من للأرامل والأيتام في سورية؟

حدثني والعَبرة تخنقه.. وليتني لم أحادثه .. فقد شرقت بدموعي وأنا أنصت له .. أي قلب نحمل بين جوانحنا وقد تكاثرت عليه القروح .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مسؤول مكتبنا الإغاثي بحماه .. من خيرة من عرفت من الشباب الذين حملوا أرواحهم على أكفهم ليطعموا البائس الفقير .. ويسعوا على الأرملة والمسكين .. أحسبهم كذلك والله حسيبهم..

قال لي بقلبه ولسانه لا يكاد ينطق من الألم..

كنت واقفاً أمام أحد المحلات صباح اليوم .. وإذا بجلَبة وصوت مرتفع بين صاحب المحل وامرأة معها طفلان .. وقد أخذ صاحب المحل طفليها رهينة عنده وصوته يعلو عليها..

تدخلت .. فقلت له : مالك وللمرأة ؟

قال : هذه سارقة ..

قلت له: أنا أكفل لك ما سرقت ، لكن دعنا ندخل وننظر في الأمر داخل المحل ولا نجمع علينا الناس.

طلبت من المرأة أن تهدأ وتطمئن ..

سألتُها فأنكرَت سرقتها ..

فقال صاحب المحل : الكاميرا في المحل تعمل ..

فأسقط في يدها وأجهشت بالبكاء ..

قلت لها : اهدئي .. ما يبكيكِ ..

قالت بصوت متحشرج : زوجي معتقل منذ شهرين .. ووالله ما عندي ما أطعم طفلاي ولا حتى خبزاً يابساً .. كدت أن أبيع عرضي لأطعم أولادي لكني تذكرت ربي وحق زوجي .. ولم يعد أمامي إلا أن أسرق.. فما تعودت أن أمدّ يدي للناس!!

أصابت صاحب المحل صاعقة .. فتنازل عما أخذت وأعطاها بعض ما عنده ..

قلت لها : توكلي على الله .. أعطني عنوان بيتك وسيكفيك الله ..

لكني أسألك بالله زوجك اعتقل في الله ولله فلا تخونيه لكسرة خبز ..

أي حال وصلت إليه حرائرنا .. تسرق لتُطعم بنيها ونحن في ألوان النعيم نتقلب صباح مساء ..

أي شح أصابنا حتى وصلت حرائرنا إلى ما وصلت إليه ..

مَن لأرامل الشهداء وأيتامهم .. مَن لزوجات المعتقلين وأبنائهم .. مَن لنساء المجاهدين وأطفالهم .. مَن للنازحين والنازحات الذين يفترشون العراء في البرد القارس!

من لهم بعد الله إن لم نكن نحن ..

اللهم أعط منفقاً خلفا .. اللهم أعط ممسكا تلفا