هل يظنون - حقا - أن هذا الشعب سيركع ؟!
د. طارق باكير
أعتقد جازما ، أن أسعد اللحظات عند فخامة رئيس الجمهورية العربية السورية إلى الأبد ، زعيم الشعب السوري والأمة العربية ، والمرشح لقيادة العالم ، وقيادة الأرض والسماء - والعياذ بالله تعالى - أقول : أعتقد جازما ، أن أسعد اللحظات عنده ، هي عندما يرى على القنوات الفضائية خيام المشردين السوريين ، غارقة في الأوحال و مياه الأمطار ، مغمورة بالثلوج ، تتقاذفها الرياح ، أو تعبث بها العواصف والغبار في الصيف .. وعندما يرى الأطفال يرتجفون من شدة البرد .. وعندما يرى الأسر والعوائل ، تبحث عن رغيف خبز ، أو مأوى في مغارة أو كهف .. وعندما يرى الناس يجمعون جثث ضحايا القصف الصاروخي على تجمع في مسجد ، أو على تجمع عند أبواب الأفران ، أو على تجمع عند محطات الوقود .. وعندما يرى ضحايا المجازر الجماعية من الأطفال والنساء والرجال ، التي يرتكبها جنوده وشبيحته ، ذبحا أو طعنا بالسكاكين ، أو رميا بالرصاص ، وعندما يرى الأطباء والممرضين يعالجون جرحاهم ببتر أعضائهم المصابة ، لعدم توفر العلاج .. وعندما يرى الأسر المنكوبة ، هائمة على وجوهها ، تجوز الأودية والقفار ، وتعبر الجبال ، هربا من قصف طائرات الميغ والسوخوي ، وصواريخ (اسكود) الروسية المدمرة الصديقة ! وصواريخ الفاتح المطورة على أيدي خبراء جيش أنصار المظلومين ، هدية الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، إلى الإخوة السوريين ، عربون صداقة ومحبة ، وأخوة إسلامية !
أعتقد جازما أنها أسعد اللحظات عنده ، وعندهم ، وعند مؤيديه وأعوانه ، وسائر أفراد عصاباته ، لأنهم يظنون أنهم بهذا سيحملون الشعب السوري على التراجع عن ثورته ، وعن المطالبة بحريته وكرامته ، والرضوخ والاستسلام ، كي يعود الناس إلى منازلهم المدمرة ، وأرزاقهم المنهوبة ، ودمائهم المسكوبة ، وكرامتهم المهدورة ، بحثا عن دفء موعود في خبايا الذل والهوان .. يهتفون للقائد : إلى الأبد ..
والسؤال المتبادر : أليس العالم - كل العالم - الذي يعلن – بلا حياء - العجز عن إغاثة الشعب السوري ، بما لا يتجاوز تكلفة حفلة (كرنفال ) ، أو حفلة ليلة سمَرٍ حمراء أو صفراء ، ووقف متفرجا على المأساة الشاخصة الصارخة ، داخل سورية وخارجها .. أليس هذا العالم شريكا فعليا لهذه العصابات الأسدية المتوحشة ، في إبادة الشعب السوري ،ومحاولة إركاعه وإذلاله وإخضاعه لحكم هذه العصابات؟