الموقف السياسي ما قبل الثورة السورية 1
المنطق الحيوي والموقف غير الحيويّ
لرائق النقري؟! ج 1/2
"الموقف السياسي ما قبل الثورة السورية"
د
. حمزة رستناويهذه المقال تُعنى بالحديث عن و مناقشة موقف رائق النقري – مؤسس مدرسة دمشق للمنطق الحيوي - من الثورة السورية من واقع التجربة الشخصية لكاتب السطور , و على اعتبار أن المقال يتناول بالنقد موقف خاص بفرد معين لذلك من حقوق الدكتور رائق الرد و التعليق.
(1)
ثلاث ملاحظات أوّلية :
-المنطق الحيوي كنظرية معرفية تقوم على مفهوم الشكل بتطبيقاته المختلفة نظريا و عملياً , و هو يستهدف الكشف عن الجذور المنطقية للظلم و ازدواجية المعايير بما يسهّل التواصل البشيري و غير البشري.
- الدكتور رائق النقري - مؤسس مدرسة دمشق للمنطق الحيوي عام 1967 - هو مكتشف نظرية المنطق الحيوي و قد أتيح لي التعرف عليه في العام 2004 م و على مدى عقد من الزمن , و عبر مشروع مشترك تم تطوير نظرية المنطق الحيوي عبر المئات من المقايسات التطبيقية و الحوارات و النقود و النقود المضادة أثمرت إصدار كتابي " أضاحي منطق الجوهر - تطبيق مقايسات المنطق الحيوي على عينات من الخطاب الاسلامي المعاصر 2009 " . حوارات شارك فيها و على نحو متقطع و بدرجة أقل مجموعة من الباحثين : محمود اسطنبولي – أيهم ديب- عبد الرحمن زيارة - علي الامين - ياسر السليم - مصطفى خضر-زياد هواش - المقداد النقري - ميلاد فؤاد ديب – عبد الله الأحمد - محمود العمار .
- كشهادة تخص كاتب السطور رّبما يكون رائق النقري من أهم الأشخاص الذين تأثرتُ بهم في مسيرتي المعرفيّة.
(2)
سيرة ذاتية مختصرة لرائق النقري:
-من مواليد قرية الشعيرات – حمص – 1947 م
- ينتمى لعائلة فلاحيه من أصول علوية , عائلة تحظى بمكانة جيدة بين العلويين.
-بدأ حياته كفنان تشكيلي و مشروع روائي في الستينات .
- أقام معرض تشكيلي و كان عمره 18 سنة , و أصدر كتابه الفكري الأول " الايديلوجيا الحيوية عن دار الثبات 1970 و كان عمره"23 سنة "
- تطوع في الكلية الحربية و عمل كضابط في الجيش السوري ,و عقب هزيمة حزيران 1967 شكّل مع رفاق له مدنيين و عسكريين مدرسة دمشق للمنطق الحيوي بغية " الرد – النظري و العملي - على الهزيمة ".
- أقام تنظيم سري في الجيش مع آخرين أجُهض قبل قيامة بمحاولة انقلابية فاشلة على حافظ أسد منتصف السبعينات , سجن على أثرها رفاقه في الداخل , و فرّ هو إلى العراق و من ثم الجزائر و من ثم باريس.
-رغم أنه لم يحمل إجازة في الفلسفة من قبل , لكنه استطاع الحصول على فرصة لدراسة الدكتورة في الفلسفة من جامعة باريس , بناء على قانون مُتّبع هناك يتيح لمن يملك فرضية علمية جديدة ,أو مشروع مبتكر تقديم أوراق اعتماد لدراسة الدكتوراه بعد عرضه على لجنة خاصة , و قد ناقش أطروحة دكتوراه في الفلسفة في جامعة باريس بعنوان " المبادئ الحيوية في الفكر الفلسفي و السياسي العربي المعاصر , تطبيق للقانون الحيوي للدراسات الاجتماعية " و كان ضمن المشرفين عليها الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي و فرانسوا شاتليه و رنيه شيرر و قد طبعت نسختها العربية بأربع أجزاء , قام كاتب السطور بالإطلاع عليها , مغفلة من التاريخ و دار النشر.
-هاجر بعدها رائق النقري إلى الولايات المتحدة الامريكية و عمل بعدها محاضرا في جامعات أمريكية متعددة.
-حصل على عفو خاص من حافظ أسد و عاد إلى سوريا حيث التقى بالأسد الذي عرض عليه تشكيل حزب ينضم إلى ما يسمّى ب" الجبهة الوطنية التقدمية " و لكنه اعتذر و حصل على موافقة بإقامة ندوات كانت أهمها في مكتبة الاسد حضرها عدد كبير من المثقفين السورين , و طرح فيها مشروع لتغيير النظام مع البقاء على رأس النظام :حافظ أسد , و لكن تم اجهاض هذه المحاولة من قبل السلطة السورية .
-هو يقيم الآن في سوريا و يسافر سنويا لأشهر إلى الولايات المتحدة الأمريكية , دون أن يقوم هناك بأي عمل رسمي أو أكاديمي , و هو يحمل الجنسية الأمريكية .
-في شخصيته مزيج من العبقرية والحيوية و الانفعال إلى حد التهور , و الانطباع الشخصي الاول عنه غالبا لا يكون ايجابيا في الغالب , أو بما يجعلك لا تقتنع بأنك أمام مفكّر و فيلسوف , و لذلك من الضروري تحييد الانفعال و الاطلاع المتأني على أعماله لتقييم حكم أفضل .
- في كتابته نجد تفاوت في المستوى – سواء بين نص و آخر أو في النص الواحد - بين اللماحات العبقرية و بين و الهذر السياسي و الهجاء ؟! .
-"ما يسجّل لرائق كناحية شخصية استمراريته بالحوار و التواصل مع أي شخص و أي وجهة نظر , فيمكن مثلا أن يشتمه أحدهم أو يتهمه بالطائفية أو العمالة و لكن ببساطة يرد و يتابع الحوار معه كأن شيئا لم يكن , بل و أكثر من ذلك يدعوه لزيارته في بيته ؟! "
(3)
الموقف السياسي لرائق النقري قبل الثورة.
يمكن اجماله بالنقاط التالية:
-ضرورة تغيير النظام الاحادي في سوريا إلى نظام ديمقراطي عبر مرحلة انتقالية.
راجع مقال : " المعارض رائق النقري : يجب تغيير النظام في سوريا بالتدريج"
http://all4syria.info/web/Archive/30735
- التقدير و الاعجاب بحافظ أسد و سياساته الاقليمية و الدولية , و النقد اللطيف لسياساته على الصعيد الداخلي ,و تقديم العذر المخف فيما يخص انتهاكات نظام الأسد الاب أو الابن لحقوق الانسان , فهو يطلق على حافظ الأسد لقب الامام , نقرأ مثلا في كتابه فقه المصالح : " و بالتأكيد فإن الامام الاسد , بذلك , يحقق إضافة على الامامة الناصرية و فقها الذي لم يستطع استيعاب حركات اسلامية حيوية , تساند الفقه الناصري " "إن حافظ أسد مثال ساطع على حيوية الرمز الناصري " كتاب فقه المصالح ص 132-131
-العداء الشديد للماركسيين و الاخوان المسلمين و دول الخليج , و هو على الصعيد النظري الفكري يقدّم مشروع رؤية جديدة تتسم بالحيوية لإصلاح الخطاب السياسي العربي الاسلامي , خاصة في الفصول الاولى من كتابه :" فقه المصالح منهج الحيوية الاسلامية السياسي " .
-موقف سلبي من ما عُرف بربيع دمشق 2000-2001 و اتهامهم بالغباء السياسي أو العمالة للخارج , ففي رسالة مفتوحة وجّهها الى الاسد الابن للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين و خاصة ميشيل كيلو يورد : " وإذا سألتني عن سبب تسميتك أنت بالذات فلكونك تركت في نفسي بعد لقائنا الوحيد انطباعا بكونك – بالفعل - طاقه حيوية يجب تنميتها وليس قمعها ..وانك اكبر من أن تكون من زلم خدام البيانوني , ولا الحريري , ولا جنبلاط ..؟ "
بالتأكيد مطالبته بالإفراج عن كيلو ايجابية و تُحسب له , و لكن أليس من الظلم بمكان وصف نشطاء ربيع دمشق بالزلم و الخَدَمْ ؟!
راجع مقاله :ميشيل كيلو و نزار رستناوي خارج السجن – موقع كلنا شركاء - تاريخ : 15-5-2007 "
-موقف سلبي مما عرف ب " ثورة الارز " في لبنان و تأييد الهيمنة السورية على لبنان و تصفية الحريري مثلاً.
-موقف سلبي من السياسات الايرانية في العراق عقب الاحتلال الامريكي " رسالة مفتوحة قادة الجمهورية الاسلامية في ايران
http://www.damascusschool.com/page/IranLette.htm
للقيادة الايرانية و المرشد العام"
-موقف ايجابي من "الثورة الاسلامية في ايران " و من حزب الله و حماس و ما يسمّى "محور الممانعة و المقاومة " .
(4)
الموقف السياسي لرائق النقري من ثورات الربيع العربي عموما:
-هي ليست ثورات بل هي انتفاضات و مؤامرات مُخَطّط لها أمريكيا و غربيا بغية اعادة استعمار المنطقة و انتاج سايكس بيكو جديدة , و ثوّار ليبيا مثلا ليسو أكثر من عملاء للأطلسي ..الخ. فهذه الثورات ما هي إلا تطبيق لنظريات جين شارب في خدمة الغرب الامريكي , و كأن داعية العنف الامريكي جان شارب ليس أكثر من استشاري للمخابرات الامريكية ؟! و كأن التحول الديمقراطي و الثورات السلمية لا تخدم أساسا الشعوب التي تصنعها و تدفع ثمن حرّيتها.فمثلا راجع كتابات رائق " 7-3-2011 في موقع مدرسة دمشق للمنطق الحيوي , بعنوان الرابط : "جين شارب ! و مصالح العم سام تفسر اكثر ما يحدث في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا ؟ "
يتبع ج2: الموقف السياسي من الثورة السورية