المواجهة بين الدم السوري والمال الإيراني
في المغارب العربية ... ؟!
زهير سالم*
أما ما أقصده بالمغارب العربية فهو مصر وما تلاها من أقطار عربية غربا وجنوبا أيضا .
لا بد للمتابع الجاد أن يلحظ الحرج الذي يفرضه الدم السوري على بعض الأنظمة العربية القديمة والمجددة . يُحرجهم أمام شعوبهم ، التي يُفظعها ما ينزل بأشقائها في سورية من قتل وذبح وانتهاك ، أن يتجاهلوا المشهد أو أن يقفزوا عليه ، ويُطمعهم في الوقت نفسه ذهب المعز يلمع أمام أعينهم فتخور النفوس الضعيفة ولا تكاد تجد سبيلا للمقاومة .
أما في الشرق العربي شمالا وجنوبا فإن شعوب هذا العالم تدرك الحقيقة المختبئة في لمعان هذه الملايين . حيث تحتدم المعارك في العراق وسورية ولبنان والبحرين واليمن . والتي يستعر لهيبها اليوم على أرض الشام مبشرة منذرة .
وبينما يسيل النضار الإيراني في كثير من المغارب العربية ولن يعجزك أن تراه حيث التمسته ، في أحاديث أقوام وأحيانا في مواقفهم وسياساتهم ، فقد كان بود الكثير من ساسة هذه الدول لو لم يثر الشعب السوري في هذه الأيام ، أو لو ان الطاغية السفاح أجهز بسرعة على الثورة الناهضة وانتصر عليها كما حصل في الثمانينات ؛ ليقعدوا من هذا الشعب مقعد المعلم والمؤنب ثم ليهيموا في وديان المال الإيراني تحت شعار الثورية الإسلامية الملهمة !! ودعم فلسطين والقدس والمقاومة والممانعة .
لقد ثار الشعب السوري في وقتهم الحرج كما يتمتون في أنفسهم ، ومع ذلك فهم لا يعجزون أن يجد كل فريق منهم مخرجا أو مدّخلا يولفون فيه موقفا من ثورة الشعب السوري ، يخادعون به أنفسهم و شعوبهم ويشبعون جشعهم ويروون طمعهم ويغترفون فيه ما استطاعوا من المال الإيراني ما استطاعوا الاغتراف ..
ولكي نقطع على الضالين طريق ضلالهم . ولكي نضع أمام الشعوب العربية الشقيقة التي تتنزى ألما على نصرة عائشة المنتهكة وحمزة الذبيح ، سنرسم في هذه الأسطر معالم الموقف الحق في نصرة الثورة السورية ولاء وبراء ، وسنفضح كل أساليب المرجفين والمترددين وأدعياء صداقة الشعب السوري وهم يغزلون ليل نهار للكيد به والتآمر عليه والتواطؤ مع قاتله ..
أما صداقة الشعب السوري فمهرها الذي لا يقبل هذا الشعب مساومة فيه ولا بديلا عنه فهو انحياز مطلق لنصرة هذا الشعب ولاء وبراء كما يقول المتكلمون . ولن يقبل دم الأطفال ولا أعراض المنتهكات في سورية موقفا متلجلجا لا على مستوى الولاء ولا على مستوى البراء .
المطلوب على مستوى نصرة الولاء أن يعلن هؤلاء الأصدقاء أنهم مع ثورة الشعب السوري بكل أشكال الدعم ، وكما يريد هذا الشعب حتى تحقق هذه الثورة أهدافها كاملة غير منقوصة .
والمطلوب على مستوى نصرة البراء أن يعلن أصدقاء هذا الشعب إدانتهم الكاملة لبشار الأسد ونظامه ، وأن يحملوه المسئولية الجنائية والأخلاقية والسياسية الكاملة عن كل ما يجري في سورية من قتل وذبح وانتهاك وعدوان ، وأن يطالبوا له ولكل شركائه في الدم السوري بالمحاكمة العاجلة العادلة ، وأن يدعموا كل مشروع للمجتمع الدولي لحماية المدنيين والأخذ على يد القتلة والمجرمين السفاحين داخل مجلس الأمن كان ذلك أو خارجه . وأن يدينوا على السواء مواقف جميع الدول والهيئات والمنظمات والقوى والأحزاب والشخصيات التي تؤيد السفاح بشار الأسد أو تدعمه بأي شكل من أشكال الدعم وتحت أي عنوان .
يجب أن يكون واضحا في هذا السياق أن شعبنا في سورية وبعد كل هذا السيل من الدماء ومن عمليات الانتهاك والاغتصاب سيصنف كل الذين يتحدثون حديثا روسياّ أو إيرانيّا مشبوها عن المطالبة بالإصلاح كنوع من المراوغة للتعبير المبطن عن الانحياز لبشار الأسد وتدعيم بقائه ومعاداة الشعب السوري والاستهانة بدماء الشهداء والمتاجرة بأعراض الحرائر المنتهكات .
على ضوء هذا التوضيح وفي معيارية ما قيل في مؤتمر ما سمي أصدقاء الشعب السوري الذي ضم الكثير من المثبطين والمعادين للشعب السوري والشانئين له والقابضين للرشى من المال الإيراني وغير الإيراني يمكن لكل مواطن عربي على الخارطة العربية أن يعيد فرز الأصدقاء من الأعداء ..
بإمكاننا في إطار هذا المعيار أن نفسر صمت الصامتين . وأن نلمح المال الإيراني في حديث من رأي فيما يجري على الأرض السورية – عنفا وعنفا مضادا – ( قاتلهم الله أنى يؤفكون ) . وبإمكان المواطن العربي أن يرى المال الإيراني في ثنايا الداعين إلى الإصلاح الذي معناه المباشر بقاء بشار . أو في حديث الذين يحرضون جارة مثل تركية على ضرورة الالتزام بحسن الجوار والعمل على توفير الهدوء والاستقرار بما يعني تطويق الثورة السورية وخنقها.
كثيرون هم الذين تذرف أعينهم عندما يذبحون العصافير . تذكروا دائما أن تنظروا إلى ما تصنعه اليدان لا إلى ما تذرفه العينان ..
فتش عن المال الإيراني واقرأ الصور على القنوات الإيرانية تتفهم كل الذي يدور . ( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ) هذا حديث محمد رسول الله صلى الله وسلم عليه ..
أيها المسلمون في المغارب العربية اتقوا الله في دينكم واحذروا في ما يطعمونكم ويطمعونكم ليطعنوا في أمهاتكم زوجات نبيكم والله إنه لأبشع من أجر بغي أو من حلوان كاهن ..
المصاولة ما تزال دائرة في دول المغارب العربية بين دم أطفال سورية المسفوك وبين المال الإيراني المنثور ..اللهم ثبتنا بقولك الثابت ..
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية