوكة لشعبوراءه أمة ولا له تاريخ وحضارة مقارنة بالشعب الفلسطيني العريق، وأن اختيارهم هذا سيكون في صالح كل طموحاتهم وأطماعهم وضد مصالح كل دول العالم وشعوبها ولكن هذا هو القدر...
إن اختيار فلسطين وطننا لليهود لا ولن يُحقق أهداف الصهيونية ولكنه أنجى العالم وشعوبه من شرور أطماعهم وكان الثمن أرض فلسطين الحبيبة والألم لشعبها الطاهر مثلهم بذلك مثل العراق الذي دمرته الحرب الهمجية التي شنتها الولايات المتحدة فكان ثمن هذا الدمار هو الدمار الاقتصادي للولايات المتحدة وسمعتها وزوال إمبراطوريتها...
فيا فلسطين ستعودين لأصحابك... ويا شعب فلسطين سترجع لكم سعادتكم...