أسرى فلسطين في رمضان

ثامر سباعنة

سجن مجدو -  فلسطين

[email protected]

في الأسر تتشابه كل الشهور ولا ابالغ ان قلت معظم الايام ايضا تتشابه ، إلا شهر رمضان المبارك ، فهو صدقا يحمل البركه للاسرى في سجون المحتل الغاصب.

يبدأ الشهر عند الأسرى قبل وصوله بأسابيع ، فيبدأ الأسرى بطلب الحاجيات الرئيسيه من اهلهم لادخالها من خلال الزيارة ، وطبعا فقط الامور المسموح بها من قبل إدارة السجون الصهيونيه، ويبدأ الأسرى داخل معتقلهم بخزن الامور الرئيسيه لشهر رمضان المبارك و خاصه التمور التي يمكن احيانا ان تدخل للاسرى عن طريق وزارة الأسرى او عن طريق شرائها من الكنتينا الخاصة بالاسرى .

يبدأ الشهر المبارك والاسرى مترقبين بدئه من خلال التلفاز والراديو لمعرفة اليوم الاول في الصيام ، وما إن يُعلن بداية الشهر حتى يتبادل الأسرى التهاني فرحا بقدومه ، والحزن في قلوبهم لأنهم بعيدين عن أهلهم وأحبابهم .

رمضان في السجون هو شهر طاعة وتقرب إلى الله تعالى ، فمنذ الصباح تجد الأسرى وقد انتشروا في ساحات القسم او الغرفة او الخيمة كُل منهم حمل مصحفه وبدأ يتلوه وكأنهم في خلية نحل نشطه ، ومع الظهيرة –بعد الصلاة – يعم الهدوء ليتمكن الأسرى من القيلوله او متابعة التلفاز ومنهم من يقرأ الكتب، ويستمر ذلك إلى وقت صلاة العصر .

في المساء ومع اقتراب موعد الافطار يتجمع الأسرى في حلقات الذكر والدعاء بينما ينشط الإخوة المسؤولين عن الطبيخ لانهاء الطعام وخاصة الشوربة لتكون بدايه الصائم وكذلك يبدأ بعض الأسرى بتوزيع التمر على باقي الأسرى ومع اذان الافطار يسارع الأسرى لاكل التمر وشرب الشوربه المُعده لهم ويؤدون صلاة المغرب جماعة ، وبعد الصلاة تبدأ وجبة الفطور.

تبدأ صلاة التراويح وتشمل ايضا دورس ومواعض بالاضافه إلى المسابقات الدينيه الهادفه وبعد الصلاة يترك الأسرى كُلٌ حسب قدرته سواء بقيام الليل او قراءة القران او الكتب .

شهر رمضان شهر للطاعه والتسابق بين الأسرى في الطاعات ، فهذا ختم القران اربع مرات وهذا عشر وهذا.............  وهذا يقوم ربع الليل وذلك نصفه وذاك كله ، وكل ذلك سباقا في الاجر والثواب لا رياءا .

ينشط الأسرى في هذا الشهر للمبارك ليسعدوا بعضهم البعض ويحاولوا التعويض عن الأهل والاحبه ، فالطباخين والمسئولين عن  المطبخ يُعدون افضل الطعام-طبعا حسب المتوفر- ويقومون باعداد الحلوى يوميا ، ولا يظن القاريء هنا ان الحلوى هي كالحلوى الحقيقية الموجوده في الاسواق انما هي حلوى مُعده بالمتوفر للاسرى ، كالخبز القديم – البايت- وما توفر من فواكه او تمر ولبن. ويُسارع بعض الأسرى لاعداد المسابقات والمسرحيات الترفيهية لإدخال الفرح لقلوب اخوانهم الأسرى ، اما من يملكون الصوت الجميل فهم لا يبخلون بصوتهم لافراح اخوانهم بالنشيد والغناء واقامة الامسيات والسهرات الترفيهية.

مع اقتراب انتهاء الشهر الفضيل يبدأ الأسرى الاعداد لعيد الفطر، ففي الأعياد يسارع الأسرى لإدخال السعادة إلى قلوب بعضهم البعض ، كلٌ حسب قدرته ، فأحدهم يجهز الحلويات البسيطة ، وآخر يسارع لعمل الزينة بما توفر من أوراق جرائد أو مجلات ،وذاك يعمل على تجهيز الخيمة أو الغرفة ، وآخر يرسم الرسومات الجميلة أو يخط كروت التهنئة لباقي الأسرى ، وصباح العيد وبعد أداء الصلاة يصطف كل الأسرى بشكل حلقه كبيره ويبدؤون بالسلام وتبادل التهاني على بعضهم البعض، ويوزعون الحلوى والتمر.